نستمر في ملف الكشف عن 60 ضابط في الـCIA عمل في منطقة غرب آسيا، واليوم سنكشف تفاصيل ندى باكوس التي عملت سنوات عديدة في العراق، وهناك احتمال كبير جداً بأن يكون لها علاقة باغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في سوريا في شباط / فبراير من العام 2008.
المعلومات الشخصية
_ من مواليد الـ 16 من أيار / مايو للعام 1969. إمها: إلويز ويسنهونت، وأخوها كيث غلاس.
_ نشأت في بلدة صغيرة "دنتون" في مقاطعة فيرغوس بولاية مونتانا، وهي كانت في طفولتها من محبي ركوب الخيل. وتنسب الفضل إلى جدتها في غرس صفة الفضول فيها.
_التحقت بجامعة ولاية ميتشغان من العام 1987 حتى العام 1991، وانتقلت إلى جامعة يوتا لإنهاء درجة البكالوريوس في الاقتصاد الدولي (مع أنها كانت مهتمة أولاً بدراسة التصميم الغرافيكي). ومنذ الشهر الأول من التحاقها بجامعة ميتشغان عام 87 انضمت الى نادي نسوي Alpha Omicron Pi.
_ قبل دخولها كانت تريد العيش والعمل في الخارج. وكانت مهتمة بالعمل في منظمة دولية. وعندما تخرجت من الجامعة، كان هناك القليل من الركود في أمريكا، ولم يكن هناك الكثير من الوظائف.
لذلك بدأت برنامج الدراسات العليا في نيودلهي عاصمة الهند. لكنها سريعاً عادت الى بلادها وتقدمت بطلب توظيف الى الـCIA، وذلك بعد انتقل سكنها من مدينة ميسولا غربي مونتانا إلى واشنطن العاصمة.
_ هي متزوجة، وحتى زوجها (لا يعمل في الـCIA) لم يكن يعلم بحقيقة عملها في الوكالة، قبل الفيلم الذي انتجته شركة HBO عن مطاردة أسامة بن لادن وتم عرضه عام 2013.
العمل في الـCIA
_ في العام 2000، عندما كانت تبلغ من العمر 30 سنة، انضمت إلى وكالة المخابرات المركزية CIA، كمحللة في مركز مكافحة الإرهاب. وتم تجنيدها من قبل الوكالة بعد أن عملت في مفاوضات العمل لشركات التعدين والتصنيع.
_مسؤولة فريق التحليل والمتابعة الذي لاحق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي وعدداً من قيادات تنظيم القاعدة. كما عملت في الفريق المكلف بتحليل العلاقة بين العراق والقاعدة وهجمات 11 أيلول / سبتمبر. وفي هذا الفريق قامت بتحليل اعتراضات الاتصالات، والتقارير الواردة من ضباط الحالة لدى الـCIA، وصور الأقمار الصناعية وحسابات من حكومات أخرى.
كما بدأت في تلك المرحلة، كتابة أوراق الإحاطة الاستخباراتية للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
_ بدلاً من استمرارها في العمل كمحللة في العراق (الذي غادرت إليه لأول مرة في أواخر أيار / مايو من العام 2003 – أي مع الغزو الأمريكي للعراق، وهي من قام باستجواب وزير خارجية صدام، طارق عزيز)، قررت العمل في العمليات الاستخباراتية، فبدأت العمل في الخدمة السرية الأمريكية – المسؤولة عن العمليات السرية - كضابط استهداف يقود فريق العمليات الذي يبحث عن الزرقاوي. ولذلك كانت تعمل في إطار هذه المهمة في واشنطن وفي العراق، وكان يعمل معها فرق من القوات الخاصة وفرق الاستهداف.
_ قُتل الزرقاوي في غارة جوية بطائرة بدون طيار في 7 حزيران / يونيو 2006 من قبل الجيش الأمريكي.
_ في إحدى مقابلاتها تؤكد بأنه لم يكن هناك من علاقة تربط صدام حسين بالقاعدة، كما أشارت بأنه ربما قدمت الإدارة الأمريكية الزرقاوي تبريراً جديداً لحربها في العراق، بعدما تبين عدم وجود أدلة تثبت امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل أيضاً.
_بسبب اعتبار مهمتها بين العامين 2000 و2010 مصنفة سرياً، لم يتبين شيء عن دورها ودور مجموعتها في ملاحقة الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، مع العلم بأنها كانت في الخدمة وعلى رأس نفس الفريق خلال العام 2008.
في هذا الفيديو تتحدث عن تلك الفترة بشكل تفصيلي:
ما بعد الـCIA
_ بعد 10 سنوات من العمل في الـCIA، قررت ترك الوكالة، لتبدأ مسار العمل كمستشارة في قضايا الأمن القومي والاستقرار الإقليمي والشبكات غير المشروعة والاتجار بالبشر، للعديد من الشركات والمنظمات مثل ستاربكس، وكذلك عملت مستشارة للعديد من المديرين التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين.
كما شاركت كمعلق ومصدر وضيف لقنوات ومؤسسات إعلامية مثل: CNN، ABC، FOX، MSNBC، BBC، CBC، صحف: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، وغيرهم العديد من المؤسسات الإعلامية الأمريكية والأجنبية.
_تتولى أيضاً عضوية العديد من مراكز الأبحاث الأمريكية، فهي زميلة أولى في برنامج الأمن القومي في معهد أبحاث السياسة الخارجية، كما شاركت في ندوات أقامها معهد هدسون.
_ شاركت في تأسيس شركة تكنولوجيا ناشئة تتعاون مع CIA، اسمها Didacted، تهدف إلى حل مشاكل جودة المصدر والمعلومات التي واجهتها في الوكالة.
_ تكهن الكثيرون بأن الشخصية الرئيسية مايا في فيلم هوليوود Zero Dark Thirty، الذي يضفي الطابع الدرامي على مطاردة بن لادن، قد تم تصميمها على غرار باكوس، وهو ادعاء كانت من بين أول من رفضه.
_ شاركت في الفيلم الوثائقي الذي أعدته شبكة HBO عام 2013: " Manhunt: The Search for Bin Laden".
_كما شاركت في المسلسل الوثائقي عن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي الذي عرضه موقع موقع FRONTLINE عام 2016.
_ عملت كمستشارة تقنية في 18 حلقة من المسلسل التلفزيوني (غريزة – Instinct) ما بين عامي 2018 و2019.
_شاركت في الفيلم الوثائقي الذي عرضته شبكة CBS عام 2021، والذي حمل عنوان: " سباق مع الزمن: وكالة المخابرات المركزية و11 سبتمبر". وهو فيلم يتبع كبار المسؤولين السابقين داخل وكالة المخابرات المركزية وروايتهم عن جهودهم لاعتقال أسامة بن لادن والهجوم الكارثي الذي كانوا يعلمون بأنه قادم.
_كتابها: بسبب دورها في عملية ملاحقة واغتيال الزرقاوي، أعدّت كتاباً بعد انتهاء خدمتها تحت عنوان: "المستهدف - The Targeter: حياتي في وكالة المخابرات المركزية، صيد الإرهابيين وتحدي البيت الأبيض". وتضمن الكتاب عرضاً لنزاعات الـ CIA مع البيت الأبيض عندما يواجه تحليلهم صداً، ومناطق حرب العراق، والأعمال الداخلية للوكالة، وعالم مجتمع الاستخبارات في أعقاب هجمات 11 أيلول / سبتمبر، والعمل مع قوات العمليات الخاصة الأمريكية أثناء تعقب الزرقاوي وغيره آخرون.
في نيسان / أبريل 2018، رفعت دعوى قضائية ضد الـ CIA لأنها أخرت إصدار هذا الكتاب مدة عامين. وقالت في الدعوى القضائية، بأن الوكالة تنتهك حق تعديلها الأول في نشر معلومات غير سرية. ويُطلب من موظفي CIA السابقين وفقاً لقانون الأمن القومي الأمريكي، تقديم أي كتاب يتضمن سيرتهم المهنية، أن يعرضوا مسودة الكتاب وأخذ الإذن بالنشر مسبقاً، على أن ترد الوكالة خلال 30 يوماً كحدٍ أقصى.
_ هي من أنصار الانتداب الامريكي للدول، بحيث لا يكون عبر احتلال القوات العسكرية الامريكية للدولة المستهدفة فقط، وإنما عبر إشراك وزارة الخارجية وغيرها من الإدارات الأمريكية، بالتعاون مع الدول المجاورة للبلد المستهدف ومع المنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية والمحلية.
عملية صنع التحليلات الاستخباراتية بحسب باخوس
1)يقرأ المحللون في وكالة المخابرات المركزية تقارير من السفارات الإقليمية، ويشاهدون التقارير الإخبارية، ويتفحصون البرقيات من الأصول.
2) يتم تقييم الوضع وصياغة المنتجات (التحليلات الاستخباراتية) للمستهلكين المختلفين، بحيث تذهب القطع الأكثر حساسية الى البيت الأبيض، البنتاغون، مكتب DNI (مدير مجتمع الاستخبارات IC)، ومجلس الأمن القومي.
3)إن كان هناك وقت، يتم حذف المعلومات الأكثر حساسية من هذه التحليلات، مثل مصادر المعلومات وأساليب جمعها، لنشرها عبر مختلف أجزاء الحكومة الأمريكية.
الكاتب: غرفة التحرير