الجمعة 21 حزيران , 2024 03:45

الجنرال المتقاعد اسحق بريك: مهاجمة حزب الله انتحار جماعي!

الجنرال المتقاعد اسحق بريك وفي الخلفية (نتنياهو، غالانت وهارتسي هاليفي)

تعتبر وحدة الساحات بفعاليتها التي تكشّفت بشكلها العملي منذ بداية حرب طوفان الأقصى، عامل أساسي لدرء أي هجوم واسع قد تشنّه "إسرائيل" على لبنان، حيث إن "إسرائيل" تحتمل أن يؤدي ذلك إلى اشتعال حرب إقليمية، وبالتالي الدخول في مواجهات مفتوحة تمتد على جبهات متعددة لا تستطيع إسرائيل معها المحافظة على حد أدنى من أمنها الداخلي والخارجي، نتيجة كم الصواريخ التي ستسقط على أرضها، فضلاً عن الكوارث والدمار التي ستخلّفه الحرب خصوصاً مع استهداف المنشآت الحيوية. ناهيك أن الكيان غير جاهز لخوض هكذا حروب واسعة بالتوازي مع حرب غزة وأزمات الجيش الإسرائيلي هناك.

في هذا الإطار، كتب الجنرال المتقاعد "اسحق بريك" مقالاً في صحيفة معاريف العبرية، وترجمه موقع الخنادق، يعبّر فيه بريك عن غضبه بوجه القادة الثلاث في إسرائيل (نتنياهو وغالانت وهارتسي هاليفي) معتبراً بأنهم مفصولين عن الواقع، ولا يقدّرون خطورة شن عملية واسعة على حزب الله، التي ستؤدي بحسبه إلى حرب إقليمية لا تستطع إسرائيل احتمالها بجيش صغير وميزانية منخفضة.

يتطرّق بريك أيضاً، إلى قرار استثمار 18 مليار دولار في شراء الطائرات معتبراً أن "الذين يتابعون الحرب الأوكرانية الروسية يدركون أن الحروب الحالية والمستقبلية تشن ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوات البرية، وأن الطائرات تختفي من مسرح الحرب".

النص المترجم للمقال

إن المبادرة التي تطلقها المؤسسة الأمنية لمهاجمة حزب الله هي انتحار جماعي. هؤلاء هم "القادة" الذين فشلوا في إسقاط حماس، والذين يشعرون بالمرارة حيال مصير الدولة ويأخذون البلد كله معهم إلى الهاوية.

المبادرة التي يقوم بها رئيس الأركان، هارتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف غالانت، بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لشن هجوم على حزب الله براً وجواً وبحراً ستجلب لنا حرباً إقليمية شاملة على ست جبهات على الأرض، وسيتم إطلاق آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كل يوم. هذه المبادرة هي انتحار جماعي بقيادة ثلاثة أشخاص (بيبي، غالانت وهارتسي هاليفي) فقدوا اتصالهم بالواقع. لم يعد لديهم ما يخسرونه، لذا فهم يقامرون بمصير الدولة ويأخذون البلد كله معهم إلى الهاوية.

نفس "القادة" الذين فشلوا في إسقاط حماس في قطاع صغير واحد في قطاع غزة، لأن الجيش صغير ولا يمكنه البقاء في الأراضي المحتلة لفترة طويلة بسبب نقص الجنود. وهذا يسمح لحماس لإعادة بناء نفسها والعودة إلى نفس المناطق بعد أن يتركها الجيش الإسرائيلي. إن نفس "القادة" في قرارهم بمهاجمة حزب الله بالقوة في البر والجو والبحر سيدفعون إسرائيل إلى حرب إقليمية شاملة في ست قطاعات في وقت واحد (لبنان، سوريا، الحدود الأردنية، انفجار في يهودا والسامرة، غزة، إسرائيل. أعمال شغب شديدة داخل دولة إسرائيل، ولم نذكر مصر بعد، التي من المرجح أن تندمج معنا في الحرب إذا اندلعت حرب إقليمية شاملة). وسترافق الحرب الشاملة إطلاق آلاف الهجمات المسلحة كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

لا يمكن للجيش الإسرائيلي الرد على هذه الحرب بشكل كامل، لا في الجو ولا على الأرض. إن جيشنا صغير الحجم، غير قادر على الفوز في ساحة واحدة، وبالتأكيد ليس في ست ساحات في نفس الوقت. الجيش الإسرائيلي يفتقر إلى الموارد، وخاصة في القوات المسلحة، وبالتالي فإن الحرب الشاملة ستجلب الكوارث والدمار لإسرائيل. في الآونة الأخيرة فقط حذّر الرئيس التنفيذي للشركة المسؤولة عن إدارة نظام الكهرباء بشكل الخطير: "نحن لسنا مستعدين للحرب. بعد 72 ساعة بدون كهرباء، لن يكون من الممكن العيش في إسرائيل".

ومع ذلك، لم يكتفِ "القادة" الثلاثة ووكلائهم بصناعة الأوهام، بل قرروا أيضاً ميزانية دفاع مماثلة للسنوات القادمة، مما سيؤدي إلى انعدام القدرة على إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب الإقليمية الشاملة القادمة. قرروا استثمار 18 مليار دولار في شراء الطائرات، وسيكون من المستحيل تقريباً زيادة عديد الجيش البري، الذي بدونه لا يمكن كسب الحرب.

ووفقا لهذه الميزانية، لن يتم إنشاء فيلق الصواريخ، ولن يكون هناك دخول في مشروع نظام ليزر قوي، الذي سيكون المكون الرئيسي في وقف الصواريخ الباليستية للعدو، فإن الجيش الإسرائيلي لن يشتري بعد الآن الآلاف من الطائرات بدون طيار للهجوم، ولن يشتري صواريخ مضادة للدبابات متعددة المعايير المضادة للطائرات بدون طيار التي ليس لدينا حالياً أي رد عليها. لن يتم شراء نفس الأسلحة الضرورية للحرب الإقليمية الشاملة بسبب رهن ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية للعقد المقبل وميزانية NIS لشراء الطائرات بكميات كبيرة، كل ذلك على حساب البقية.

إن الذين يتابعون الحرب الأوكرانية الروسية يدركون أن الحروب الحالية والمستقبلية تشن ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوات البرية، وأن الطائرات تختفي من مسرح الحرب.

نفس الطائرات التي اشتريناها مقابل 18 مليار دولار من الولايات المتحدة ستصل إلى إسرائيل في غضون خمس إلى عشر سنوات، ولن تكون مناسبة للحروب القادمة، كما يحدث بالفعل في الحرب الأوكرانية الروسية. إن المستويات السياسية والعسكرية تستثمر في الحروب السابقة بدلاً من الاستثمار في الحروب المستقبلية بنفس المفهوم الذي كان موجوداً قبل الحرب في قطاع غزة، فهم لم يتعلموا شيئاً. وهذا ناتج عن مصالح ضيقة، بعضها اقتصادي، لا يكون فيها أمن الدولة هو الاعتبار الأول.

خلاصة القول، إن قرار القيادات السياسية والعسكرية الحالية بشأن ميزانية الدفاع للسنوات القليلة المقبلة قد أدى إلى عبثية لا تطاق، وهي: الحكومة الجديدة التي سيتم انتخابها والقيادة الجديدة لتحل محل القيادة الحالية التي جلبت لنا الكارثة والفشل لن تتمكن من إعادة تأهيل الجيش والاستعداد للحرب الإقليمية القادمة بسبب نقص الأموال، لم يفت الأوان بعد لوقف بعض الاستثمارات الضخمة في الاستحواذ على الطائرة وتحويل الأموال إلى أهداف أخرى - زيادة الجيش البري، وبناء قوة صاروخية، والدخول في مشروع ليزر قوي، والحصول على مضادات الطائرات متعددة المعايير، والحصول على الآلاف من الطائرات بدون طيار الهجومية، إعادة الخدمات اللوجستية والصيانة المخصصة إلى الجيش، وإعداد الجبهة الداخلية للحرب، وأكثر من ذلك، لهذا نحن بحاجة إلى إنهاء الحرب التي فقدت غرضها في الجنوب، وإعادة المخطوفين بالاتفاق، مع احتمال كبير إلى حد ما أن تحتفظ حماس أيضا بأسلحتها، وفي العامين المقبلين إعادة بناء الجيش الذي سيكون مستعداً لأي تحدٍ، سواء في الهجوم أو الدفاع.


المصدر: معاريف

الكاتب: اسحق بريك




روزنامة المحور