بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 01/10/2024، عملية عسكرية برية في جنوبي لبنان، بعد أيام من بداية عدوانه على هذا البلد، منذ تفجيرات البايجر والأجهزة اللاسلكية، مروراً باغتيال الشهداء القادة في قوة الرضوان والقوة الصاروخية والقوة الجوية، وصولاً الى جريمته الكبرى باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والعديد من مساعديه، إلى جانب قتل نحو ألف شخص آخرين في مناطق لبنانية عديدة، أغلبهم من المدنيين العزل.
هذه العملية البرية الإسرائيلية باعتقاد الكيان المؤقت، ستُتيح له استغلال الضربات الإيذائية التي نفذها منذ أيام، لتحقيق مكاسب ميدانية، تؤدي الى تحقيق ما يرغب به من عودة لمستوطنيه الى شمالي فلسطين المحتلة، وقد عبر عن ذلك بوضوح نائب رئيس أركان جيش الاحتلال أمير برعام حينما قال: "هذه المبادرة تم اتخاذها بسبب الواقع الاستراتيجي، كضرورة إزالة تهديد ملموس وأيضا كإغلاق وطني وعسكري للدائرة : إن أهم درس يمكن تعلمه من أحداث 7 أكتوبر هو أخذ زمام المبادرة والهجوم قبل العدو، لأن الحياة ليست في انتظار مرور العاصفة، بل في تعلم الرقص تحت المطر" .
لكن المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، ستفاجئه حتماً، بما أعدّت له خلال كل الأعوام ما بعد تحرير عام 2000، لا سيما بما راكمت فيه من تجارب هائلة في حرب تموز / يوليو عام 2006، وحرب الدفاع عن سوريا بعد العام 2011، لتوقع فيه خسائر لم يكن يتخيّلها.
فالمقاومة في محطات عديدة، وعدت على لسان أمينها العام السيد الشهيد حسن نصر الله، بالكثير من المفاجئات البرية، ليس أقلّها تدمير كل دباباته وألويته وفرقه. وعندها ستختلف كل مشهدية الصراع ما بين محور المقاومة وكيان الإحتلال وداعميه، لأن الأخير بدون قوات برية، لن يستطيع حماية الكيان فكيف بتحقيق الأهداف. وربما حينها قد تكون اللحظة الاستراتيجية المنتظرة لإزالة الكيان من الوجود.
وبالعودة الى العملية البرية، فقد صرّح المتحدث العسكري الإسرائيلي بأن قوات جيش الإحتلال بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانه عن بدء "عملية برية محددة جنوبي لبنان وفقا لقرار المستوى السياسي"، وهذا ما يُشير إلى أنهم استفادوا من تجربة العام 2006، من خلال وضع هدف ضئيل ونسبي، لأنهم مدركين حجم صعوبة المواجهة البرية مع المقاومة، وأن أي هدف واضح يضعونه سيفشل حتماً، وبهذا يتداركوا فشل العملية بوضع هدف ملتبس. لذلك أضاف البيان بأن العملية البرية تشمل عددا من القرى القريبة من الحدود (لم يذكر نهر الليطاني إطلاقاً)، التي ينطلق منها ما وصفه بـ "تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية".
التحضيرات ما قبل العملية
وفي الأيام القليلة الماضية، التقى قائد القيادة الشمالية الجنرال أوري جوردين مع قائد الفرقة 36 المقدم موران عمر وقائد الفرقة 98 المقدم جاي ليفي وقائد الفرقة 91 المقدم شاي كلابر، وحصل على الموافقات على الخطط للأيام المقبلة.
وفي الوقت نفسه، أعلن جيش الإحتلال أن مناطق المطلة ومسكاف عام وكفر جلعادي هي منطقة عسكرية مغلقة يُحظر الدخول إليها، وكجزء من الاستعداد القتالي المتزايد، أجرت قوات من اللواء 188 تدريبات بالقرب من الحدود اللبنانية وفي المقر. كما عزز الجيش الإسرائيلي دفاعاته على طول خط التماس وأجرى تدريبات لدوائر حماية المستوطنات للرد على مجموعة متنوعة من السيناريوهات.
وعليه فإن الميدان سيكون هو الفيصل في كل ما يجري خلال هذه المعركة التي أطلق عليها حزب الله اسم عمليات "خيبر"، وبالتأكيد ستكون المقاومة صاحبة الكلمة العليا، كما كانت دائماً. وهذا ما عبّر عنه عضو المجلس السياسي لحزب الله الحاج محمود قماطي حينما أكّد بأن المقاومة الإسلامية في لبنان ستهزم قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذا ما أقدمت على شن اجتياح بري ضد لبنان، مضيفا بأن الحلفاء "سيتدخلون إذا ما توسعت المعركة"، ومشيراً إلى إن أرض الجنوب اللبناني "ستتحول إلى مقبرة لقوات الاحتلال" في حال دخولها، كاشفاً عن امتلاك المقاومة الكثير من القدرات والأسلحة التي لم تستخدمها حتى الآن واستعداد المقاومين التام للاشتباك مع القوات الإسرائيلية.
الكاتب: غرفة التحرير