في حدث كان مفاجئاً في توقيته، لكن متوقعاً في سياقه، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي، إثر إعلانه قرار التنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وأعلن دعمه لنائبته كامالا هاريس لخلافته في السباق نحو البيت الأبيض.
بايدن الخرف
لم يستغرق الأمر إلا ساعات معدودات حتى توالت التعليقات من نجوم الحزب الجمهوري. وفي أول تصريح لترامب بعد إعلان منافسه الانسحاب قال لشبكة "سي إن إن" إنه يعتقد أن "هزيمة كامالا هاريس ستكون أسهل من هزيمة بايدن".
أما رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون فذهب أبعد من ذلك حيث قال "إذا كان بايدن غير مؤهل للترشح فهو غير مناسب للعمل كرئيس وعليه الاستقالة فوراً".
وبحسب ما جاء في موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن الحزب الجمهوري يعكف على جمع أدلة تدعم حجته التي تزعم أن أي تراجع للرئيس الأميركي جو بايدن عن الترشح للرئاسة لا يكفي، بل إنه لم يعد "لائقاً عقلياً" لإدارة البلاد في الشهور الستة التي تسبق الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
يرجع هذا الرأي إلى كبوات بايدن السياسية التي زادت في الآونة الأخيرة، خصوصاً في المناظرة المشؤومة التي ظهر فيها بمواجهة ترامب، واستغلّ بطبيعة الحال الحزب الجمهوري عجز بايدن ضمن إطار الحملة الرئاسية ضده.ووصل الأمر إلى أنصار الحزب الديمقراطي نفسه، حيث تصاعدت هتافاتهم المطالبة بتنحية مرشح حزبهم عن السباق الرئاسي.
في مقاله بنيويورك تايمز كتب الصحفي الأميركي توماس فريدمان أنه "لا يتذكر لحظة أكثر حزناً في سياسات الحملة الرئاسية الأميركية من تلك المناظرة، مبرزاً أن بايدن رجل ورئيس صالح، لكن ليس من حقه الترشح للرئاسة مرة أخرى".
كامالا هاريس الأوفر حظاً
في المقابل، وتعليقاً على انسحاب بايدن، قالت نائبته، كامالا هاريس، إنها ستبذل كل ما في وسعها لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد الأمة لهزيمة ترامب.
ورغم تأييد بايدن الكامل لهاريس، المحامية والسياسية الأميركية من أصل أفريقي وآسيوي، والتي عادة ما توصف بأنها النسخة النسائية من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فإن فوزها ببطاقة الحزب الديمقراطي ليس أمراً محسوماً حتى الآن. لكنه مرجّح بحكم دعمها من بايدن
وخلال الأسابيع الأخيرة، تداولت الكثير من الدوائر الديمقراطية عدداً من البدائل لبايدن، وكانت هاريس دائما ما تكون على رأس هذه التوقعات، إلا أن هناك بدائل أخرى، فعدد من نجوم الحزب لم يعلنوا بعد دعمهم لهاريس، وقد يختارون منافستها، إلا أن وجودها في دائرة القرار والأضواء منذ سنوات يجعل فرصها داخل حزبها الديمقراطي أكثر من غيرها من الخيارات الأخرى.
تملك هاريس بعض نقاط التفوق على ترامب، من بينها أنها أصغر سناً منه بنحو 20 عاماً، وتتعادل معه في أحدث استطلاعات الرأي بحصول كل منهما على تأييد 44% من الناخبين.
وسيصوت المندوبون الشهر المقبل في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، المزمع عقده في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، للتأكيد رسمياً على هوية المرشح الديمقراطي الذي سيحل محل بايدن.
يشترك بايدن وترامب في أمور كثيرة، ومنها التقدم في السن، لكن الأخير ماضٍ في ترشّحه في وجه مرشّح الحزب الديمقراطي الذي لم تكتمل ملامحه بعد، وتصويباً حول هذا الأمر، قال فريدمان أن قادة الحزب الجمهوري لو كانوا يتمتعون بذرة من النزاهة لقاموا بالشيء نفسه مع ترامب، "لكنهم لن يفعلوا".
الكاتب: غرفة التحرير