في خضم معركة طوفان الأقصى، وما يجري خلالها من تطبيق وتكريس لمبدأ "وحدة الساحات" ضمن محور المقاومة، من خلال جبهات المساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. تشكّل سوريا خلال هذه المعركة العمق الاستراتيجي للمحور ولمعادلة "وحدة الساحات"، لناحية تأمين الدعم اللوجستي والإسناد بكافة أشكاله، بالرغم من أنها خاضت ولا تزال، خلال العقد الماضي، حرباً كونية ضروساً شنتها أمريكا وإسرائيل ومن يتبعهما من دول عربية وغربية، بغية ضرب دورها كدولة عربية وحيدة: راعية لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، ومستعدّة لمواجهة الكيان المؤقت بجميع أساليب المواجهة وفي مقدمتها الأسلوب العسكري.
لذلك كان أحد أبرز طموح المعسكر الغربي من حرب الكونية على سوريا، ضرب هذا الدور المركزي لسوريا في الصراع، ومن أجل ذلك وضعوا هدف تدمير القدرة العسكرية السورية، وفي مقدمتها قدرات الدفاع الجوي، الذي ستشكّل عائقاً كبيراً أمام تفوقهم الجوي. لذلك عمدوا منذ بداية ما وصفوه بـ "الثورة السورية"، الى توجيه الميليشيات الإرهابية التابعة لهم، من "جيش حرّ" وجماعات تكفيرية، لكي يهاجموا مواقع الدفاع الجوي التابع للقوات المسلحة السورية ويقوموا بتدميرها وإخراجها عن الخدمة، وعندها تصبح سماء البلاد مستباحة أمام الطيران الحربي الإسرائيلي والأمريكي وغيره.
أبرز الهجمات ضد قوات الدفاع الجوي السورية
وهذا استعراض بأبرز العمليات التي نفذها عملاء أمريكا وإسرائيل، ضد قوات الدفاع الجوي السورية، في مناطق وأنحاء مختلفة من البلاد، تبيّن مدى شدّة دهاء المخططين لهذه الحرب الكونية، وكيف استطاعوا حتى يومنا هذا إيهام الكثيرين بأن ما حصل هو "ثورة شعبية فعلية":
_ في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2012، نُفذ ما وصف حينها بأنه أكبر عملية لـ"الجيش الحر" من خلال اقتحام كتيبة الدفاع الجوي في الغوطة الشرقية، وتدمير ما فيها من أسلحة وذخائر وصواريخ، وقتل من فيها من جنود وضباط.
_ في 18/10/2012، اقتحام كتيبة الدفاع الجوي في بلدة العتيبة بالغوطة الشرقية، وتدمير وقتل من فيها.
_في 8 تشرين الثاني / نوفمبر 2012، هاجمت مجموعات "الجيش الحر" الإرهابية، كتيبة الدفاع الجوي في بلدة الأفتريس بريف دمشق، التي تضم صواريخ دفاع جوي من نوع S-200 بعيدة المدى، وقام أفراد "الجيش الحر" بحرق وتخريب الصواريخ والعتاد، مما أدى الى إخراج الكتيبة عن الخدمة. وبعد عدة أشهر من هذا الهجوم، بدأ كيان الإحتلال الإسرائيلي بأولى اعتداءاته الجوية على سوريا، في إطار ما يُعرف بالـ "معركة بين الحروب"، والتي افتتحها بالهجوم على مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق، الذي كان يعدّ – بحسب مزاعم إسرائيلية - أحد أهم مراكز تطوير الأسلحة التي تستفيد منها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية، خاصة على صعيد القدرات الصاروخية.
_ في الـ 28 تشرين الثاني / نوفمبر 2012، قامت جماعات إرهابية بمهاجمة كتيبة للدفاع الجوي في قرية عسان بريف حلب، التي كانت مسؤولة عن حماية مطار حلب. وقد قام الإرهابيون بتدمير ما تمتلكه الكتيبة من معدات وأسلحة، كما قاموا بقتل وأسر جميع جنود وضباط فيها، وهذا ما تسبب بخروجها عن الخدمة.
_ في الـ 12 من آب / أغسطس من العام 2012، هاجمت المجموعات الإرهابية كتيبة الدفاع الجوي في بلدة رأس العين بريف دمشق. وقام الإرهابيون بتدمير آلياتها ومعداتها وإخراجها عن الخدمة، كما قاموا بقتل جنودها وضباطها. وهذا ما يبيّن أن الأهداف لم تنحصر في ضرب القدرات المادية بل ضرب القدرات البشرية أيضاً.
_ في 20 حزيران / يونيو 2014، قام "الجيش الحر" الإرهابي بمهاجمة رادار تتبع وإنذار مبكر صيني الصنع من نوع JYL-1 تابع للدفاع الجوي في ريف درعا المجاور لريف القنيطرة (أي في منطقة قريبة من فلسطين المحتلة)، بواسطة صاروخ مضاد للدروع من نوع تاو أمريكي الصنع. وهنا لا بد الإشارة من أن هذا الرادار ثلاثي الأبعاد، ويمكن أن يصل مداه حتى 320 كم.
_ في نيسان / أبريل 2015 قرب جسر الشغور غربي إدلب، قامت جماعة إرهابية بتخريب وتهريب منظومة اتصالات صينية الصنع من طراز " TS-504" تابعة لوحدات الدفاع الجوي السوري الى تركيا لصالح كيان الاحتلال.