الجمعة 17 كانون الثاني , 2025 02:05

هدف تغيير النظام في إيران.. التحديات الداخلية والضغوط الخارجية

هدف تغيير النظام في إيران من قبل الغرب

يعتبر تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية هدف أساسي تسعى إليه القوى الغربية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي، إلا أن هذه المسألة وكيفية مواجهتها تحتاج إلى دراسة وافية ومعرفة عميقة للنظام الإيراني وديناميكية الحياة السياسية الإيرانية، والولوج إلى نقاط الضعف الداخلية ومراقبة فعالية الضغوطات الخارجية.

في هذا السياق نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي دراسة مفصلة عن مسألة تغيير النظام في إيران، والحملة الشاملة على الجمهورية الإسلامية، مستعيناً بالأحداث التاريخية عن تغير الأنظمة، والتدخل الأميركي الخارجي، بالإضافة إلى الحديث عن المعارضة الداخلية الإيرانية. سنورد الملخص التي توصلت إليه الدراسة، ويمكنكم تحميل الدراسة بشكل كامل في الأسفل.

ملخص

على مر السنين، سمعت تقييمات في إسرائيل والغرب تنذر بانهيار وشيك للنظام الإيراني. وقد زادت هذه التقديرات في السنوات الأخيرة في ظل الضغوط المتزايدة على الجمهورية الإسلامية وتزايد مظاهر الاحتجاج الشعبي أكثر من ذي قبل. كما أعلنت جماعات المعارضة في المنفى النهاية الوشيكة للنظام الإيراني. إن الإطاحة بالنظام الإسلامي هدف نبيل، ليس فقط لدولة إسرائيل والمنطقة والغرب، ولكن بشكل رئيسي للمواطنين الإيرانيين أنفسهم. إلا أن الأمر يعتمد بشكل أساسي على عوامل خارجة عن سيطرة إسرائيل وعلى محفز لا يمكن معرفة متى سيحدث وما إذا كان سيحدث.

إن تفاقم التحدي الداخلي الذي يواجهه النظام الإيراني قد يفتح فرصاً جديدة للغرب، بما في ذلك إسرائيل، لتعزيز التغيير السياسي في إيران. وفي عام 2009، امتنعت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس أوباما عن تقديم الدعم العملي للاحتجاجات، من بين أمور أخرى، خوفًا من وسم المعارضة الإصلاحية بأنها متعاونة مع الولايات المتحدة. على أية حال، من المشكوك فيه أن يؤدي مثل هذا التدخل الأميركي إلى نتائج مختلفة، نظرا إلى أن الحركة الاحتجاجية وقادتها لم تكن تهدف آنذاك إلى تغيير سياسي ثوري شامل. وهذا على النقيض من موجات الاحتجاج في السنوات الأخيرة، والتي تسعى إلى حد كبير إلى تقويض النظام السياسي القائم. لكن من المشكوك فيه أن يكون هناك تدخل غربي فاعل في الوقت الحاضر لتقديم مساهمة حاسمة في تغيير ميزان القوى لصالح معارضي النظام. ويبدو أن فرص حدوث تغيير سياسي شامل في إيران تعتمد بشكل أساسي على التطورات في إيران نفسها. وعلى أقصى تقدير، يمكن للغرب أن يواصل جهوده لتعزيز المبادرات التي من شأنها أن توفر للمواطنين الإيرانيين حرية الاتصال وتدفق المعلومات، والتعبير عن الدعم الشعبي للمتظاهرين، الأمر الذي قد يوفر لهم قوة دافعة لمواصلة نضالهم، والاستعداد بطرق مختلفة. وتأمين الوسائل لليوم الذي سيخرج فيه ملايين المواطنين الإيرانيين إلى الشوارع وسيكونون بحاجة إلى كل مساعدة ممكنة.

ومن المهم التأكيد على أنه لا توجد نية لتبني نهج سلبي أو دفاعي يكتفي بردع إيران ويتجنب الإجراءات الاستباقية المصممة لزعزعة استقرار النظام الإيراني بمرور الوقت. يتعين على إسرائيل صياغة استراتيجية حديثة ضد إيران في ضوء الواقع الإقليمي المتغير وفي الوقت نفسه الاستفادة القصوى من الفرص الجديدة التي نشأت في الأشهر الأخيرة. ويمكن أن تشمل هذه الاستراتيجية سلسلة من التدابير المتنوعة: السرية والعلنية، بهدف تأخير وتقويض وكبح قدرة إيران على تشكيل سلسلة من التهديدات لأمن إسرائيل القومي. ومع ذلك، من الأفضل لإسرائيل أن تدرس بشكل نقدي مسارات العمل المحتملة وأن تتبنى تلك التي لديها إمكانات أكبر للنجاح ومخاطر أقل. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل تحديد الأولويات بين الأهداف المختلفة ضمن الحملة الشاملة ضد إيران للتأكد من أن الوسائل التي تختار استخدامها تخدم أهدافها الشاملة، حتى لو كانت أقل طموحًا من هدف الإطاحة بالنظام. وفي كل الأحوال، يتعين على المرء أن يتجنب تعليق آمال زائفة على تغيير النظام في إيران. وحتى لو فشلت إسرائيل حتى الآن في تقديم استجابة مرضية لبعض التهديدات التي تفرضها إيران، وعلى رأسها سعيها المستمر والمتسارع إلى التسلح النووي، فلا ينبغي لنا أن ننظر إلى تغيير النظام باعتباره الحل النهائي لهذه التهديدات.

لتحميل الدراسة من هنا


المصدر: معهد دراسات الأمن القومي

الكاتب: راز تزيمت




روزنامة المحور