وسط موجة الاستقالات المتزايدة من كبار مسؤولي كيان الاحتلال، يطالب الاسرائيليون باستقالة المزيد منهم، باعتبار أنهم يعملون في منظومة فاسدة أخفقت في 7 أكتوبر. وتقول صحيف هآرتس العبرية أن رئيس الأركان هرتزل هاليفي متورط أيضاً. وتشير في تقرير ترجمه موقع الخنادق إلى أن "الجيش تحول في الضفة الغربية، بدءاً من قائد الفرقة وصولاً إلى العديد من قادة الألوية، إلى ميليشيات موالية للحركة الاستيطانية، خيانة تامة لواجبه كقوة احتلال، وهو حماية السكان المدنيين الفلسطينيين هناك".
النص المترجم:
إعلان استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هليفي يترك طعماً لاذعاً إلى حد ما. مسؤول حكومي مهم على وشك ترك منصبه والاختفاء في المجهول.
هل كان رئيساً جيداً للأركان؟ هل كان أداءه خلال فترة ولايته القصيرة كفؤاً ويرقى إلى مستوى التوقعات؟ هل كان يسيطر على الجيش الذي كان مسؤولاً عنه؟ هل كان يسيطر على الفرع المقاتل للجيش؟ هل كان على علم بالتلاعبات التي مارسها بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته في هيئة الأركان العامة والجمهور الإسرائيلي؟
القيادة، حسب فهمي، تبدأ بالتحكم والإشراف من الأعلى. هنا تكمن العقبة الأولى: الغياب التام للسيطرة على ما يجري في الضفة الغربية. لقد تحول الجيش في الضفة الغربية، بدءا من قائد الفرقة وصولاً إلى العديد من قادة الألوية، إلى ميليشيات موالية للحركة الاستيطانية، خيانة تامة لواجبه كقوة احتلال، وهو حماية السكان المدنيين الفلسطينيين هناك.
أصبحت قوات الجيش في الضفة الغربية متعاونة مع الإرهابيين اليهود في جميع أنحاء المنطقة. إنهم شركاء في إساءة معاملة الفلسطينيين، وحرمان مجتمعات الرعاة من المياه، ومنع المزارعين الفلسطينيين من قطف الزيتون، وإضفاء الشرعية على المذابح في القرى الفلسطينية. قام قادة الكتائب بحماية الحج إلى قبر يوسف بل وشاركوا فيها كضيوف للمستوطنين، مما أدى إلى تعطيل حياة الفلسطينيين في المنطقة. هل علم رئيس الأركان بالانتهاكات الصارخة للقانون التي يرتكبها الجيش تحت قيادته، أم أن عيناه عميتان عن كل هذا؟
بعد مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر المروعة، التي قتل فيها ابني توم في منزله في كيبوتس كيسوفيم، ألم ير رئيس الأركان تلاعب نتنياهو الساخر بالجيش وجميع الإسرائيليين، وإعلان حرب انتقامية تهدف إلى إبقائه في السلطة طالما استمرت؟ لماذا لم يتحمل رئيس الأركان إعادة جميع الرهائن على الفور، حتى لو كان ذلك على حساب إطلاق سراح الإرهابيين وتجنب الحرب؟
لماذا انضم إلى قرارات الحكومة الغريبة بتجريف قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين والنساء والأطفال؟ لماذا وافق على السماح للجيش بإدخال الحاخامات إلى الوحدات المقاتلة، ووافق على المضي قدماً في غسل الدماغ بأن هذه حرب دينية، حرب إحياء، تحول الجيش إلى هيئة ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟ لماذا التزم الصمت في مواجهة تخفيف الانضباط العسكري، والسماح للمدنيين بالدخول إلى مناطق الحرب وأدى إلى مقتل الجنود؟ لماذا مكن من محاولة تبييض التحقيق في الحادث الذي قتل فيه زئيف إيرليش والجندي غور كيهاتي؟
من المؤكد أنه بعد صدمة 7 أكتوبر، عاد رئيس الأركان والجيش إلى رشدهما، وقاتلوا وقادوا إسرائيل إلى إنجازات عسكرية كبيرة. ومع ذلك، فإن العديد من الأسئلة تنتظر إجابات. لن يتم الرد على بعض الأسئلة من قبل المسؤولين، لذلك يجب أن يتم الصراخ في الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية من كل مرحلة وفي كل منتدى.
يجب على نتنياهو تحمل المسؤولية والاستقالة على الفور، جنباً إلى جنب مع الوزراء غير الأكفاء الذين يشكلون حكومته الإجرامية. ونحن، أعضاء المجتمع المدني الليبرالي والحركات الاحتجاجية، يجب أن نكون متحدين في مطلبنا بإعادة جميع الرهائن، وفي الوقت نفسه نبقي أعيننا على الكرة، انقلاب النظام قيد التنفيذ والتزامنا الأعلى، إلى جانب إعادة الرهائن، هو منع وزير العدل وعصابته من الاستمرار في إساءة معاملة إسرائيلنا.
المصدر: هآرتس