الإثنين 03 شباط , 2025 03:59

إيال زامير رئيساُ لأركان الجيش الإسرائيلي: الطاعة العمياء لنتنياهو

إيال زامير

في الأول من شباط / فبراير 2025، أعلن رئيس وزراء الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو عن تعيين إيال زامير رئيساً جديداً لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلفا لهرتسي هاليفي الذي استقال في 21 كانون الثاني / يناير الماضي، على خلفية الفشل أمام المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

وكانت استقالة هاليفي قد استكملت سلسلة من الاستقالات في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي يتوقع أن تستمر وأن يلحقها أيضاً استقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار. وأقر هاليفي في بيان استقالته عن مسؤوليته بالفشل العسكري الإسرائيلي الكبير، حيث قال "أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في السابع من أكتوبر 2023.. مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة".

وعقب إعلان استقالة هاليفي، أعلن وزير الحرب يسرائيل كاتس أنه سيبدأ مقابلات مع المرشحين لمنصب رئيس الأركان المقبل، وكان الجنرال إيال زامير المرشح الأبرز لنيل المنصب، بعدما أعطته التقديرات الأفضلية، نظرا لكونه يشغل المدير العام لوزارة الحرب، ولم يكن في الجيش وقت فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول (مع العلم بأنه يتحمل مسؤولية كبيرة خلال الأشهر والأعوام التي سبقت العملية).

فما هي أبرز المعلومات حول زامير، ولماذا فضّله نتنياهو عن باقي الخيارات؟

_ولد في 26 كانون الثاني / يناير 1966 في أم الرشراش المحتلة "إيلات".

_ انضم إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي سنة 1984، وبدأ حياته المهنية في سلاح المدرعات، حيث ترقى بشكل سريع في الرتب. وطوال سني مهنته العسكرية، اكتسب خبرة واسعة في ساحة المعركة ومهارات القيادة والخبرة الاستراتيجية التي جعلته مرشحا قويا لأعلى منصب في جيش الاحتلال.

ووفقاً لرفاقه في الدراسة، فإنهم كانوا منذ ذلك الحين يتوقعون له مستقبلاً كبيراً يتجاوز حتى رئاسة الأركان.

_على مر السنين، تولى زامير العديد من المناصب القيادية الرئيسية العسكرية:

1)قائد اللواء المدرع السابع (2003-2005): الذي يعدّ أحد أكثر الألوية المدرعة نخبوية في الكيان، والمعروف بدوره التاريخي في الحروب الماضية. وقد ركّز زامير في حينه على تحديث التكتيكات المدرعة لمواجهة التهديدات غير المتناظرة (أي هجمات حركات المقاومة).

2)قائد الفرقة المدرعة 36 (2009-2011).

3)السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (2012-2015): بحيث لعب دورًا رئيسيًا في صنع القرار الاستراتيجي أثناء الأزمات الأمنية المتصاعدة، بما في ذلك حربي غزة عام 2012 و2014.

4)قيادة المنطقة الجنوبية (2015-2018): قاد هذه المنطقة الجغرافية العسكرية التي تواجه منطقة قطاع غزة، وكان هو المشرف على عملية بناء الحاجز تحت الأرض والجدار المحيط بالقطاع (الذي كلّف مليارات الدولارات)، لمواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية (وهو ما تبيّن فشله الواضح والذريع خلال الدقائق الأولى من عملية طوفان الأقصى).

5)نائب رئيس الأركان (2018-2021): عمل كثاني أعلى ضابط في جيش الاحتلال، وكان من المرشحين لتولي رئاسة الأركان خلفاً لأفيف كوخافي، لكنه فشل في المنافسة أمام هرتسي هاليفي.

6)المدير العام لوزارة الدفاع (2023-2025): أدار ميزانية وزارة الحرب الإسرائيلية والمشتريات والشراكات الصناعية. وأدى دوراً مهماً في طلب وتأمين المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول المعسكر الغربي.

_الخلفية التعليمية: حصل زامير على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا ودرس في كلية القيادة والأركان التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي. كما أكمل برنامج الإدارة العامة في كلية وارتون، مع التركيز على القيادة التنفيذية.

علاقته الوثيقة بنتنياهو

أحد أهم جوانب تعيينه كرئيس للأركان، هي علاقته المهنية الوثيقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تعود إلى الفترة 2012-2015، عندما شغل زامير منصب السكرتير العسكري لنتنياهو.

ومن المرجّح بأن نتنياهو اختاره للأسباب التالية:

_الثقة الاستراتيجية حيق يتشاركان الفلسفة الأمنية التي تضع الجمهورية الإسلامية في إيران في مقدمة التحديات في المنطقة. ومن اللافت أن زامير أعد منذ سنوات دراسة شاملة وتنظيرية لمشروع مواجهة محور المقاومة بقيادة إيران. وقد تبجّح زامير في الساعات الأولى لتعيينه، بأن عام 2025 سيكون عام الحرب.

_الولاء والتكتم – بصفته مستشارًا عسكريًا لنتنياهو، عمل زامير خلف الكواليس، متجنبًا الخلافات العامة مع تقديم مدخلات مباشرة بشأن الشؤون العسكرية. كما أشار نتنياهو خلال حفل ترقية زامير الى رتبة لواء، الى صفة تتواجد عند الأخير، وهي الطاعة العمياء لما يقرره المستوى السياسي (أي نتنياهو فعلياً).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور