الخميس 13 حزيران , 2024 04:01

الحرب في الجبهة الشمالية بين القيود السياسية ودعوات التريّث

التصعيد في الشمال ونتنياهو وغالانت

تعد التطوُّرات المتسارعة في الجبهة الشمالية لإسرائيل، العنوان الأساسي في اهتمامات المستوى السياسي الإسرائيلي، بالتوازي مع تزايد وتيرة العمليات التي يُنفّذها حزب الله ضدّ جيش الاحتلال والمواقع العسكرية والمستوطنات، خصوصاً في اليومين الأخيرين في سياق الرد على اغتيال القائد طالب عبدالله.

في هذا الإطار، برزت في الأسابيع الأخيرة دعوات كثيرة من قبل المستويين السياسي والعسكري- الأمني في إسرائيل، لرفع وتيرة العمليات من قبل الجيش الإسرائيلي ضدّ حزب الله، من أجل تغيير الواقع الذي لا يُحتمَل. في المقابل، خرجت دعوات إلى التريُّث والتركيز على إنهاء الحرب في قطاع غزة أوّلاً.

القيود السياسية

أعربت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي عن إحباطها من القيود السياسية المفروضة عليه، وقالت إنّهم في الجيش مستعدّون للقيام بعمل عسكري حاسم من أجل الحد من التهديد القادم من الشمال. كما نقل أحد الجنود الإسرائيليّين عن قادته قولهم إنّهم "في قيادة المنطقة الشمالية يقدّرون بأنّه سوف تندلع حرب مع حزب الله".

يوجد في المؤسّسة الأمنية والعسكرية خلافات في الرأي حول ما يُمكن فعله مقابل حزب الله، إذ ثمّة من يدعو إلى إنهاء العمليات في رفح قبل إمكانية العمل في لبنان، لأنّه لا يُمكن تنفيذ عملية هجومية كبيرة ضدّ حزب الله قبل الانتهاء من رفح، وفقاً لمسؤولين إسرائيليّين. وإضافة إلى ذلك، يوجد في إسرائيل من لا يريد الانجرار إلى حرب شاملة مقابل حزب الله.

المستوى الإعلامي يدعو للتريّث

برز في القراءات والتحليلات التي قدّمها خبراء ومُعلّقون على المستوى الإعلامي، في معرض الاهتمام الواسع الذي أبدوه بالتطوُّرات في الساحة الشمالية، تركيز على التريث في اتخاذ قرار حاسم، بسبب تلازم مساري غزة والشمال، وبسبب الكلفة الكبيرة لتوسعة الحرب على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

في هذا السياق، أبدى المستوى الإعلامي في إسرائيل اهتماماً كبيراً بالتطوُّرات في الساحة الشمالية، مع تصاعد وتيرة الأحداث والدعوات لتوسعة الحرب، وبرز في القراءات والتحليلات التي قدّمها خبراء ومُعلّقون ما يلي:

- تريّث نتنياهو وغالانت: رأى مُعلّقون إسرائيليون أنه لا يوجد شك بأنّ قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردن، عندما يتلقّى الأمر من المستوى السياسي، بشنّ هجوم على حزب الله، بدل اللعب على خط المرمى، سيفعل ذلك بصورة ممتازة، وهو يُفضّل "نقل القتال إلى أراضي العدو". وأضاف مُعلّقون بأنّ القرار النهائي ليس بيد الجيش الإسرائيلي، بل بيد نتنياهو وغالانت، اللذين يوازنان بين الاعتبارات الأمنية والسياسية والاقتصادية المُعقدة.

- تحذير من كلفة توسعة الحرب: نبّه المستوى الإعلامي الدّاعين لاحتلال جنوب لبنان، وتوسعة الحرب مقابل حزب الله، إلى أنّ لذلك تبعات، منها العبء على القوات النظامية والاحتياطية، التي تآكلت بعد قتال طويل؛ الحاجة إلى كميات كبيرة من الذخائر الدقيقة لتنفيذ خطط الجيش الإسرائيلي؛ الأضرار غير المسبوقة التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك مناطق حيفا والكريوت وغوش دان (الوسط).

- تلازم مساري غزة والشمال أشار مُعلّقون إسرائيليون إلى أنّ المأزق الإسرائيلي في الحرب مع حزب الله سيتفاقم مع نهاية المناورة القوية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وأضافوا أن المسار في رفح يؤثر على قدرة الجيش على العمل في الشمال، لأن الحديث يدور عن ساحتين تتأثر إحداهما بالأخرى.

لفت مُعلّقون إلى أنّه لا يوجد مصلحة لإسرائيل بالدخول الآن في قتال مع حزب الله، أو الانجرار إليه، لأنّ الظروف المثالية لذلك غير موجودة. وأضافوا أنّه يجب الانتهاء في غزة أوّلاً، ونقل القوات الى الشمال، وشنّ حرب بمبادرة من إسرائيل. وفي المقابل، ثمّة مُعلّقين مَن رأى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تعوّل على وقف إطلاق نار في غزة كنقطة انطلاق لمحادثات مكثفة من شأنها أن تؤدّي إلى وقف طويل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور