الخميس 15 آب , 2024 03:22

هآرتس: إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية لتفتيش الأنفاق

تتراكم الادعاءات على إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. وتقول صحيفة هآرتس العبرية في هذا الصدد أن "الأدلة التي تم الكشف عنها في التحقيق ترسم صورة "وحشية وهمجية" لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. ويحتجز الفلسطينيون لعدة أيام كعمال قسريين في وحدات عسكرية، يستخدمونهم بشكل متكرر، معرضين حياتهم للخطر، قبل إطلاق سراحهم". وتضيف في تقرير ترجمه موقع الخنادق "يتجلى هذا الاستخدام في رد القادة على الجنود الذين احتجوا على هذه الممارسة وطالبوهم بتبرير استخدامها. وأوضح القادة أن هؤلاء الأشخاص هم بديل لكلاب وحدة "أوكيتس K-9" التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تضاءلت أعدادها خلال الحرب".

النص المترجم:

الممارسة التي كشفتها صحيفة "هآرتس" يوم الثلاثاء (يانيف كوبوفيتش ومايكل هاوزر توف) للوحدات العسكرية التي تجبر السكان المدنيين في غزة على العمل كدروع بشرية – تفتيش الأنفاق والمباني قبل دخول القوات، بينما ترتدي زي الجيش وأحياناً أيضاً سترات واقية لمنحهم مظهر جنود الجيش الإسرائيلي – هي جريمة حرب.

العديد من المحظورات المحددة في قوانين الحرب هي نتيجة للفظائع التي ارتكبت في الحروب، وخاصة الحرب العالمية الثانية. ومن بين هذه التحريات عن استخدام المدنيين الأعداء كدروع بشرية.

وكان القصد من الحظر، المنصوص عليه في اتفاقية جنيف والذي عرف انتهاكه بأنه جريمة حرب في نظام روما الأساسي، الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية، هو اجتثاث الممارسة "القاسية والهمجية" (كما فسرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتفاقية جنيف على أنها تعني) المتمثلة في وضع المدنيين في مواقع استراتيجية، أو إجبارهم على مرافقة القوافل العسكرية لثني العدو عن مهاجمتهم. حظرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية هذه الممارسة، حتى لو أعطى المدنيون أنفسهم موافقتهم، في حكم صدر عام 2005 بشأن ما يسمى بإجراء الجار.

الأدلة التي تم الكشف عنها في التحقيق ترسم صورة "وحشية وهمجية" لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. ويحتجز الفلسطينيون لعدة أيام كعمال قسريين في وحدات عسكرية، يستخدمونهم بشكل متكرر، معرضين حياتهم للخطر، قبل إطلاق سراحهم.

وتشير هذه الممارسة الفظيعة إلى تجريد المدنيين في غزة من إنسانيتهم في أعين الضباط الذين سمحوا، وأحياناً أمروا باستخدامها، في تجاهل صارخ للتمييز في القانون الدولي بين المقاتلين والمدنيين.

إن استخدام شخص بريء كطعم يجب أن يقلق كل إسرائيلي. ويتجلى هذا الاستخدام في رد القادة على الجنود الذين احتجوا على هذه الممارسة وطالبوهم بتبرير استخدامها. وأوضح القادة أن هؤلاء الأشخاص هم بديل لكلاب وحدة "أوكيتس K-9" التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تضاءلت أعدادها خلال الحرب.

وتنظر المحكمة الجنائية الدولية حالياً في طلب من المدعي العام للمحكمة، كريم خان، لإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع. أحد شروط اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في هذه المسألة هو أن يكون النظام القضائي الإسرائيلي غير قادر أو غير راغب في التحقيق مع مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم.

الممارسة التي تم الكشف عنها هي حالة اختبار لهذا السؤال. ووجد تحقيق صحيفة "هآرتس" أن كبار الضباط كانوا على علم بالاستخدام المنحرف للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

يجب على المحامي العام العسكري فتح تحقيق لمراجعة سلسلة القيادة بأكملها لتحديد المسؤولية عن الجريمة ومقاضاة كل من يثبت تورطه.


المصدر: هآرتس




روزنامة المحور