من أهم الأمور التي كشفت في مناورة "الرسول الأعظم (ص) 17، التي أجرتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخراً، هي الرأس المنفصل لصواريخ زلزال، التي تعد من فئة الصواريخ المدفعية في إيران، والتي يعتمد على مثيلها بشكل كبير، حركات وقوى المقاومة لا سيما في لبنان، وربما ايضاً فلسطين.
فصاروخ زلزال هي من أثقل الصواريخ المدفعية، حيث يبلغ قطره 610 ملم، ويبلغ وزن رأسه الحربي حوالي 600 كيلوغرام، بينما يتراوح مداه بين 200 و250 كم، وبالطبع يمكن زيادته.
كما يعد هذا الصاروخ، هو النموذج الأساس لتطوير عائلة الصواريخ التكتيكية من سلسلة فاتح 110، والتي تعد حاليًا العمود الفقري لوحدة الصواريخ في إيران.
وقد استطاع الخبراء الإيرانيون تطوير نموذج موجه لهذه الصواريخ، من خلال إضافة قسم توجيه بين الرأس الحربي والبدن، يفصل الرأس عن البدن، بحيث باتت دقته عالية في إصابة الأهداف الثابتة.
لكن ما هي أهمية فصل رأس حربي لصواريخ المدفعية؟
مع تطور سلسلة من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، مثل سلسلة القبة الحديدية التي ينتجها كيان الاحتلال الإسرائيلي. التي صممت خصيصاً للتعامل مع التهديدات مثل قذائف الهاون والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وبالطبع صواريخ المدفعية (التي تستخدمها فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان). قامت الجمهورية الإسلامية على مرحلتين بزيادة دقة هذه الصواريخ أولاً، ومن ثم بفصل الرأس الحربي عن البدن الرئيسي في المرحلة النهائية.
هذا التعديل سيتسبب أولاً، في إجبار منظومة الدفاع الجوي على اعتراض بدن الصاروخ، أما ثانياً فسيمكن الرأس الحربي المنفصل من الاختفاء عن أجهزة الرادارات، لأن المقطع العرضي الخاص به سوف يتناقص بشكل حاد.
وبالتالي رؤوس الصواريخ هذه ستستطيع اختراق طبقات الحماية الجوية الإسرائيلية، واستنزاف هذه المنظومات من جهة، وإصابة الأهداف بدقة عالية من جهة أخرى.
وهذا ما يشكل واحداً من أهم الأسباب، التي تجعل حكومة الكيان تصر على اعتبار مشروع دقة الصواريخ من أخطر مشاريع المقاومة التطويرية خطورة على الكيان، لأنها ببساطة ستفقدها أبسط درجات الحماية (كشفت معركة سيف القدس أن نسبة اعتراض القبة الحديدية للصواريخ لم تتجاوز 40%).
وبما أن إيران تمكنت من تحقيق هذا التطوير في صواريخ زلزال، التي تتحدث بعض المواقع العسكرية المختصة، بأن حزب الله يمتلك نسخاً منه منذ ما قبل حرب تموز. بالإضافة الى أنه لدى الإسرائيليين قناعة راسخة، بأن كل ما يكشف عنه في إيران سيكون حتماً قد بات لدى فصائل المقاومة. لذلك فإن من الطبيعي أن تنقل هذه التجربة الى لبنان وفلسطين كهدية جديدة من طهران لحلفائها في المحور، بل وربما يتم تطبيق هذه التقنية على صواريخ ذات حجم أقل.
الكاتب: غرفة التحرير