لا يزال الميدان هو الحاكم الأول والرئيسي في تطوّر أحداث الحرب الإسرائيلية التي شنّها الكيان المؤقت على لبنان، وعليه، فإنّ أي خطوة نحو وقف إطلاق النار وتحقّق هكذا سيناريو مرتبط بما سيتوصّل إليه الميدان والمواجهات العسكرية لا سيما في المعارك البرّية على الحدود في الجنوب.
الدوافع والأسباب لسيناريو وقف الحرب
- تصاعد عمليات المقاومة بوتيرة سريعة وقوية من مختلف الجبهات والتي توقع خسائر فادحة بالكيان كتلك العملية في "بنيامينا". وبالتالي، الضغط الميداني الذي يدفع إلى الدبلوماسية بعناصر القوة اللازمة للتفاوض لإنهاء الحرب.
- عجز الكيان عن تحقيق أي إنجاز على الحدود اللبنانية في المعارك البرية وصعوبة السيطرة على أي نقطة في الجنوب نتيجة التعزيزات العسكرية للمقاومة وقدراتها.
- حفاظ حزب الله على القدرة القتالية وقدراته الصاروخية وبداية التأقلم مع الواقع الجديد، وبالتالي تأكّد الكيان كما والولايات من صعوبة المراهنة على القضاء عليه.
- فشل سياسة الاغتيالات في تحقيق أهدافها.
- الأثمان العالية لأي إطالة لأمد الحرب سواء على الصعيد العسكري أو حتى الاقتصادي والاجتماعي كما والدولي.
- الترويج بانتهاء العملية البرية على اعتبار أنها كانت عملية "محدودة" منذ البداية وذلك بعد تأكد الكيان من حفاظ حزب الله على قوّته وجهوزيته.
- عودة أصوات المعارضة داخل الكيان بالضغط والمطالبة بإسقاط الحكومة نتيجة الخسائر التي بدأت تتصاعد في الأيام الأخيرة.
- الضغط الأميركي لمنع توسّع الحرب لتشمل دخول إيران.
الإجراءات
- سيسعى الكيان إلى الطلب من الولايات المتحدة بالضغط على لبنان سياسيًا لتحصيل تنازلات.
- الترويج لتحقيق أهداف الحرب من خلال القضاء على قادة المقاومة واستهداف أسلحة المقاومة الاستراتيجية وادّعاء تحقيق أهداف عملية برية محدودة والقضاء على قادة قوة الرضوان وعناصرها.
- تعزيز آلية الفتنة والخلافات الداخلية لإغراق حزب الله في دوامة الصراعات الداخلية يصعب السيطرة عليها في ظل الوضع الاقتصادي وحجم الدمار والخسائر الذي تعرّض له لبنان. وبالتالي، اللعب على الخلافات السياسية في الداخل اللبناني كبديل لاستمرار الحرب وزرع الشقاق بين صفوف اللبنانيين والتأليب فيما بينهم.
- ربط وقف إطلاق النار في لبنان بإتمام صفقة التبادل في غزة، وبالتالي، الإيعاز لطاقم المفاوضات بإحضار اتفاق، ومنحه تفويضًا وقوة ودعمًا لتنفيذه لإعادة المختطفين.
- شنّ ضربة قوية على إيران يستغلّها الكيان للتّرويج لنصر مركّب من تراكم الإنجازات المزعومة على مختلف الجبهات.
وقف إطلاق النار
- التزام الطرفين بتنفيذ القرار 1701 على المستويين الأمني والعسكري وانطلاق التفاوض على الحدود البرّية.
- سيسعى الكيان التمهيد لاتفاق قائم على نشر قوات دولية، أو قوات من دول صديقة له وللبنان، بدلاً من اليونيفيل، يكون لديها "صلاحية القتل"، وفي حال فشل ذلك سيسعى الكيان لأخذ صلاحية مشابهة من الأمم المتحدة، أو من الولايات المتحدة لكي يقوم جيش الاحتلال بتطبيق القرار 1701، ويبقى على خط الهضاب الأول، مع استخبارات جيدة، ومع مضاعفة عديد قواته على الحدود، مقارنةً بما كان عليه الوضع في 6 أكتوبر، لتمكين مستوطني الشمال من العودة إلى منازلهم.
واقع الكيان المؤقت العسكري قبل وقف إطلاق النار
ستتصاعد حدّة المعارك البرية وسيحاول جيش الاحتلال إيجاد ثغرات يحاول الدخول منها إلا أنه سيجد نفسه في كل مرّة أمام مواجهات عنيفة توقع خسائر فادحة في صفوفه، وذلك مع تصاعد حدّة الهجمات الصاروخية وتوجيه ضربات نحو أهداف جديدة سيدفع العدو لإعادة بناء سياساته وفق التطورات التي ستضطره للبحث عن حلول دبلوماسية تخرجه من مستنقع الشمال.
وسيحاول الاحتلال استخدام آخر ما يملك من أوراق واستهداف ما استطاع من مناطق وأهداف يخرج بها من الحرب بماء وجهه حاصدًا أرواح عدد كبير المدنيين من خلال تنفيذه مجازر عدة كورقة ضغط على حزب الله لدفعه نحو تقديم التنازلات خلال عملية التفاوض.