تعدّ الروحية القتالية من أهم وأبرز عناصر القوة الموجودة لدى المقاومين في حزب الله، وهذا ما بات يعلمه ويخبره جيداً، كل جنرالات وضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفهم الكثير من العسكريين والمتخصصين في العلوم العسكرية حول العالم.
وهذا ما كان يعبّر عنه باستمرار الشهيد السيد حسن نصر الله في الكثير من خطاباته، مثل خطابه التلفزيوني الأول خلال حرب تموز / يوليو 2006، حينما قال: "أنتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، أنتم تقاتلون أبناء محمد وعلي والحسن والحسين وأهل بيت رسول الله وصحابة رسول الله، أنتم تقاتلون قومًا يملكون إيمانًا لا يملكه أحد على وجه الكرة الأرضية، وأنتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم"، وأيضاً مثله العديد من قادة المقاومة العسكريين كالشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، حينما قال في إحدى الجلسات المصوّرة: "...الإمكانيّات أصل، والبرامج أصل، والتّكتيك أصل، وصياغة الأهداف أصل، ووضع السّياسات أصل، ووضع الأساليب والطرائق للعمل أصل، لكنّ الأصل الرئيسيّ هو الرّوحيّة.. الرّوح".
ومن هذا المنطلق، تطرّق الخطاب الأول الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الى بعض الجوانب من هذه الروحية لدى المقاومين في جنوب لبنان، حينما سأل الكيان المؤقت: "ألم تسألوا أنفسكم سؤالًا من أين تخرج الصواريخ والطائرات؟ كيف يستطيعون أن ينصبوا (أي المقاومين) الراجمات والسماء كلها مقفلة بالطائرات الإسرائيلية؟ هذا شيء استثنائي، أتريدون أن أقول لكم أنّ هؤلاء جنود الله عزّ وجلّ وأنّ الله يُعمي أبصار العدو حتى لا يرى الجنود، نحن هذا نؤمن به، لكن إضافة إلى الكفاءة والاستعداد بحمد الله تعالى".
لذا فإن على من يريد معرفة قوة حزب الله العسكرية، أن يبدأ مساره من هذا الباب الرئيسي والحصري، وهو الروحية القتالية لدى كل مقاوم في هذا الحزب، قبل أن يفتّش عن عناصر ووسائل القوة العسكرية الأخرى - التي لن تكون متكافئة أو متناظرة مع ما يمتلكه جيش الاحتلال الإسرائيلي من قدرات وأسلحة - بينما عنصر الروحية الموجود لدى المقاومين هو عنصر تفوق وتميّز، لا يوجد شبيه له لدى الاحتلال حتماً.
الشهيد المشتبك البطل ابراهيم حيدر#حزب_الله pic.twitter.com/O1MQvxnhB9
— Israa Alfass