الإمام الخامنئي: للعراق دور مميز لوقف الحرب على غزة

في هذه المرحلة الحساسة التي تمرّ بها منطقتنا، أي خلال معركة طوفان الأقصى، التي لن يكون ما قبلها كما ما بعدها من تداعيات وتوازنات. تنشط أطراف محور المقاومة في تأمين ما يلزم من دعم سياسي ودبلوماسي للقضية الفلسطينية، في ظل العدوان الإسرائيلي الأمريكي الهمجي على قطاع غزة. ووفقاً لهذا الأمر، جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى الجمهورية الإسلامية في إيران، التي التقى خلالها كبار الشخصيات، في مقدمتهم قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي. وقد تخلّل الزيارة العديد من المواقف المهمة، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

دور العراق المميز لوقف الحرب

وبالعودة الى اللقاء الذي جمع الإمام السيد علي الخامنئي بالرئيس محمد شياع السوداني، فقد قال الإمام الخامنئي خلال اللقاء بأن العراق بما يمثّله من دولة مهمة في المنطقة، يستطيع أن يلعب دوراً مميزاً في الضغط السياسي على أمريكا والكيان الصهيوني لوقف الحرب، وأن يخلق خطاً جديداً في العالم العربي والعالم الإسلامي.، وأنه يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق أن يلعبا دورا ونفوذا في هذا المجال من خلال التنسيق فيما بينهم. مثمّناً المواقف الجيدة والقوية للعراق حكومة وشعبا في دعم شعب غزة.

وأشار الإمام الخامنئي إلى الوضع المؤسف في غزة وما يجرح قلوب كل الأحرار من هذه الجرائم والفظائع، مؤكداً بأن كل الدلائل تشير إلى تورط الأميركيين المباشر في هذه الجرائم. مبيناً بأنه إذا لم تكن هناك مساعدات عسكرية وسياسية من أمريكا، فلن يتمكن كيان الاحتلال من الاستمرار. وشدّد الإمام الخامنئي على أنه بالرغم من كل عمليات القتل الإسرائيلية التي تنفذ في غزة، فإن كيان الاحتلال هو الخاسر الحقيقي في هذا الأمر حتى الآن، لأنه لم يتمكن من استعادة سمعته المفقودة ولن يتمكن من ذلك في المستقبل. وتحدث قائد الثورة الإسلامية عن التعاون الثنائي بين الدولتين، في المجالين الاقتصادي والأمني، مؤكّداً على وجوب الاهتمام بمواصلة السعي إلى الاتفاقيات بنفس الحافز الأولي وعدم التباطؤ. وفي ختام اللقاء، أعرب عن خالص شكره لشعب وحكومة العراق ورئيس الوزراء نفسه، على حسن ضيافتهم وخدماتهم وأمنهم خلال الأربعين.

من جهته، أعرب رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني عن ارتياحه الكبير في اللقاء مع قائد الثورة الإسلامية، واصفاً عملية اقتحام الأقصى بأنها عملية بطولية أدخلت الفرحة على قلوب جميع المناضلين من أجل الحرية. مضيفاً بأنه إلى جانب هذه السعادة، يشعر الجميع بالحزن العميق بسبب المذبحة الوحشية في غزة، التي عدّها انتقاماً جماعياً من أبناء هذه المنطقة الصغيرة (أي أبناء قطاع غزة). وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن حكومة وشعب العراق، فضلا عن التيارات السياسية الداخلية، هم في طليعة الداعمين لشعب غزة، وأن حكومته قد بذلت جهودا سياسية واسعة النطاق لوقف الجرائم في غزة. منتقداً صمت المحافل الدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان إزاء هذه الجرائم. وحدّد السوداني مساره في الدعم السياسي للشعب الفلسطيني: أولاً عبر وقف العدوان، وفي الخطوة التالية إرسال المساعدات الغذائية والدواء لأهل غزة. أمًا بالنسبة للعلاقات الثنائية، فقد أكد رئيس الوزراء على الإرادة الجادة لحكومته في توسيع العلاقات مع إيران وتنفيذ الاتفاقيات.

ويُشار هنا الى أن اللقاء بين الإمام الخامنئي والرئيس السوداني قد سبقه، لقاء مع رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي بعد مراسم استقبال رسمية في العاصمة طهران جرى خلالها عزف النشيدين الوطنيين للبلدين، واستعراض حرس الشرف.