السبت 20 كانون الثاني , 2024 12:57

الأجواء العراقية لم تعد آمنة للطائرات الأمريكية

استهداف المقاومة العراقية لطائرة MQ-9

تتوالى الخسائر العسكرية الأمريكية في منطقتنا يوماً بعد يوم، مع استمرار واشنطن في إدارتها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وآخر هذه الخسائر إسقاط طائرة دون طيار من نوع MQ-9، من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، وهو ما يعدّ تطوراً نوعياً ولافتاً في مسار المواجهة، من خلال استخدام المقاومة لصاروخ مضاد للطائرات، ما يعني بأن الأجواء العراقية لم تعد آمنة للطائرات الأمريكية.

وجاء في بيان المقاومة الإسلامية العراقية أنه "استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة، ونصرة لأهلنا في غزة، ودفاعاً عن سيادة بلدنا وأجوائه المُستباحة من قبل طيران قوات الاحتلال، استهدف المجاهدون أمس الخميس 18/01/2024 في الساعة 18:45، طائرة مسيرة من نوع MQ9 تابعة للاحتلال الأمريكي في سماء محافظة ديالى، بالسلاح المناسب، كانت قادمة من قاعدة علي السالم في الكويت"، وهذا ما يدلّ على أن المقاومة في العراق لديها وسائل رصد وتعقب متطورة للطائرات العسكرية أيضاً، فالقاعدة الكويتية تبعد عن العراق مسافة ما لا يقلّ عن 80. كما أكّدت المقاومة الإسلامية في بيانها على "استمرارها في مواجهة ودك معاقل العدو، ونعدكم بالمزيد".

تأكيد أمريكي

وبعد ساعات من بيان المقاومة العراقية، أعلن مسؤول عسكري أميركي لوكالة فرانس برس عن تحطم طائرة أميركية بدون طيار شمال بغداد، بالقرب من قاعدة بلد الجوية، دون تحديد نوع الطائرة بدون طيار التي فقدت. وقال المسؤول بأن "قوات الأمن العراقية استعادت الطائرة. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات" (من سقوط حطام الطائرة على الأرض)، مضيفا بأن "التحقيق جار في سبب التحطم".

وبهذه العملية، يصبح عدد عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكية في العراق سوريا حوالي 157 عملية، منذ بدء العدوان الأمريكي الإسرائيلي على قطاع غزة.

رئيس الحكومة العراقية يجدّد الدعوة الى انهاء التحالف الأمريكي مهامه

من جهة أخرى، جدّد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني موقفه من انتهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في العراق، تحت ذريعة محاربة التحالف لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي. فخلال فعاليات منتدى دافوس الاقتصادي الدولي أكد الرئيس السوداني على جاهزية القوات المسلحة العراقية التي تشكّل "عامل استقرار للوضع في العراق، ومن أجل ذلك بدأنا بتنفيذ التزام للحكومة بترتيب حوار انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد". مشيراً الى أن قرار الحوار مع الإدارة الامريكية حول هذا الموضوع قد جاء "بعد الاعتداءات التي تحصل على المقار العراقية فنحن سندخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق"، مضيفاً بأن هذا الأمر "هو مطلب شعبي ورسمي وجادون بهذا الأمر، وانتهاء مهام التحالف الدولي ضروري لأمن واستقرار العراق واستمرار العلاقات الطيبة بين العراق ودول التحالف".

وفيما يتعلق بالعدوان على فلسطين/ كرّر السوداني بأن إشكاليات الشرق الأوسط الأمنية تتجاهل حقيقة نضال الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته وعاصمتها القدس. مضيفاً بأننا "أمام إبادة جماعية للفلسطينيين بغزة والمجتمع الدولي يتجاهل ذلك"، ومحذراً من "اتساع مساحة الصراع وقد اتسعت"، ومشدداً على "ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه فلسطين وضد الاحتلال".

وعليه يجب على إدارة بايدن أن تقلق بشكل جدي، فالمواقف الرسمية العراقية بالإضافة الى مواقف المقاومة الإسلامية في العراق، تحت مظلة التأييد الشعبي الواسع، ستشكّل عاملاً ضاغطاً على هذا الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، وربما نشهد الانسحاب الثالث والنهائي له.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور