الثلاثاء 06 شباط , 2024 04:30

قسد تتعرض لضربة قوية وقاسية!!

تلقت الميليشيا الإرهابية "قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة بـ "قسد" بالأمس الإثنين، التي يقوم عناصرها بحماية قواعد الاحتلال الأمريكية في سوريا، لضربة قوية وقاسية، بعدما تم استهداف منشأة تدريب قوات المهام الخاصة "الكوماندوز" التابعة لها، قرب قاعدة حقل العمر النفطي الأميركية بريف دير الزور الشرقي، بطائرة دون طيار انتحارية، فسقط لهم 7 قتلى فيما أصيب 20 آخرون بجراح بعضها خطيرة. وقد استطاعت الطائرة إصابة هدفها، بالرغم من أن قيام المضادات الجوية التابعة لجيش الاحتلال الأميركي بالتصدي لها، إلا أنها لم تتمكن من إسقاطها.

وقد أعترف المتحدث باسم قسد في تدوينة له على منصة "إكس" فرهاد الشامي، بأن الطائرة المسيّرة انفجرت في أكاديمية للقوات الخاصة تابعة للميليشيا في قاعدة أميركية في حقل العمر النفطي، وأدت الى مقتل 6 من مقاتليها (تحدثت مصادر سورية عن سقوط 7).

وعليه فإننا أمام أسلوب جديد من عمليات المقاومة الإسلامية في العراق ضد قواعد الاحتلال الأمريكية- إذا ما صحت اتهامات ميليشيا قسد بذلك – ستكون في غاية التأثير والفعالية، لأنها ستجعل وكلاء أمريكا في سوريا أمام واقع جديد وخطير جداً، قد يدفعهم الى إجراء مراجعات ضرورية حول مستقبلهم.

كما تُظهر العملية من جهة أخرى، بأن الطائرات المسيرة التي تمتلكها المقاومة العراقية، لديها قدرة كبيرة ومهمة، على تخطي منظومات الاعتراض والدفاع الجوي الأمريكية، وعلى إصابة أهدافها بدقة عالية.

وتُعرف قاعدة العمر بأنها أكبر القواعد الأمريكية في شمالي شرقي سوريا، كما تعدّ من القواعد الأمريكية التي تستهدفها المقاومة بشكل دوري، في إطار مساندتها للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة (بحدود مرتين في الأسبوع).

السفير الأمريكي فورد يدعو قسد الى التنازل في المفاوضات مع الدولة السورية

وفي موقف لافت يجب أن تعي جميع الجماعات التابعة لأمريكا أهميته – خاصةً في سوريا -، دعا السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد في لقاء متلفز مع شبكة "روداو" ميليشيا قسد، للتقارب من الدولة السورية. كاشفاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستنسحب من سوريا في العام أو العامين القادمين"، لافتاً إلى أن الضغط أو النفوذ الأمريكي في سوريا ضئيل جداً، لذا من المهم أن يدرك قادة قسد بضرورة تقديم تنازلات للحكومة السورية في المفاوضات.

وأشار فورد بأن سوريا منذ 10 سنوات (أي منذ العام 2014)، لا تشكل أولوية لبلاده، وحتى إدارة بايدن تعتبر سوريا قضية ثانوية، فيما "ملف أوكرانيا أكبر بكثير، وهناك تايوان وجمهورية الصين الشعبية، وهاتان تشكلان أولوية أكبر بكثير، وحتى الحرب في غزة الآن تشكل أولوية كبيرة لبايدن، أما سوريا ففي ذيل القائمة".

وعدّد فورد الأسباب التي تمنع الإدارة الأمريكية من الانسحاب من سوريا:

1)إدارة بايدن لا تريد مغادرة سوريا والظهور بمظهر الخاسر، لأن الجميع سيفهم بأنها انسحبت تحت ضغط من وصفهم فورد بـ"الميليشيات المتحالفة مع إيران" على القواعد الأمريكية في سوريا.
2)الجيش الأمريكي يريد إعداد قسد بشكل أفضل قبل انسحابه، لذا يحتاجون لوقت أكبر من تدريبها وإعدادها.

وشدّد فورد على أن قسد وقادتها سيرتكبون خطأ كبيراً جداً إذا اعتمدوا على الحماية الأمريكية. فواشنطن وفقاً له لم تتمكن من مساعدة "الجيش السوري الحر"، ولم تتمكن من مساعدة "الحكومة السورية المؤقتة" في جرابلس، كما لم تتمكن من دعم "فريق التفاوض السوري" في أستانا. لذلك ختم بأن الضغط أو النفوذ الأمريكي في سوريا بالعموم ضئيل جداً، لذا من المهم أن يدرك قادة قسد بـ"ضرورة تقديم تنازلات لحكومة النظام السوري في المفاوضات".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور