الثلاثاء 09 آب , 2022

استشهاد ابراهيم النابلسي

في التاسع من شهر آب / أغسطس من العام 2022 وقرابة الساعة السادسة والنصف صباحًا، اقتحمت قوات خاصة من جيش الاحتلال حارة الحبلة في البلدة القديمة، وحاصرت منزلًا تواجد فيه المقاوم إبراهيم النابلسي. رفض النابلسي الاستسلام، وخاض مع رفاق له، اشتباكًا دام أكثر من 3 ساعات، خرجت خلاله وصيّته مسجّلة بصوته قبل لحظات من شهادته، قال فيها: "أنا استشهدت يا جماعة، أنا بحب أمي، وحافظوا عالوطن من بعدي، بوصيكم ما حدا يترك البارودة، أنا محاصر ورايح استشهد، ادعوا لي".

سنتين من المطاردة، تعرّض فيهم النابلسي لمحاولات ثنيه عن دوره المقاوم في زرع العبوات الناسفة وفي الاشتباك مع الاحتلال عند نقاط التماس، لكنّه رفض تسليم نفسه تحت أي ظرف. كما تعرّض لمحاولات اغتيال عديدة الى أن وصفه الاحتلال بـ "صاحب الأرواح التسع". من بين أبرزها تلك المحاولة الإسرائيلية التي استشهد فيها رفاقه الشهيدين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح.

ظهر النابلسي الى العلن، في رسالة شجاعة وتحدٍ للاحتلال بالتمسّك بخيار المقاومة مهما كلّف الأمر، خلال تشييع رفيقه الشهيدين، فباتت الأنظار الشعبية في نابلس تتجه نحو النابلسي كنموذج الشاب المقاوم، وهو ابن الـ 19 عامًا.

كذلك، والى جانب وصيّته سجّل النابلسي قبل استشهاده عدّة مواقف تحدّث فيها عن المقاومة بما أكّد على وعي الجيل الفلسطيني الجديد وقدرته على إدارة مرحلة جديدة في الضفة الغربية. اذ قال "أنا ماشي على درب الشهداء.. رفضت الاستسلام، وان شاء الله على دربهم رايحين، رايحين يخادوني اغتيال مش رايحين يمسكوني.. حلمي وحلم كل الشعب الفلسطيني واحد، رايح يكون إنها تتحرر أراضينا.. احنا على هذا الدرب لحتى تحرر هذه البلاد".

استنهضت شهادة النابلسي أيضًا الشباب المقاوم في نابلس وشكّلت أمه حالة شعبية ونموذجًا لأهالي الشهداء والمطاردين في الضفة، ففي المستشفى التي نقل اليها النابلسي شهيدًا قالت أمه مبتسمةً "الحمدلله إبراهيم انتصر، في مية إبراهيم من بعده". كما وجّه أهل الشهيد تحية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأكيدًا على وحدة بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية. وفي حديث إعلامي آخر لأم إبراهيم، ذكرت أنّ النابلسي أحب نصر الله منذ طفولته.

صنّفت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، الناطقة باللغة الإنكليزية النابلسي رجل العام في مقال وضعته على افتتاحيّتها في 18/3/2023 تحت عنوان "رجل العام.. إبراهيم: أسد نابلس"، وأشارت الى أنه " قد يكون النابلسي مات، لكنه ترك وراءه إرثاً جعل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية أقوى مما كان عليه عندما كان حياً. وهذا ما يخيف إسرائيل".

روابط مرتبطة بالحدث

طهران تايمز: رجل العام.. إبراهيم أسد نابلس

والدة الشهيد النابلسي تكشف للميادين وصيته لها قبل استشهاده بدقائق

ابراهيم النابلسي ... مقابلة شبكة النجاح الاعلامية مع الشهيد ابراهيم النابلسي

ماذا نعرف عن إبراهيم النابلسي؟

مطارد يروي آخر لحظات النابلسي

بين إبراهيم النابلسي وإبراهيم النابلسي.. أم فلسطينية تصنع الحكاية.

إبراهيم النابلسي "أبو فتحي".. شهيد وابن أسير



روزنامة المحور