الجمعة 06 كانون الاول , 2024 04:38

الجولاني منفذ المشاريع الأمريكية والتركية والإسرائيلية.. وفلسطين لا تعنيه

الجولاني سابقاً

أحمد حسين الشرع، المعروف بـ "أبو محمد الجولاني"، المعروف بخيانة قادته وأصدقائه قبل محاربة أعدائه. قرّر في خضم معركة طوفان الأقصى التي يخوضها الشعب والمقاومة في فلسطين، أن يبدأ حرب "تحرير الشام" بتوجيه وتخطيط تركي ودعم غير مباشر أمريكي وإسرائيلي، ضد أحد أركان محور المقاومة في المنطقة أي سوريا دولةً وشعباً. فبدل أن يشارك في جهود تحرير أقدس بقعة في الشام وهي فلسطين والقدس والمسجد الاقصى من اعدى عدو لهذه الأمة وهو الاحتلال الإسرائيلي، مفضّلاً على ذلك مواجهة الجيش السوري، الذي لا يزال يواجه إسرائيل، بعكس غالبية جيوش الدول العربية والإسلامية.

ومع احتلال ميليشياته الإرهابية لمدينة حلب، عاد الجولاني ليكون مصدر جدل داخل سوريا وخارجها.

فما هي أبرز المعلومات حول أبو محمد الجولاني وعلاقاته مع تركيا وغيرها؟

_ولد أحمد حسين الشرع عام 1982 في السعودية، حيث عمل والده مهندساً للنفط حتى سنة 1989، وتعود أصول عائلته الى منطقة الجولان المحتل.

_في سنة 1989، عادت عائلته إلى سوريا، حيث نشأ وعاش في حي المزة بدمشق.

_يُقال بأنه درس الطب في دمشق لمدة سنتين، قبل أن يترك سنته الدراسية الثالثة للانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.

_ارتقى بسرعة في صفوف القاعدة، حتى أصبح من المقربين للإرهابي أبو مصعب الزرقاوي. ويقال بأنه اكتسب خبرة في تنظيم الهجمات وإدارة العمليات الإرهابية، كما لعب دوراً محورياً في تسهيل العمليات عبر الحدود، مستفيداً من أصوله السورية ليكون حلقة وصل بين المقاتلين الأجانب والمقاتلين العراقيين في القاعدة، الذين نفذوا هجمات وعمليات انتحارية.

_انتقل إلى لبنان سنة 2006 بعد مقتل الزرقاوي، ويتداول بأنه أشرف على تدريب مجموعة "جند الشام" الإرهابية.

_سافر بعد ذلك إلى العراق مرة أخرى، حيث سجنته القوات الأميركية لفترة من الوقت في معسكر بوكا، وانضم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق (الهيكل الأساسي لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي).

_عاد الجولاني إلى سوريا بأمر من أبو بكر البغدادي، في آب / أغسطس سنة 2011، حيث أنشأ فرعاً لتنظيم "القاعدة" لقتال الدولة السورية، وقد أطلق عليه اسم "جبهة النصرة".

_ اكتسبت جبهة النصرة شهرة سريعة بسبب فعاليتها في ساحة المعركة وتكتيكاتها الوحشية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية والاغتيالات، وحظيت بدعم كبير من المقاتلين الأجانب، الذين لا يزالوا يقاتلون في صفوفها حتى اليوم.

_عمد خلال السنوات الماضية إلى إجراء تحولات كبيرة في حركته الإرهابية، من أجل تلميع صورته الخارجية، وأظهر استعداداً براغماتياً لخيانة قادته ورفاقه وصولاً لتغيير اسم حركته وحتى شكله بما يتوافق مع المظاهر الغربية. وقد تبدل اسم حركته من "جبهة النصرة"، ثم "جبهة فتح الشام"، وصولًا إلى "هيئة تحرير الشام".

أما مسار انقلابه على قياداته، فبدأ بعد نيسان / أبريل 2013، حينما أعلن البغدادي أن جبهة النصرة سوف تندمج مع داعش، لتخلق كياناً موحداً، وهو ما رفضه الجولاني، معلناً بدلاً من ذلك ولاؤه لتنظيم القاعدة وزعيمه أيمن الظواهري.

وفي سنة 2016، أعلن الجولاني عن قطع جبهة النصرة لعلاقاتها مع تنظيم القاعدة، وأطلقت على نفسها اسم جبهة فتح الشام (ولم تبدل هذه الميليشيا أياً من مبادئها وأساليبها بل ظل سلوكها شبيهاً بغيرها من التنظيمات الإرهابية).

_ تحت قيادته، أصبحت هيئة تحرير الشام القوة المهيمنة في محافظة إدلب السورية، التي كانت آخر معقل رئيسي للجماعات الإرهابية. ومن خلال قضائه على الفصائل المتنافسة معه، استطاع احكام قبضته على هذه المحافظة وحول هيئة تحرير الشام إلى شبه حكومة (تحت عنوان حكومة الإنقاذ التي أنشأت المحاكم والمؤسسات العامة وأنظمة الضرائب، ونصبت نفسها كسلطة بحكم الأمر الواقع في إدلب).

_وضعته وزارة الخارجية الأميركية على قائمة الإرهاب في أيار / مايو 2013 كما وضعته كذلك لجنة العقوبات الخاصة بداعش والقاعدة لمجلس الأمن الدولي في قائمة الإرهابيين الخاضعين للعقوبات منذ 24 تموز / يوليو 2013.

وكذلك يعد من أبرز الشخصيات التي تلاحقهم الولايات المتحدة الأمريكية، ووضعت لمن يدلي معلومات على مكانه أكثر من 10 ملايين دولار.

وبالرغم من أنها استطاعت قتل قادة تنظيم داعش الوهابي الإرهابي في سوريا عدة مرات، وبالرغم من ظهور الجولاني مرات عديدة في العلن، إلا أنها لم تقدم على أي خطوة ميدانية عملية للقضاء عليه، وهذا ما يشير الى رغبة الإدارة الأمريكية في توظيفه بما يحقق مصالحها، وعندما تستفيد من التخلص منه، ستقوم بتدبير ذلك كما حصل مع البغدادي والقرشي وغيرهما.

_ في سنة 2021، تصدر عناوين الأخبار بظهوره في مقابلة مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث، مرتديًا بدلة وربطة عنق بدلاً عن البدلة العسكرية والعمامة، ساعياً من خلال ذلك إلى تقديم نفسه كزعيم براغماتي يركز على حماية سكان إدلب.

علاقته مع تركيا

بالرغم من تصنيف تركيا لهيئة تحرير الشام رسمياً كمنظمة إرهابية، فإن الواقع على الأرض يكشف عن علاقة مختلفة جذرياً، بل تظهر علاقة تابع (النصرة) ومتبوع (تركيا).

وقد سعت تركيا إلى منع هجوم شامل على إدلب من قبل الدولة السورية وحلفائها، حيث اعتبرت المنطقة منطقة عازلة لحماية حدودها ومنع تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة. وفي المقابل، التزم الجولاني بتأمين كل مصالح تركيا في المنطقة، ورضخ لإنشاء القوات التركية مراكز مراقبة عسكرية وقواعد لها في المنطقة، كما استبدل العملة السورية بالعملة التركية، وساعدها في الحفاظ على الأمن والحكم في إدلب، مما قلل من الحاجة إلى تدخلها العسكري المباشر.

علاقته مع قطر والسعودية

خلال السنوات الأولى من الحرب على سوريا، قدمت دول الخليج مثل قطر والمملكة العربية السعودية الدعم المالي واللوجستي للجماعات الإرهابية، بما في ذلك جبهة النصرة. لكن الدعم السعودي توقف مع تغير أولويات محمد بن سلمان نحو العدوان على اليمن.

العلاقة المشبوهة مع الكيان المؤقت

بعد قطعه للعلاقات مع القاعدة في سنة 2016 وإعادة تسميتها بهيئة تحرير الشام، تجنب الجولاني إلى حد كبير الخطاب المباشر ضد الكيان المؤقت، وهو ما اعتبره البعض إشارة على عدم مواجهتها، وهذا ما حصل واقعاً.

وبين سنتي 2013 و2016، سيطرت جبهة النصرة على أراض قريبة من مرتفعات الجولان المحتل. وكشفت العديد من الفيديوهات والأدلة قيام إسرائيل بتقديم مساعدات طبية وغذائية لجبهة النصرة، كجزء من سياسة "حسن الجوار".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور