للحاج وفيق عبد الحسين صفا، تاريخٌ طويل ضمن المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، مكلّل بالنجاح والانتصارات والتضحيات، بشهادة من قادة المقاومة وفي مقدمتهم الشهيد السيد حسن نصر الله.
لذلك كانت إطلالته الإعلامية منذ أيام (05/01/2024)، مناسبة مهمة لإطلاق العديد من المواقف المهمة واللافتة، التي لاقت تفاعلاً في الداخل اللبناني وخارجه، وخاصة لدى البيئة الحاضنة للمقاومة، كونها أكّدت لهم بأن مقاومتهم بخير ولم تُهزم، فيما حذرت من يعنيهم الأمر – المعسكر الأمريكي وتوابعه – بأن المقاومة لن تسمح لأحد بأن يكسر معنويات مجتمعها.
فالحاج وفيق صفا هو من كبار القادة في حزب الله، والذي لا لطالما وصفته وسائل إعلام محلية وخارجية، بأنه "وزير الدفاع" أو "وزير الداخلية" في حزب الله.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة الحاج صفا المقاومة والجهادية؟
_ من مواليد 01/09/1960، ومسقط رأسه هي قرية زبدين قضاء النبطية في جنوبي لبنان.
_التحق بالمقاومة الإسلامية حزب الله منذ العام 1984، وتم تعيينه منذ ذلك الوقت في منصب رئيس "اللجنة الأمنية" التي أصبح اسمها فيما بعد "وحدة الارتباط والتنسيق"، وهي الوحدة المعنية بإجراء العلاقات الأمنية والاستخباراتية بين الحزب والأجهزة الأمنية والعسكرية للدولة اللبنانية.
_ زعمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في مقال لها عام 1984، أن للحاج صفا علاقة مباشرة في تفجيرات مقر المارينز والمظليين الفرنسيين، بالتعاون مع الشهيد القائد الحاج إبراهيم عقيل "بعد القادر".
_برز في تسعينيات القرن العشرين باعتباره كبير مفاوضي حزب الله بشأن تبادل الأسرى الإسرائيليين بحوزة المقاومة مقابل الأسرى اللبنانيين في المعتقلات الإسرائيلية. فكان له دور بارز في صفقات تبادل الأسرى في الأعوام 1996 و 1998 و1999 و2000 و2003 و2004 و2008 (عملية الرضوان). وفي عملية الرضوان كان له دور أساسي في إبرام صفقة التبادل التي أعاد بموجبها حزب الله جثتي الجنديين الإسرائيليين إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر اللذين قتلا في عملية الوعد الصادق (الذي جرى تنفيذها في 12 تموز / يوليو 2006) للكيان المؤقت، مقابل تبييض المعتقلات الإسرائيلية من الأسرى اللبنانيين، الذين كان في مقدمتهم الشهيد القائد سمير القنطار، ومقابل عشرات جثامين الشهداء اللبنانيين والعرب والأجانب التابعين لمختلف فصائل المقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
_ في العام 2009، وبعدما تم القبض على العميل لكيان الاحتلال الإسرائيلي "علي حسين منتش"، تم التثبت بأن الحاج صفا كان "المطلوب الرقم واحد" في قائمة الأهداف الإسرائيلية التي عمل منتش على تطويرها وتحديثها بمعلوماته وتسليمها لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
فوفقاً للقرار الاتهامي: تم تكليف منتش من قبل الضابط الإسرائيلي "أبو غزال" بمراقبة تحركات الحاج وفيق صفا، وذلك عند تردده الى بلدته زبدين والمنازل التي يقوم بزيارتها ولحظة خروجه من البلدة.
_في تموز / يوليو العام 2019، فرضت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على صفا بالإضافة الى النائبين محمد رعد وامين شري، مشيرةً إلى دوره في رئاسة جهاز الأمن التابع لحزب الله. ووصفه قرار الوزارة بأنه يلعب "دور المحاور بين حزب الله وقوات الأمن اللبنانية. وبصفته رئيس جهاز الأمن في حزب الله والمرتبط مباشرة بالأمين العام حسن نصر الله، استغل صفا الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية للتهريب وتسهيل السفر بالنيابة عن حزب الله وتقويض أمن الشعب اللبناني وسلامته واستنزاف رسوم الاستيراد والإيرادات القيمة وحرمان الحكومة اللبنانية منها".
_ خلال السنوات القليلة السابقة، كان من المكلفين بمتابعة علاقة حزب الله بالتيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، بحيث كان من المشاركين بشكل دائم بالاجتماع مع الرئيس الأسبق ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل والوزير السابق وليد جنبلاط.
_في آذار / مارس 2024، قام بأول زيارة علنية لمسؤول من حزب الله إلى الإمارات العربية المتحدة، للتفاوض على إطلاق سراح مواطنين لبنانيين معتقلين تعسفاً بسبب انتمائهم المذهبي، وتحت مزاعم ارتباطهم بالمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله.
_خلال معركة أولي البأس، وبعد أن اغتالت إسرائيل العديد من كبار قادة المقاومة بما في ذلك سيد شهداء الأمة السيد الشهيد حسن نصر الله، تم استهداف الحاج صفا – وفقاً لما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية وعربية وأجنبية - في غارة جوية في 10 تشرين الأول / أكتوبر في وسط بيروت، ما أدى الى وقوع مجزرة بحق المدنيين، الذين ارتقى منهم 22 شهيداً وأصيب العشرات منهم، فيما لم يُعلم مصير الحاج صفا، إلا في الساعات الأولى لليوم الأول من سريان وقف إطلاق النار حينما، ظهر للعلن لأول مرّة في 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2024، وهو معافى بعكس كل الشائعات.
وقد أفادت معلومات صحفية وإعلامية، بأن قرار محاولة اغتيال الحاج صفا، كان أمريكياً وليس اسرائيلياً، بهدف قطع التواصل الأمني بين المقاومة وأجهزة أمن الدولة واليونيفيل، خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
الكاتب: غرفة التحرير