الجمعة 24 كانون الثاني , 2025 03:36

من هم أبرز المرشحين لخلافة هاليفي؟

من اليمين: ياداي، زامير، برعام

أكّدت استقالة الجنرال هرتسي هاليفي من منصب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 آذار / مارس 2025، بشكل رسمي لا يُمكن التشكيك به، لأن الكيان المؤقت قد هُزم في معركة طوفان الأقصى، حينما لم يستطع تحقيق أي هدف في عدوانه الهمجي على قطاع غزة، وخصوصاً في إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية فيه أو تهجير الفلسطينيين منه، وهذا كلّه بفضل التضحيات والصمود الأسطوريين لهذا الشعب ولمقاومته.

فاستقالة هاليفي في هذا التوقيت الخطير والحساس، بعد أيام من اعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبدء مسار البحث الحاسم عن خليفة له، دليل قاطع على الهزيمة الإسرائيلية، وإلا ما الداعي لإجراء هكذا تغيير في القيادة العليا لجيش الاحتلال، في ظل كل المخاطر والتحديات التي يواجهها الكيان. فرحيل هاليفي يترك فراغًا قياديًا كبيرًا، له دور أساسي في تحديد الاتجاه الاستراتيجي للجيش واستعداده العملياتي، بينما تواجه إسرائيل مجموعة من التهديدات المتعددة الأوجه من غزة والضفة الغربية ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران، إلى جانب التحديات الداخلية المتمثلة في ثقة الجمهور المتدنية لأقصى حدودها في جيش الاحتلال.

فمن هم أبرز المرشحين لخلافة هاليفي؟

وقد برز 3 مرشحين بارزين باعتبارهم الأكثر ترجيحا لخلافة هاليفي هم: الجنرال (احتياط) إيال زامير (الذي يشغل حالياً منصب المدير العام لوزارة الحرب)، ونائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام، وقائد القوات البرية الجنرال تامير ياداي.

وبحسب التجارب السابقة، فإن عملية الاختيار تعتمد بشكل عام على التاريخ العملياتي للمرشحين، واتصالاتهم وعلاقاتهم السياسية، والدور الأساسي الذي تجده القيادة السياسية مطلوباً من رئيس الأركان القادم.

أبرز المرشحين: الجنرال (احتياط) إيال زامير

ويعدّ إيال زامير هو أحد أكثر الجنرالات ترجيحاً لاختياره الى هذا المنصب، باعتباره عمل نائبا لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي وكان مرشحاً لهذا المنصب في سنة 2022، ولكن في النهاية تم اختيار هرتسي هاليفي. وبعد وقت قصير من تعيين يوآف غالانت في منصب وزير الحرب، عيّن زامير بمنصب مدير عام الوزارة، ومع إقالة غالانت – طلب إنهاء منصبه، لكنه بقي بناءً على طلب الوزير كاتس، حتى يتم اختيار مدير جديد بديلاً عنه.

وقبل ذلك، شغل زامير سلسلة من المناصب العسكرية العليا، منها قائد القيادة الجنوبية، والسكرتير العسكري لرئيس حكومة الاحتلال (خلال إحدى فترات رئاسة نتنياهو)، وقائد فرقة المدرعات 36 "جاعش"، وقائد دورتي قادة السرايا وقادة الكتائب، وقائد اللواء السابع. ومن نقاط القوة التي تميّزه عن غيره، هي قدرته على التنظير الاستراتيجي (له بحث كامل عن كيفية مواجهة محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية)، وبأن لديه فهم عميق للميزانيات وعمليات الشراء العسكرية، ووجود علاقة شخصية تربطه بنتنياهو.

أما نقاط ضعفه فهي كثيرة، أهمها بأنه كان من كبار جيش الاحتلال الذين استطاعت حركة حماس خداعهم خلال تحضيرها لعملية طوفان الأقصى حينما كا ن لا يزال نائباً لرئيس هيئة الأركان.

الجنرال أمير برعام

أمير برعام هو نائب رئيس الأركان الحالي، الذي يُعتبر على نطاق واسع أحد أكثر المفكرين ابتكارًا في القيادة العليا لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد بدأت حياته العسكرية في لواء المظليين النخبة، حيث ارتقى في الرتب ليتولى أدوارًا قيادية رئيسية، بما في ذلك قائد القيادة الشمالية. وهو معروف بتركيزه على دمج التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار، في العمليات العسكرية. ومن نقاط القوة لديه: بعض الخبرة في مواجهة حزب الله، وأنه مؤيد قوي لدمج التقنيات المتطورة في العمليات العسكرية. أما نقاط ضعفه، فهي قلة ارتباطاته السياسية، وتركيزه التكنولوجي الذي قد يأتي على حساب الأولويات العسكرية التقليدية (الجنود المقاتلين وسلاح المدرعات).

الجنرال تامير ياداي

يُعتبر تامير ياداي "الحصان الأسود" في هذا السباق (المرشح الأقل ترجيحاً لكن هناك إمكانية لفوزه بشكل مفاجئ). ورغم أنه قد لا يتمتع بنفس الخبرة البارزة مثل زامير أو برعام، إلا أم مسيرته العسكرية مرت بالعديد من المحطات العملياتية والإدارية التي أعطته خبرة متنوعة، خاصةً في ساحة الضفة الغربية (التي تعدّ أخطر الجبهات لدى الكيان).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور