الجمعة 13 أيلول , 2024 05:01

إنجاز بحري فريد للجمهورية الإسلامية: حاملة طائرات دون طيار

آخر صورة عبر القمر الاصطناعي لحاملة الطائرات دون طيار الإيرانية / planet

قد يكون بناء حاملة طائرات دون طيار هو عمل عسكري فريد، سيكون للجمهورية الإسلامية في إيران فضل السبق فيه عالمياً، وهو فكرة إيرانية تم تفعيلها من قبل القوات البحرية في حرس الثورة الإسلامية وسيتم الكشف عنها قريبا.
وفيما تستخدم دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والعديد من الدول الأخرى حاملات طائرات مأهولة، وهي بالتأكيد مكلفة للغاية لجهة بناء السفن الحربية والطائرات المقاتلة، إلا أن حاملة الطائرات المسيّرة ستكون بالتأكيد أقل كلفة تصنيع وتشغيل بكثير وأكثر مرونة وتشغيلية من حاملات الطائرات العملاقة.
وستزيد هذه الحاملة من القدرات العسكرية الإيرانية الهجومية، خاصةً وأنها حققت مكانة مهمة ومثبتة ميدانياً في مجال إنتاج الطائرات المسيرة القادرة على تنفيذ مهام استطلاعية وقتالية بمديات مختلفة.

فما هي أبرز المعلومات حول حاملة الطائرات دون طيار "بهمن باقري"؟

_يبلغ طولها حوالي 240 مترا وعرضها 32.2 مترا (من حيث الحجم تضاهي هذه السفينة حاملات طائرات الهليكوبتر في العالم)، ويبلغ ارتفاعها 21 مترا ومدرجها 180 متراً. وقد أضيف لها سطح مائل للطيران بالمقدمة، مع علامات للمساعدة في توجيه الطائرات الهابطة والصاعدة. ويتسع سطحها لـ 60 طائرة دون طيار تقريباً، ومن المرجّح أن تكون طائرات ذات أجنحة ثابتة من طراز كامان 12، أبابيل 5، مهاجر 6.

_أُطلق عليها اسم "الشهيد بهمن باقري" نسبة إلى الشهيد القائد بهمن باقري (اشتبهت العديد من المواقع الإعلامية في اسم السفينة بين الشهيد بهمن باقري والشهيد حسن باقري)، الذي كان قائد المخابرات في مقر نوح - المنطقة البحرية الثانية في القوات البحرية لحرس الثورة الإسلامية، وقد استُشهد بالقرب من جسر البعث في منطقة الفاو في 18 نيسان / أبريل 1988 لكن جثمانه بقي محتجزاً 13 عاماً قبل أن يتم تشييعه ودفنه.

_ يتولى حرس الثورة الإسلامية عملية بنائها، لكنه لم يبدأ من الصفر في، بل قام بتحويل سفينة تجارية حاملة للحاويات من أجل ذلك، حيث استغل ضخامتها ومساحة سطحها الواسعة، وعدّل عليها خلال عدة سنوات لكي تخدم الأغراض العسكرية.

_ ستكون السفينة مصممة للعمل كمنصة متحركة تعمل في الدرجة الأولى كقاعدة جوية لتشغيل المسيرات تضمن مركز قيادة وتحكم ومنصة إطلاق وهبوط. وبالتأكيد ستكون هذه السفينة مجهزة بتقنيات استطلاع ورصد، ومؤهلة لمعارك الغواصات، بالإضافة لتضمنها مرافق لتخزين وصيانة والتحكم في أساطيل من المسيرات، ومصعد للطائرات.

_ ستجهز الحاملة مهبط للمروحيات التي يمكنها الإقلاع والهبوط على هذه السفينة. وستزود بمنصات دفاعية مكوّنة من عدة صواريخ مضادة للسفن والطائرات للحماية. ويمكن لهذه السفينة أيضًا أن تحمل 30 زورقاً سريعاً من طراز عاشوراء – كل زورق مزود بنظامي رادار وسونار ومنصات لإطلاق الطوربيدات - ومحمولة في الجزء السفلي منها، وستزود بصواريخ يصل مداها إلى 180 كيلومتراً.

_ من أهم فوائد حاملة الطائرات هذه:

1)تخفيض المسافة ما بين مكان إطلاق الطائرات المسيرة والأهداف التي تخطط لاستهدافها، وهذا ما سيزيد من فرص شن الهجمات المفاجئة، ويصعّب من القدرة على رصد عمليات الإطلاق والإنذار المبكر (فالمسافة ما بين الجمهورية الإسلامية وفلسطين المحتلّة تزيد على الـ 1000 كم، وعليه يستغرق وصول الطائرات المسيرة ذات السرعات الأقل من سرعة الصوت وقت طويلاً يقدّر بالساعات).

2)خلق جبهة إضافية وتحدٍ جديد أمام منظومات الاعتراض والدفاع الجوي، كالتي فعلتّها الولايات المتحدة الأمريكية خلال عملية الوعد الصادق في 14 نيسان / أبريل 2024 - التي وُصفت بأنها أكبر هجوم بالمسيرات في تاريخ الحروب حتى الآن - الموجودة على متن قطعها البحرية وفي قواعدها العسكرية المنتشرة في المنطقة، بالإضافة الى منظومات الرصد والاعتراض التي تمتلكها الدول العربية والغربية التابعة لها. كما سيتيح قدرات أكبر لتنفيذ عمليات مناورة وخداع وتضليل لمنظومات الرصد والاعتراض.

3)ستمكن هذه الحاملة من تنفيذ مهام المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات القوات والبنية التحتية والأهداف المحتملة في مناطق بعيدة جغرافية عن إيران، وفي الوقت الحقيقي.

_ صرح قائد القوات البحرية في الحرس الأدميرال علي رضا تنكسيري أن هذه السفينة ستكون ثالث سفينة بحرية تابعة لحرس الثورة الإسلامية، والتي ستنفذ مهاماً في المحيط الهندي والمياه البعيدة.


مرفقات


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور