يواجه محور المقاومة، بعد تغيير النظام في سوريا، تحديات كبيرة لاستعادة نفوذه. خاصة فيما يتعلق بالإنجازات الإسرائيلي على التراب السوري، إذ احتفلت القيادة الإسرائيلية بقطع طريق إمداد المقاومتين في لبنان وفلسطين من إيران والعراق، ونجاحها عن طريق حكّام دمشق الجدد من إبعاد إيران وباقي عناصر محور المقاومة من سوريا.
ومع تقديم النظام السوري الجديد لرؤيته في الصراع العربي الإسرائيلي، وتصريحاته العلنية بعدم السماح باتخاذ التراب السوري منطلقاً لأي هجمات على إسرائيل، بالإضافة إلى إطلاق خطاب معادي للجمهورية الإسلامية، بدا وكأن المشهد اكتمل لمصلحة العدو الذي كدح على فرضه منذ أكثر من 40 عاماً، فبرزت في هذا الإطار، حاجة محور المقاومة إلى تعويض خسارة سوريا، كما وتحديات مستقبلية من واجب المحور العمل على مواجهتها إن كانت إسرائيلية أو أميركية أو مشتركة بينهم.
فيما يلي بعض السيناريوهات الافتراضية والأساليب المحتملة التي قد يستخدمها المحور لاستعادة نفوذه:
الأساليب:
أولاً: قد يحاول المحور بناء قواعد دعم جديدة في سوريا من خلال التعاون مع فصائل أو جماعات محلية متوافقة مع أهدافه، لكن هذا يعتمد على الوضع السياسي والأمني المُستقبلي في سوريا، وموقف الجهات الفاعلة الأخرى، مثل تركيا وقطر.
ثانياً: قد يسعى المحور لبناء تحالفات جديدة مع جهات فاعلة إقليمية أو دولية تُشارك مواقفه تجاه إسرائيل والولايات المتحدة مثل روسيا والصين، وبعض الدول الاقليمية المتضررة من استحواذ تركيا واسرائيل على مستقبل سوريا.
ثالثاً: قد يعوض المحور فقدان سوريا بزيادة نشاطه في ساحات أخرى، مثل العراق أو اليمن، أو بمحاولة فتح جبهات جديدة.
رابعاً: قد يستثمر المحور في تطوير قدراته العسكرية، خاصةً في مجال الصواريخ والطائرات بدون طيار ومنظومات الدفاع الجوي، لمواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي.
سادساً: قد يلجأ المحور إلى الحرب السيبرانية والإعلامية لكشف صورة أعدائه الحقيقية وعلى رأسهم اسرائيل والولايات المتحدة وتعزيز روايته للأحداث.
التحديات:
يواجه محور المقاومة عدة تحديات في محاولته استعادة نفوذه، منها:
أولاً: تُواجه إيران عقوبات شديدة، وقد يُواجه حلفاؤها ضغوطاً مماثلة، ما يُقيد قدرتهم على التحرك.
ثانياً: تتمتع "إسرائيل" بتفوق جوي واضح في المنطقة، ما يُصعّب على المحور مواجهتها عسكرياً.
ثالثاً: قد يُجبر الحضور القوي لليمن والعراق كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة على إعادة تقييم التهديد الذي يشكله محور المقاومة، وعدم الاقتصار على حزب الله وحماس.
رابعاً: قد يؤدي هذا التحدي إلى تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع المحور، بما في ذلك تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي، وتطوير القدرات العسكرية، والضغط الدبلوماسي.
خامساً: قد يُعزز هذا التحدي التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى نحو غير مسبوق في مواجهة محور المقاومة، خاصةً في مجال مُكافحة حركات التحرر والمقاومة، بذريعة مكافحة " الارهاب"، ورفع مستوى التعاون البحري مع الناتو ودول أخرى، بذريعة حماية وتأمين الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب وبحر العرب وعمان.
يمكن استشراف عدة سيناريوهات محتملة لنظرة وتعامل كل من إسرائيل والولايات المتحدة مع محور المقاومة في المستقبل، لكن السيناريو المحتمل هو مواصلة إسرائيل لإستراتيجيتها في تفكيك المحور من خلال الضربات الاستباقية، واستهداف قياداته، وتعطيل خطوط الإمداد. كما والتركز على منع إعادة بناء قدرات حزب الله وحماس، وتعزيز علاقاتها مع دول عربية لتشكيل تحالف إقليمي مناهض لإيران. أما بخصوص الولايات المتحدة فمن المرجّح تُشددها في العقوبات على إيران، وتُعزيز وجودها العسكري في المنطقة لردع أي تصعيد من جانب إيران أو حلفائها. والوساطة لتحقيق اتفاقات تهدئة بين إسرائيل والجبهات المختلفة، مع التركيز على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
الكاتب: غرفة التحرير