ولد السيد مقتدى الصدر عام 1974 في العراق وهو رجل دين شيعي وقائد التيار الصدري الذي يُعد من أكبر اتيارات الشعبية في العراق، وهو ابن السيد محمد صادق الصدر الذي عُرف بمجابهة الرئيس العراقي صدام حسين، وحفيد رئيس وزراء العراق السيد محمد حسن الصدر عام 1948.
عام 1988 التحق السيد مقتدى بالحوزة العلمية في النجف الأشرف، وتولى لاحقاً الاشراف على جامعة الصدر الدينية، ثم مسؤوليات لجنة الحقوق الشرعية في مكتب والده، إضافة لرئاسة تحرير مجلة الهدى.
اعتقلته السلطات العراقية مع أشقائه ووالده عقب قيادتهم للانتفاضة الشعبانية عام 1991.
بعد اغتيال والده السيد محمد الصدر قاد حركات الاحتجاج والتمرد واستهدفت قوات ومقرات قيادة الحزب البعث والتي عرفت وقتها باسم "انتفاضة 1999".
بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 انتقل السيد الصدر إلى مدينة قم الإيرانية، حيث وُضع اسمه على رأس قائمة المطلوبين.
بعد سقوط نظام صدام حسين برزت شخصية السيد مقتدى الصدر كقائد لقوة شعبية كبيرة في البلاد، حيث قاد التظاهرات السلمية والاحتجاجات الجماهيرية لرفض الوجود الأميركي، والمطالبة بالتحرير من الاحتلال، وما لبث الأمر حتى شكّل "جيش المهدي" عام 2003، والذي خاض أول مواجهة مسلحة مع القوات الأميركية عام 2004 بعد قرارها بإغلاق صحيفة "الحوزة" التابعة للتيار الصدري، وقيامها باعتقال عدد منهم وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
كانت هذه الحادثة بمثابة نقطة التحول من الاحتجاج السلمي إلى المواجهة المسلحة والتي امتدت لتصل إلى جميع المحافظات العراقية واستمرت لشهرين متتاليين، أصدر خلالها الرئيس الأميركي جورج بوش قراراً باعتقال السيد الصدر او قتله باعتباره خارجاً عن القانون قائلاً: " لا يمكن أن نسمح لرجل واحد بتغيير مسار البلاد".
عقب الأحداث التي حصلت عام 2007 من اتهام جيش المهدي بقتل المدنيين، أصدر السيد صدر قراراً بتجميد نشاط جيش المهدي إلى حين إعادة هيكليته وتنظيمه، نافياً كل الاتهامات التي نسبت له.
عام 2009 استنكر السيد الصدر الحرب التي تشنها السعودية على اليمن، واعتبر أن "عاصفة الحزم" تسببت بإراقة دماء اليمنيين الأبرياء، حيث طالب السعودية بإيقاف الحرب على اليمن وسوريا والبحرين وتوجيهها ضد "إسرائيل". وعَرض الوساطة بين الطرفين لوقف الحرب إلا أنها لم تنجح بسبب شروط التي وضعتها الرياض.
عام 2014 ومع دخول التنظيمات الإرهابية إلى العراق قام بتأسيس "سرايا السلام" هدفها تحرير الأراضي العراقية والدفاع عن المقدسات، تلبيةً لفتوى المرجعية الدينية بوجوب القتال، وبعد أيام من تأسيسه قدّمت السرايا عرضاً عسكرياً أظهرت فيه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، إضافة لراجمات الصواريخ والمدافع وانخرطت بالمواجهة العسكرية في سامراء بداية إلى جانب القوات الأمنية.
الكاتب: غرفة التحرير