الإثنين 27 كانون الثاني , 2025 04:05

التحرير الثالث: شعب المقاومة العظيم يُطارد إسرائيل

عنصران من الهيئة الصحية الإسلامية بمواجهة آلية إسرائيلية

بخطوة فاجأت الجميع، وليس إسرائيل فقط، فاستطاعت تغيير المعادلة في جنوبي لبنان. اندفع اللبنانيون بمسيرات عفوية حاشدة، في اليوم الأول لما بعد انتهاء هدنة اتفاق وقف إطلاق النار في 26/01/2025، الى المناطق التي يزال يتواجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مسجّلين بدمائهم وببسالتهم موقفاً رافضاً لخرق الكيان المؤقت لبنود الاتفاق، وموقفاً حازماً ضد صمت الأطراف الدولية التي دائماً ما تدّعي موقف الحياد، لكنه في الواقع هي شريكة في الجرائم الإسرائيلية. وقد أدّت هذه الخطوة الى إجبار الإسرائيليين للاندحار من العديد من النقاط التي كانوا لا يزالون فيها.

وقد أشاد قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي بما قام به الجنوبيون عبر تغريدة على منصة إكس جاء فيها: "اليوم، سُحقت كلّ المعادلات السياسيّة والحسابات الماديّة أمام الشعب المؤمن والمخلص في جنوبي لبنان، الذي لم يَعْبَأ بالجيش الصهيوني الغاصب، وحمل روحه إلى الميدان بإيثار وثقة بالوعد الإلهي".

أما حزب الله فقد أصدر بياناً وصف فيه ما حصل باليوم المجيد من أيام الله والمشهد المهيب من مشاهد العز والكرامة التي "يخطّها شعب المقاومة العظيم". مضيفاً بأن شعب المقاومة "أثبت مرة أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني أمام أي تهديد أو عدوان". مشدداً على أنه "منذ عام 2000 وحتى اليوم، المشهد يتكرّر، حيث يثبت شعبنا أنّه القائد الحقيقي لمسار الانتصار، بمقاومته البطولية يُجدّد دحر العدو، مؤكدّا أن لا مكان لمحتل في هذه الأرض المباركة، التي رويت كل حبة تراب فيها بدماء الشهداء".

ولفت بيان المقاومة الإسلامية في لبنان، بأن "مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) بأنّها "نقطة القوة التي لا يستطيع أن يهزمها أحد". لقد أثبت شعب المقاومة أنه وفِيّ لدمائه الزكية، وأنه مهما بلغ جبروت الغزاة، فإنهم عاجزون عن الصمود أمام هذا الطوفان الشعبي المبارك الذي رسم بخطواته واتجاهه طريقًا واحدًا، تحرير الأرض ودحر المحتل نهائيًا". مؤكداً بأنّ "معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم". داعياً "جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفًا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لنجدّد معًا معاني التضامن الوطني ولنبني سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا". وختم الحزب بيانه بتوجيه "التحية إلى أرواح الشهداء وإلى الجرحى الذين رسموا بدمائهم طريق التحرير والانتصار. ونعتبر أنّ هذه اللحظات العظيمة التي يعيشها وطننا اليوم ليست إلا تأكيدًا على أنّ لبنان بشعبه ومقاومته وأبنائه الأحرار هو وطن العزة والكرامة".

إدانات لا تردع الإسرائيلي

وكعادة الكيان الذي لا يجرؤ الا على المدنيين العزّل، قام جنوده بقتل 22 شهيداً مدنياً على الأقل وإصابة 124 آخرين، ثلثهم من النساء، والذين كان جلّ مطلبهم العودة الى بيوتهم وقراهم، بعد أكثر من 15 شهر من النزوح القسري.

وقد أثارت هذه التطورات إدانة فورية وقلقا من مختلف الجهات:

_الحكومة اللبنانية: دعا رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى ضبط النفس وحث المواطنين على الثقة في جهود الجيش لحماية سيادة لبنان وسلامة أراضيه.

_اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بتأخير انسحابها عمدًا، وبالتالي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

_المجتمع الدولي: حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل على تسريع انسحاب قواتها من جنوب لبنان، مؤكدا على ضرورة التنفيذ الكامل لشروط وقف إطلاق النار.

أما الولايات المتحدة الامريكية – شريكة إسرائيل في جرائمها – فقد أعلن البيت الأبيض فيها أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل سيظل ساري المفعول حتى 18 شباط / فبراير 2025، بما يسمح بمزيد من الوقت لكلا الطرفين للوفاء بالتزاماتهما، على حد زعمه.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور