الجمعة 05 كانون الثاني , 2024 02:33

الشهيد القائد أبو تقوى: على طريق القدس وتحرير العراق

الشهيد القائد طالب السعيدي "أبو تقوى"

في تعدٍ سافرٍ على أمن وسيادة العراق، نفذت القوات الأمريكية هجوماً بطائرة مسيرة ضد مقر الدعم اللوجستي للحشد الشعبي في شارع فلسطين في شرق العاصمة بغداد، مما أدى الى ارتقاء قائد اللواء 12 في الحشد طالب السعيدي "أبو تقوى" مع ثلاث من مرافقيه، وإصابة 6 آخرين بجروح.

وسرعان ما لاقى هذا الهجوم استنكار وإدانة العديد من الجهات السياسية والعسكرية العراقية، لما يمثلّه الاعتداء من انتهاك واضح لسيادة العراق. كما لأنه جاء في سياق العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يبدو أنه صار – أي العدوان - في مرحلة الاغتيالات الإقليمية ضد كل جهات محور المقاومة، التي بدأت مع الشهيد القائد رضي الموسوي في دمشق، ومن ثم الشهيد القائد صالح العاروري، والحادثة الإرهابية في كرمان، حتى الأمس الخميس مع الشهيد القائد أبو تقوى. ولعلّ واشنطن اختارت عن قصد حصول هذه الاغتيالات والاعتداءات، بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية الرابعة على اغتيال قادة النصر الشهداء الفريق الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، لتوصل رسالة لمحور المقاوم بأنها تدعم الكيان المؤقت دعماً مطلقاً، وأنها لن تسمح بتكريس وحدة الساحات.

وبالتأكيد سيكون ردّ محور المقاومة على الرسالة الأمريكية، والاعتداء السافر على مؤسسة عسكرية رسمية، بمختلف الوسائل والأساليب، النارية منها قبل السياسية. وهو ما يحصل كل يوم، عبر استهداف قواعدها في العراق وسوريا، ومن خلال تصاعد مسار استهداف كيان الاحتلال بشكل مباشر ومن العراق تحديداً. ومن المهم الإشارة هنا إلا أن المقاومة العراقية نفذت منذ منتصف تشرين الأول / أكتوبر الماضي حتى الآن، أكثر من 100 هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة (وهو عدد كبير يفوق ما كان يتم تنفيذه سابقاً).

الشيخ الكعبي يتوعّد بالانتقام

وقد نعى الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي الشهيد أبو تقوى ورفاقه في بيان قال فيه: "سأحبس دمع عيني لأبقي نار الفقد والألم ملتهبة في قلبي كي أصبها انتقاما وجحيما على المستعمرين الغادرين"، خاتماً البيان بالآية القرآنية: "إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ".

كما توعد الشيخ الكعبي الأمريكيين، في كلمة له بالأمس في طهران خلال إحياء ذكرى شهداء قادة النصر قائلاً: "المقاومة الاسلامية في العراق تسير وفق استراتيجية وتكتيكات مدروسة بخطوات محسوبة ولدينا بفضل الله وعونه المزيد والمزيد وسيتحدث الميدان عن بطولات المجاهدين الذين نذروا أنفسهم للجهاد فإن لم يخرج الاحتلال الامريكي من العراق بإرادته سيخرج رغما عنه جثثا متعفنة". مشيراً إلا أنه تمّ مراجعة "ما تسمى بالاتفاقية الاستراتيجية سيئة الصيت بين العراق وامريكا مرارا وتكرار فوجدنا فيها فقرة تثبت ان الحكومة في حال ارادت انهاء المهزلة الامريكية وعدوانها على بلدنا  فلا يكلفها ذلك سوى ارسال بلاغ للجانب الآخر بانتهاء العمل فيها كما ورد في الفقرة الثالثة من نص هذه الاتفاقية المشؤومة، وعليه فإننا نطالب الحكومة العراقية باتخاذ موقف جريء وواضح وصريح امام الشعب والتأريخ وارسال هذا البلاغ الذي سيعيد السيادة للعراق ويحفظ امنه وشعبه ومقدراته، فإن قامت بذلك ولم يرحل الاحتلال فان المقاومة ستأخذ على عاتقها تصعيدا غير مسبوق للعمليات وستخرجهم رغما عنهم".

وشدّد الشيخ الكعبي على مشاركة المقاومة العراقية مع المقاومة الفلسطينية في المعركة قائلاً: "فليعلم العالم اننا لن نتخلى عن القدس ولن نتخلى عن فلسطين وشعب فلسطين، وأننا جزء من المعركة وسنستمر في استهداف المستوطنات الصهيونية والقواعد الامريكية نصرة لغزة وفلسطين... ويد المقاومة العراقية جاهزة تماما لاستخدام أحدث الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة". وهذا ما يبيّن أن المقاومة العراقية ستعمد الى تطوير هجماتها بشكل نوعي خلال الفترة المقبلة.

الرئيس السوداني: نحو تحديد ترتيبات انتهاء الوجود الأمريكي في العراق

أمّا على صعيد المواقف الرسمية العراقية، فكانت مواقف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لافتة ضد الهجوم الذي وصفه بالاعتداء والتصعيد الخطير على العراق، محملا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية هذا الاستهداف غير المبرر لجهة أمنية عراقية.

وفي كلمة له بمناسبة ذكرى قادة النصر، رسم الرئيس محمد شياع السوداني خارطة طريق للوجود العسكري الأمريكي في العراق قائلاً:

_ندين الاعتداءات التي تستهدف قواتنا الأمنية، وتتجاوز روح ونص التفويض الذي أوجد التحالف الدولي.

_إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزامٌ لن تتراجع عنه الحكومة.

_نؤكد موقفنا الثابت والمبدئيّ في إنهاء وجود التحالف الدولي بعد أن انتهت مبررات وجوده.

_ الحشد الشعبي يمثل وجوداً رسمياً تابعاً للدولة وخاضعاً لها وجزءاً لا يتجزأ من قواتنا المسلحة.

_نؤكد قدرة الحكومة واستعدادها لاتخاذ القرارات المناسبة في الحفاظ على سيادة العراق وأمنه واستقراره.

_الحكومة هي الجهة المخوّلة بفرض القانون، وعلى الجميعِ العمل من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق.

_الإدارة الأمیرکية ارتكبت فعلاً شنيعاً حينما قتلت نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. 

_اغتيال ضيف العراق الجنرال قاسم سليماني مثل مضربةً مضاعفة لبلدنا واعتداءً على دولتين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور