في الـ 18 من كانون الثاني / يناير 2024، كشفت الجمهورية الإسلامية في إيران، عن واحدة من أبرز قدراتها العسكرية الاستراتيجية، التي ستضاعف من قدراتها البحرية في منطقة غربي آسيا، وخاصةً عند حصول أي احتكاك عسكري مباشر بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية ومن يتبعها من دول.
فبحضور القائد العام لحرس الثورة الإسلامية، اللواء حسين سلامي، يرافقه قائد القوة البحرية في الحرس الأدميرال علي رضا تنكسيري، تم الكشف عن القاعدة الاستراتيجية للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري في أعماق الأرض، التي تتضمن إحدى مدن الزوارق القتالية الهجومية وقاذفات الصواريخ، والزوارق المتخصصة في زرع الألغام التابعة للقوات البحرية للحرس الثوري.
وطمأن اللواء حسين سلامي بأنه "على الرغم من أن هذا المجمع، الذي يراه اليوم الشعب الإيراني العزيز، يُعد منشأة كبيرة وذات أهمية استراتيجية، إلا أنه يمثل جزءًا صغيرًا فقط من القوة الدفاعية الشاملة للقوة البحرية للحرس الثوري". متابعاً بأن "قدرات القتال لهذه الزوارق والأنظمة الصاروخية المثبتة عليها تُضاف إلى العديد من الزوارق القتالية التي تقوم اليوم بدوريات في مياه الخليج، منتشرة في مختلف أرجائه لضمان السيادة والدفاع عن الحدود البحرية لوطننا الإسلامي. كما تُضاف هذه القدرات إلى الزوارق وقاذفات الصواريخ وغيرها من الإمكانيات العسكرية المتمركزة في الجزر والسواحل المطلة على الخليج ومضيق هرمز، والتي تبقى في حالة جاهزية لتنفيذ المهام".
مشيداً بما حققته القوة البحرية في حرس الثورة الإسلامية من "قفزة كبيرة وتطور ملحوظ في مدى الإبحار، وسرعة الزوارق، ومدى الصواريخ المثبتة عليها، ودقتها، وقوتها التدميرية. وقد أدى هذا التطور إلى تمكين القوات البحرية للحرس الثوري، بالإضافة إلى خوض المعارك القريبة، من تنفيذ عمليات قتالية عن بعد، وإدارة الحروب بعيدة المدى من مسافات بعيدة، وكذلك خوض المعارك القريبة، مما يتيح لها تشكيل طبقات دفاعية متعددة ذات طابع واستراتيجية هجومية".
مشيراً إلى أن "زيادة سرعة الزوارق القتالية، وتوسيع مدى وعمق إبحارها، وقدرتها على اجتياز الأمواج العالية والبحار الهائجة، بالإضافة إلى إمكانية الإبحار لمسافات طويلة عبر المحيطات، تأتي ضمن جهود المهندسين والعاملين في وزارة الدفاع، وهيئة الجهاد والاكتفاء الذاتي التابعة للقوات البحرية للحرس، ومصانع بناء السفن"، و"أن مدى الإبحار، وسرعة الزوارق، ودقة الصواريخ المثبتة عليها، ومدى تأثيرها التدميري، شهدت جميعها تطورًا وقفزة نوعية كبيرة، مما مكّن القوات البحرية للحرس من تنفيذ عمليات قتالية على مستويات متعددة، سواء على مسافات قريبة أو بعيدة، وباستراتيجيات هجومية متقدمة".
فما هي الأهمية الاستراتيجية لهذه القاعدة البحرية الإيرانية وتأثيراتها في منطقة غربي آسيا؟
_تتميز هذه المنشأة بعمقها الهائل وهو 500 متر تحت سطح الأرض، ما يعني بأنه من المستحيل على الأسلحة الخارقة للتحصينات الأمريكية الوصول اليها. فهذه الخاصية ستعزز من قوة ردع الجمهورية الإسلامية من خلال حماية أصولها البحرية ضد الضربات الاستباقية المحتملة. كما أن عمق القاعدة وتحصينها يجعلها قادرة على الصمود في وجه الهجمات التقليدية، وبالتالي ضمان بقاء الزوارق الهجومية المجهزة بالصواريخ.
وهذه المرونة ضرورية للحفاظ على موقف تهديد موثوق، لأنها تضمن القدرة على الرد بفعالية في حالة العدوان. كما إن القدرة على حماية وإخفاء الأصول العسكرية تعقد الحسابات الاستراتيجية للخصوم، وبالتالي تساهم بشكل غير مباشر في الاستقرار الإقليمي من خلال تحقيقها للردع.
لذلك بمجرد خروج هذا العدد الضخم من السفن بصواريخها من الأنفاق فإن الخليج الفارسي بأكمله وما وراءه سيكون تحت نيران إيرانية مكثفة، وستقل فرص بقاء السفن الحربية الأجنبية إلى الصفر!
_ يمكن لهذه المنشأة الموجودة في موقع غير معلن في المياه الجنوبية الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان، بفترة زمنية قصيرة إغلاق المضيق، وما يعنيه ذلك من حصول تداعيات خطيرة على المصالح الأمريكية في المنطقة.
_تتمتع هذه المنشأة بأنفاق واسعة ومتعرجة بحيث تتيح تخزين جميع السفن في أنفاق جافة بدلاً من وضعها مباشرة في الماء.
الكاتب: غرفة التحرير