خلال الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد قائد الحراك السلمي في القطيف والإحساء آية الله الشيخ نمر باقر النمر، أعلن معارضون سعوديون للنظام، إطلاق "لقاء المعارضة في الجزيرة العربية". هذا الأمر أثار استنفاراً اقليمياً تعدى حدود المملكة بل لحق أيضاً ببعض أدواتها المنتشرين في عدد من البلاد خاصة في لبنان -مكان إحياء الذكرى- حيث سبق الإحياء تصريح لوزير الداخلية اللبناني بسام المولوي قال إنه "ينتظر تقريراً أمنياً عن المؤتمر المناهض للسعودية، لاتخاذ القرار المناسب... وأنا قمت بكل الاجراءات القانونية اللازمة في ملف عدم التعرض للدول الشقيقة العربية ونحن غير عاجزين".
عضو الهيئة القيادية لحركة خلاص في الجزيرة العربية حمزة الشاخوري أكد في حوار خاص مع موقع "الخنـادق" ان "عملية الإعلان أفزعت النظام السعودي وإعلامه وأبواقه وكأننا نكشنا عش الدبابير. هذه الهجمة المرتدة كنا نتوقعها لكن المستوى تجاوز المتوقع".
كيف أثرت قضية الشيخ النمر على الرأي العام السعودي؟ ولماذا تم الإعلان عن "لقاء المعارضة في الجزيرة العربية" في هذا التوقيت؟
من الطبيعي ان تتظافر جهود أصحاب القضية الواحد ومن غير الطبيعي ان يبقوا متباعدين. يضيف المعارض الشاخوري نحن كنا طيلة السنوات الماضية ولا سيما في السنتين الأخيرتين على تواصل ونقاشات مستمرة حول تطوير آليات تعاوننا في مختلف مناطق تواجدنا وحول ما يمكن ان يقدمه من تزخيم وتكثيف للجهود وتعظيم للإمكانات في مواجهة استبداد النظام.
نحن وجدنا كيف أن عملية الإعلان كيف أفزعت النظام السعودي وإعلامه وأبواقه وكأننا نكشنا عش الدبابير. هذه الهجمة المرتدة كنا نتوقعها لكن المستوى تجاوز المتوقع. من الطبيعي ان يخشوا لأن في كل وحدة قوة وفي كل اجتماع وتنسيق وتعاون توليد لمسارات عمل جديدة مؤثرة وفاعلة.
أما عن مسألة التوقيت التي يثيرها البعض فنحن منذ بضعة شهور كنا قد قررنا الإعلان عن التحالف وتشكيل هذا الكيان المبارك ووجدنا انه خير مناسبة لتوجيه رسالة سياسية دالة ومحملة بكثير من المعاني سواء إلى النظام السعودي أو إلى شعبنا في الجزيرة العربية وفي الحجاز. حيث نربط اعلاننا عن هذا التشكيل مع ذكرى شهادة رمز قضيتنا الشيخ المجاهد نمر باقر النمر الذي صدع بكلمة الحق من عقر النظام ولم يخشَ طغيانه، وكان مستحضراً لكل أثمان ما يعمل لكنه كان مستعداً لذلك، وجدنا أنه أقل الوفاء ان نربط هذا الإعلان وهذا التشكيل بذكرى استشهاد الشيخ النمر، ونؤكد لجماهيرنا ان دماء شهدائنا لم ولن تذهب سدى. ونؤكد للنظام السعودي ان إعدام الشهداء والقيادات والكفاءات المعارضة لن يخمد صوت المعارضة بل سيكثف جهودها ويطور من عملها.
إن اصرارنا على الإحياء السنوي لذكرى شهادة الشيخ النمر هو إعادة استحضار لكل القيم والمبادئ والمطالب التي مثلها في نشاطه من جهة أخرى فالإحياء هو تذكير للنظام السعودي ان مسيرة الشيخ النمر لا تزال مستمرة ضد طغيانه وإرهابه.
كيف هو وضع السجون في السعودية؟ وعلى اي أساس تتم عمليات الاعتقال؟
وضع السجون والمعتقلات في مهلكة بن سعود إلى تردٍّ. يكفينا تتبع سريع ونظرة خاطفة على ما تحفل به الساحة الحقوقية من بيانات تنديد والأخبار المتسارعة عن تكاثف حركة الاعتقالات للنساء والشبان والشيوخ وعلماء الدين من مختلف الطوائف والمناطق. حقيقة ما أوجده بن سلمان أنه وزّع الظلم وشمل به الجميع. يعني إذا كان في عهود سابقة شيئاً من التعقل في الظلم وهنا أقصد محاولة إخفاء إجرام النظام ومحاولة تلبيس أي قضية اعتقال للمعارضين بعناوين فضفاضة كالخروج على ولي الأمر والمساس بثوابت الوطن أو الدين. اليوم نحن أمام حالة نزع فيها النظام السعودي أوراق التوت التي كان يتستر بها وبات ارهابه مفضوحا وملموساً للجميع وأمام الجميع سواء ما قبل قضية خاشقجي أو ما بعدها. فما قبل خاشقجي لدينا مسألة الاعدامات الجماعية والحفلات الدموية التي نفذها النظام لا سيما مطلع عام 2015 من اعدام الشيخ الشهيد وبقية من اعدموا معه والمتهمين بالقيام بأنشطة مع القاعدة. وتتالت حفلات الإعدام لخلية الكفاءات المتهمة بالتجسس والعلاقة مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومن بينهم الشيخ محمد آل عطية ووصولاً إلى الحفلات الدموية المصغرة التي يطالعنا فيها النظام كل شهر، بأن يعدم 2 أو 3 أشخاص خاصة من منطقتي الاحساء والقطيف.
كيف تقيّمون عهد محمد بن سلمان؟
الحقيقة ان محمد بن سلمان ماضٍ في غيّه وفي استهداف المعارضين سواء داخل المهلكة أو خارجها. بالأمس القريب سمعنا استهداف المستشار القحطاني في لندن، لم تتضح القضية بعد لكنه تعرض للضرب المبرح وأصيب إصابات بليغة ولا يزال يرقد في المستشفى في بريطانيا ويتلقى العلاج. كل هذه الاعتقالات لم تعد تغطى بغربال بل كشفت زيف ادعاءاته باحترام حقوق الانسان واحترام حريات الرأي.
مع تورط محمد بن سلمان في الحرب على اليمن. يدفع الشعب السعودي ثمن ذلك. كيف تكون ردة فعل العائلات السعودية مع وصول جثامين أبنائها المغرر بهم؟
في قضية الحرب العدوانية التي شنها النظام السعودي على شعبنا الأصيل في اليمن. هذه الحرب العبثية الشيطانية تصدى بعض أهلنا في الداخل إلى رفضها والمطالبة بوقف العدوان وحفظ دماء الشعب اليمني وتجنيب المنطقة الفتن والخسائر الفادحة. لكن الذين تصدوا لهذا لا يزالوا يقبعون في السجون ويدفعون أثماناً من أعمارهم ويمكن الإشارة هنا إلى الشيخ حسين الراضي الذي رفض خلال خطابه الشهير الحرب، وندد بها ووقف إلى جانب الشعب اليمني وانتصر لمظلوميته. كذلك بعض الصحفيين حاولوا بنحو أو بآخر ان يطالبوا بوقف الحرب حتى لو انهم انطلقوا من منطلق خشية على النظام نفسه كطراد العمري.
سعوديون يحرقون بدلاتهم العسكرية تمرداً على القتال في اليمن
فيما يخص مواقف أسر الجنود الذين يقتلون في هذه الحرب، لا يوجد إعلام حر لكي ينقل لنا المواقف الحقيقة لهذه الأسر، واستناداً لبعض المعطيات ويمكن الإشارة هنا إلى بعض ما نشر إلى جنود يحاربون إلى جانب النظام السعودي يكتشفون أن رواتبهم لم تدفع، وان بيوتهم تعرضت للهدم كونها بُنيت عشوائيا حسب زعم النظام. غالبية هؤلاء الجنود يحاربون من منطلقات مادية بحتة أو خشية من التعرض إلى المحاكمات العسكرية والتصفيات او السجن والتعذيب. بعض هؤلاء الجنود يشعرون بالخزي والعار لمشاركتهم بحرب ضد شعب عربي أصيل كانت تصل إلى حالات تمرد، وجدنا أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي تتبادل بين الحين والآخر مشاهد جنود يحرقون هوياتهم أو ملابسهم أو شاراتهم العسكرية.
أما فيما يخص كيفية استقبال عوائل القتلى السعوديين لا أظن أنهم يشعرون بفخر أو سعادة فهم يعرفون أن الحرب ظالمة وهذا ما يضعف من معنويات الجنود وهذا ما وثقه الجيش واللجان الشعبية في اليمن عن فرار الجنود السعوديين من جبهات القتال.
مع كل هذا الظلم الذي يلحق بالشعب السعودي، برأيكم ما هي العوامل التي تحتاجها الثورة الشعبية لتكتمل؟
لا يكفي ان يكون هناك ظلم او حاكم مستبد لقيام ثورة ضده. هناك عوامل ما لم تتوافر كشروط مسبقة لا تحدث الثورات الشعبية سواء كان في مهلكة آل سعود او أي منطقة أخرى.
أي شعب كي يطالب بحقوقه يدفع عنه أذى الاستبداد يحتاج إلى قيادة متصدية وواعية وواثقة بالله وبإمكانات شعبها ومسموعة الكلمة من قبل جماهيرها. فيما يخص منطقتنا تحتاج هذه القيادة أيضاً إلى التعالي والترفع عن كل العراقيل التي يضعها النظام من خلال تفكيك وحدة شعب الجزيرة العربية سواء عبر بث الفتنة الشعبية المذهبية والقبلية والمناطقية.
الشعور الشعبي العام بالثقة التامة بالقدرة التامة بالتوكل على الله والنظر إلى الإمكانات المختزنة لديهم كأفراد وكشعب لأن أي شعور بانعدام الحيلة يخذل إرادة الاقدام والتصدي والثورة على النظام الحاكم. وهذه شروط مشتركة بين كل الشعوب.
تجدر الإشارة إلى مدى زمني إلى لحظة انفجار الصاعق وكسر عنق الزجاجة في أي ثورة شعبية. والامتداد الزمني يعني ان هناك عملاً يسبق لحظة الانفجار، هذا العمل قد يمتد لسنوات تمد او تقصر، ولحظة الانفجار هي وليدة تراكم مسبقة من بث الوعي وكشف زيف النظام وتعريته تخلخل قوته، وتساعد على منح الشعب الكثير من القوة.
لمشاهدة المقابلة كاملة اضغط هنا
الكاتب: غرفة التحرير