كان لجبهة المساندة العراقية خلال معركة طوفان الأقصى، فعاليتها ودورها الكبير في مساعدة المقاومة الفلسطينية، سواء عبر عملياتها ضد الكيان المؤقت، ام حتى ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا والعراق، بل وشاركت أيضاً في تنفيذ العديد من العمليات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية ضد أهداف إسرائيلية. وهذا ما دفع بالولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، الى شن العديد من الاعتداءات الجوية ضد عناصر وقادة المقاومة الإسلامية في العراق، حتى لو كانوا متواجدين ضمن مقار عملهم الرسمي في الحشد الشعبي أو في سوريا.
وقد ارتقى العديد من قادة ومجاهدي المقاومة الإسلامية العراقية، شهداء على طريق القدس، حتى بلغ عددهم 26 شهيد منذ الأشهر الأولى لمعركة طوفان الأقصى:
1)الشهيد القائد احمد نجم عبد الزهرة "أبو حسن المالكي":
هو من القادة الكبار لكتائب حزب الله (المتخصصين في الطائرات المسيرة)، ويعمل ضمن قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي العراقي. وقد استشهد مساء يوم الثلاثاء 30 تموز / يوليو 2024، برفقة 3 من أعضاء الكتائب في هجوم أمريكي من 3 ضربات جوية، استهدف مقر تابع للواء 47 قيادة عمليات الجزيرة في الحشد الشعبي بمنطقة السعيدات بناحية جرف النصر محافظة بابل. وقد نُفذ الهجوم بواسطة طائرات مسيّرة أمريكية انطلقت من قاعدة "علي السالم" الجوية في الكويت.
أما الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا برفقته فهم:
2)الشهيد المجاهد حسين كريم كاظم الدراجي.
3)الشهيد المجاهد حيدر حسن حسين السعدي.
4)الشهيد المجاهد علي صادق عمران الموسوي.
5)الشهيد القائد وسام محمد صابر الساعدي "أبو باقر":
استشهد في 7 شباط / فبراير 2024، بعد استهداف سيارته في منطقة "المشتل" شرقي العاصمة بغداد بصواريخ أطلقتها طائرة مسيرة.
وبحسب المعلومات المتداولة حينها، فقد كان القائد الساعدي هو مدير المنظومة الجوية لكتائب حزب الله في العراق. وقد استشهد بعد أشهر من الجهاد والمقاومة منذ الاحتلال الأمريكي، مرورًا بمواجهة القوى التكفيرية مثل تنظيم القاعدة وداعش وصولا لمعركة طوفان الأقصى.
6)الشهيد القائد مشتاق طالب السعيدي "أبو تقوى":
هو معاون قائد عمليات حزام بغداد في الحشد الشعبي الذي استُشهد في 04 كانون الثاني / يناير 2024، بعملية استهداف جوية لسيارته ضمن مقتربات كلية الشرطة العراقية في شارع فلسطين شرقي العاصمة بغداد.
وقد استشهد برفقته:
7)الشهيد المجاهد علي نايف مهدي "أبو سجاد".
8)الشهيد القائد منتظر علاء المعموري "أبو مهدي":
استشهد في 07 كانون الأول / ديسمبر من العام 2023، بقصف أمريكي طال مقر للحشد الشعبي في منطقة جرف النصر جنوب غربي العاصمة بغداد.
9)الشهيد المجاهد فاضل عطيه المكصوصي.
هو الشهيد الأول في العراق على طريق القدس خلال معركة طوفان الأقصى، والذي ارتقى في تشرين الثاني / نوفمبر 2023، إثر استهداف طائرة أميركية بدون طيار لسيارته في منطقة أبو غريب غربي العاصمة بغداد.
10)الشهيد القائد أبو حيدر الخفاجي:
هو أحد المستشارين الأمنيين التابعين لكتائب حزب الله في سوريا، والذي استُشهد في 20 أيلول / سبتمبر 2024، بغارة إسرائيلية استهدفت المقر الذي يتواجد فيه في مطار العاصمة السورية دمشق.
11)الشهيد المجاهد محمد قاسم.
12)الشهيد المجاهد علي حسن الدراجي.
13)الشهيد المجاهد درع حسن العامري.
14)الشهيد المجاهد حسين هادي.
15)الشهيد المجاهد عبد الله جواد.
16)الشهيد المجاهد علي محبس الكعبي.
17)الشهيد المجاهد محمد جابر الضويهري.
18)الشهيد المجاهد ماجد عبد الله الشيباوي.
19)الشهيد المجاهد علي لعيبي.
20)الشهيد المجاهد محمد بدر.
21)الشهيد المجاهد محمد فاضل الغراوي.
22)الشهيد المجاهد صلاح مهدي الشحماني.
23)الشهيد المجاهد صلاح جاسب الساعدي.
24)الشهيد المجاهد مرتضى جابر القطراني.
25)الشهيد المجاهد حيدر طارق حمادي.
26)الشهيد المجاهد علي انور الساعدي.
تأثير جبهة المساندة العراقية
وتشير التقارير إلى أنه ما بين تشرين الثاني / نوفمبر 2023 وأيلول / سبتمبر 2024، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن 167 هجوماً على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وشملت هذه الهجمات ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار وقذائف، استهدفت في المقام الأول مواقع استراتيجية اسرائيلية.
وكان الارتفاع في الهجمات ملحوظاً بشكل خاص، خلال معركة أولي البأس، وفي أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، على يد القوات الإسرائيلية في 27 أيلول / سبتمبر 2024. وردًا على ذلك، صعدت الميليشيات العراقية، بالتنسيق مع مجموعات أخرى داخل محور المقاومة، عملياتها الهجومية ضد إسرائيل. وشهدت هذه الفترة ما يقرب من 40 ضربة صاروخية أو بطائرات بدون طيار أو صواريخ أطلقت من العراق إلى الأراضي الفلسطينية على مدى أسبوعين ونصف.
وقد كانت لهجمات فصائل المقاومة العراقية تداعيات عميقة على استراتيجية إسرائيل الأمنية والعسكرية. فهي أجبرت كيان الاحتلال الإسرائيلي على تعزيز تدابيره الدفاعية، بما في ذلك نشر أنظمة دفاع صاروخي مثل القبة الحديدية، في جهات شرقية وبشكل مستنزف.
كما أجبر التهديد المستمر بالهجمات من جبهات متعددة إسرائيل، على إبقاء حالة طويلة من التأهب القصوى، مع عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة عليها.
وقد سلطت المشاركة العراقية الضوء، على أهمية "مبدأ وحدة الساحات" في تعزيز جهود محور المقاومة، في مواجهة كل التهديدات سواء الإسرائيلية أو حتى الأمريكية، وأن تطوير هذا الدور مستقبلياً، سيساعد حتماً في صياغة معادلات إقليمية ذات تأثير دولي لا يُمكن الاستهانة بها إطلاقاً، وتشكّل تحدياً استراتيجياً للهيمنة الأمريكية ومن خلفها المعسكر الغربي.
الكاتب: غرفة التحرير