أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، كذلك دول الوساطة، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد أكثر من 15 شهراً، مارس كيان الاحتلال خلالها مختلف أساليب القتل والابادة والتهجير والتجويع، دون أن يستطيع تحقيق أهدافه. اذ أن حماس التي أكدت منذ اليوم الأول على أن لا سبيل لاستعادة الأسرى إلا بوقف الحرب، فرضت هذا الأمر في النهاية. من جهة أخرى، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي كان يرفع شعار "القضاء على حماس" عام 2023، كان ينتظر خلال الساعات الـ 24 الماضية موافقتها على الصفقة.
خلال الأشهر الماضية، كانت جولات المفاوضات شكلية، لا تحمل جدية في تفاصيلها. نظراً لتقييد بنيامين نتنياهو لصلاحيات الوفد الاسرائيلي المفاوض بهدف المماطلة وعدم وجود رغبة حقيقة في إنهاء الحرب واستغلال الوضع القائم في قصف ثمار سياسية أنقذته مرات عدة من انهيار حكومته. غير أن التكاليف الباهظة التي دفعها في مستنقع غزة والجبهات المساندة أجبرته على المضي قدماً في اتمام الاتفاق، أضف إلى ذلك نظوج الرغبة الاميركية لقطف ثمار التوقيت، بين انتهاء ولاية بايدن وبدء ولاية ترامب.
وتحتاج الحكومة الإسرائيلية إلى التصديق على الاتفاق، في تصويت كان من المقرر اجراءه اليوم صباحاً قبل أن يتم تأجيله إلى المساء، نظراً لمحاولة نتنياهو رأب الصدع وشراء أصوات المعارضين. ومن المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر يوم الأحد الساعة 12 ظهراً.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً، وفقا لوزارة الخارجية القطرية.
ومن المقرر إطلاق سراح 33 رهينة على قيد الحياة خلال وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين الأسرى في السجون الإسرائيلية. ومن المقرر إطلاق سراح أمريكيين - كيث سيجل وساغي ديكل تشين - في المرحلة الأولى.ومن المتفق أن يكون الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى أطفالاً ونساء وجرحى وأولئك الذين يبلغون من العمر 50 عاما أو أكثر.
كما وستشمل المرحلة الأولى، انسحاب وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية خارج مناطق مكتظة بالسكان، وسيسمح للنازحين داخلياً في غزة بالعودة إلى ديارهم. ستشهد هذه الفترة أيضاً زيادة في المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. ومن المفترض أن يصل حجم المساعدات التي تدخل غزة إلى أكثر من 500 شاحنة يومياً، أي بزيادة أكثر من ستة أضعاف عن متوسط العدد في كانون الأول/ ديسمبر.
ومن المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي سيتم خلالها إطلاق سراح الأسرى الأحياء المتبقين وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، في الأسابيع المقبلة. ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، تقدر إسرائيل أن هناك 60 أسيراً على قيد الحياة لا يزالون في غزة.
وخلال المرحلة الثالثة، ستفرج حماس عن جثث الأسرى الذين قتلوا وستليها إعادة إعمار غزة.
وترتكز الخطة الحالية على أن يتم إطلاق سراح 3 أسرى، وهي عملية ستستغرق ما لا يقل عن 48 إلى 72 ساعة وربما أكثر لترتيبها.
وبحسب المعلومات التي نقلتها الصحيفة وفقاً للنمط الذي جرى اتباعه في إطلاق سراح الأسرى في أواخر عام 2023، من المرجح أن ترافق اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى من نقطة تجمع متفق عليها على طول طريق آمن. لكن يجب أولاً جمع الأسرى وإحضارهم إلى تلك النقطة، وإنشاء الطريق وتطهيره.
بالنسبة للنقاط الشائكة، يمكن تلخيصها بعدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ومتى وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم وعدد القوات الإسرائيلية التي ستبقى في غزة وإلى متى وأين. كما وأن العقبة الحالية أمام نتنياهو هو نجاحه في اتمام التصويت على الصفقة. وهو بحاجة إلى أن تتم الموافقة من قبل الحكومة المكونة من 11 عضواً ثم 34 وزيراً في حكومته الائتلافية.
الكاتب: غرفة التحرير