السبت 19 تشرين أول , 2024 02:24

هل تساعد أمريكا إسرائيل من خلال قاعدة حامات الجوية؟

قاعدة حامات

كشفت مصادر خاصة بالخنادق، عن معلومات تفيد بوجود نشاط أمريكي غير مسبوق، قد لوحظ في قاعدة حامات الجوية، التابعة رسمياً للجيش اللبناني، التي من المفترض ألا تكون قاعدة انطلاق أي عمل مشبوه – خاصةً لقوات أجنبية وأمريكية - يستهدف السيادة اللبنانية وسلامة أراضيها ويدعم عدو لبنان أي الكيان المؤقت، في ظل عدوانه الهمجي على هذا البلد وعلى العديد من دول المنطقة الصديقة للبنان.

فوفقاً لهذه المصادر الموثوقة، فإن قاعدة حامات الجوية تشهد حركة نشطة، يتخللها هبوط كثيف لطائرات شحن، ونقل لأفراد من قبل القوات الأمريكية. مضيفةً بأن الطائرات تكون محمّلة بجنود وضباط وذخائر، وبعض هؤلاء الجنود والضباط يستقلون سيارات ذات زجاج داكن، ثم يتنشرون في أماكن لبنانية بلباس مدني. كما أشارت المصادر، بأن هناك أيضا جنوداً وضباطاً يصلون عبر هذه القاعدة الى لبنان، ذوي ملامح شرق أوسطية وسمراء، مما يثير الشكوك أن يكونوا عناصر إسرائيليين تابعين لجهاز الموساد، وأنهم يقومون بالانتشار في الأماكن اللبنانية، وهذا ما قد يكون لتنسيق عمليات اغتيال قادة وأفراد المقاومة، أو ربما يكون لتنفيذ مهام استخباراتية وأمنية مختلفة.

هذه المعطيات، إذا ما أضفناها الى ما تم كشفه من أدوار أخرى تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان مؤخراً، لدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي ميدانياً واستخباراتياً، تشكّل معطى خطير للغاية، ينبغي على الدولة اللبنانية أولاً مواجهته، لأن الإدارة الأمريكية تستغل قاعدة عسكرية تابعة للجيش الوطني بالدرجة الأولى، والقاعدة الأمنية في مثل هكذا حالات تقول: "المتّهم مدان حتى تثبت براءته" وليس العكس كما في القاعدة الحقوقية.

30 ضابطاً من ال CIAوصلوا الى بيروت عبر مطار حامات

المصادر تؤكد للخنادق ان 30 ضابطاً من وكالة المخابرات المركزية الأميركية ال CIA قد وصلوا قبل أيام الى لبنان، على دفعتين كل دفعة 15 ضابطا، وقد انضموا إلى محطة بيروت التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، بهدف إضعاف المقاومة داخلياً والمشاركة في محاولة اغتيال قادتها، وبرز هذا الدور جلياً في محاولة اغتيال مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا. كما أن أجهزة الاستخبارات الغربية وفي مقدمتها الأمريكية، تركّز على جمع معلومات وتقديرات حول الوضع القيادي في حزب الله بعد اغتيال الأمين العام للحزب الشهيد السيد حسن نصر الله، والسعي لجمع معلومات حول التغييرات التي طرأت على الوضع القيادي والهيكلية العسكرية. فمثلاً كان لافتاً ما أورده البعض، عن اهتمام أمريكي لافت بعد حصول عملية اغتيال السيد نصر الله، بالحصول على معلومات تُفيد بمصير رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، حول إذا كان متواجداً أيضاً في مكان العملية أو لم يكن.

كما لا يٌخفي بعض المسؤولين الأمريكيين بكل وقاحة، وهم يتحدّثون لوسائل إعلامية عديدة، منها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بأنهم يقدمون مساعدات استخباراتية لكيان الاحتلال، قبل تنفيذ عمليات واعتداءات ضد لبنان. ففي آب / أغسطس الفائت، خلال عملية "يوم الأربعين" التي نفذتها المقاومة الإسلامية في لبنان، كشف مسؤول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز، بأن الولايات المتحدة قدمت عدداً من صور استطلاع بواسطة طائرات حربية وطائرات مسيرة إلى الاحتلال، في الغارات التي نفذتها على لبنان، فجر الأحد 25/08/2024، موضحاً بأن بعض صور المراقبة التي قدمت إلى إسرائيل، كانت لاستهداف منصات إطلاق صواريخ حزب الله. فهل تكون قاعدة حامات، أو غيرها مثل مطار رياق العسكري، قد استخدمت بشكل مباشر أو غير مباشر، لهبوط وإقلاع طائرات مسيرة أمريكية، لكي تقوم بعمليات استطلاع ومراقبة لمواقع مفترضة للمقاومة.

وقد سبق لموقع الخنادق في أحد المقالات منذ عامين تقريباً، أن أشار الى حركة القوات الأمريكية المريبة في هذه القاعدة، خاصةً وأن هذه القاعدة تتميز بالعديد من الصفات أبرزها:

_امتلاكها لمدرج بطول 2 كم يمكن زيادته حتى 4 كم، وبعرض 100 تقريباً، ما يعني إمكانية استقباله لطائرات الشحن الكبيرة وحتى للطائرات النفاثة بعد إجراء تعديلات إضافية عليه. وذلك بسبب مدرجه الصخري وموقعه القريب من البحر، بحيث تنطلق الطائرات منه لتصبح فوق البحر مباشرة وعلى علو شاهق، وهذا ما أعطاه مميزات تعتبر نادرة عالمياً.

_تبعد القاعدة عن:

1)أقرب نقطة للشاطئ في المنطقة القريبة من القاعدة، والتي تجرى فيها العديد من المناورات:800 متر تقريباً.

2)خليج طبرجا وجونية: حوالي 27 كم (حيث تتحدث بعض الأوساط الإعلامية عن تواجد مراكز مشرفة على البحر لعناصر أمريكيين).

3)موقع السفارة الجديد: 39 كم.

4)فلسطين المحتلة: 143 كم.

5)قبرص: 165 كم.

6)مطار القليعات: 44 كم.

7)مطار رياق: 55 كم.

8)الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا: ما بين 48 و80 كم، ما يسمح بتنفيذ جولات استطلاعية بالطائرات المسيرة (من نوع سكان إيغل أمريكية الصنع مثلاً) انطلاقاً من هذه القاعدة.

كيف يمكن لأمريكا مساعدة إسرائيل انطلاقاً من لبنان؟

يمكن الاستنتاج بعد كل ما ذُكر بأنه يُمكن لأمريكا جداً، مساعدة إسرائيل انطلاقاً من لبنان، مستفيدة من علاقاتها المشبوهة مع بعد الشخصيات اللبنانية التي تشغل مواقع رسمية.

أمّا كيف يمكن لها مساعدة إسرائيل، انطلاقاً من لبنان، فمن خلال عدّة مجالات أهمها:

_استخدام القواعد العسكرية الأميركية ولحلفائها كمنصات رئيسية لعمليات الاستخبارات:

فيمكن استخدام قاعدة حامات أو قاعدة رياق، أو بعض المنشآت فيهما كمرافق حيوية لعمليات الاستخبارات التي تستهدف حزب الله. بحيث تقوم واشنطن بإرسال قدرات استخبارات ومراقبة واستطلاع متقدمة (ISR) الى هذه القواعد، أو استخدام طائرات دون طيار لجمع إشارات استخباراتية (SIGINT) واستخبارات جغرافية مكانية (GEOINT) حول تحركات حزب الله في جنوب لبنان وسوريا.

ولا يخفى على أحد، بأن للجيش اللبناني عدة قواعد في مختلف أنحاء لبنان، بعضها يقع في مناطق تتركز فيها أنشطة حزب الله، مثل وادي البقاع وجنوبي لبنان. وتوفر هذه القواعد العسكرية ميزة جغرافية قيمة لمراقبة عمليات حزب الله، لأنها تقع بالقرب من المناطق التي فيها الحزب. ما يسمح لها بتفعيل الاستخبارات الجغرافية المكانية ومراقبة البنية التحتية لحزب الله، مثل مواقع إطلاق الصواريخ والأنفاق تحت الأرض ومستودعات الأسلحة. فعلى سبيل المثال، يعد وادي البقاع منطقة رئيسية حيث يزعم الاحتلال بأن المقاومة تخزن هناك الكثير من ترسانتها الصاروخية. لذلك من خلال استخدام قواعد الجيش اللبناني كمواقع عمليات متقدمة، يمكن للولايات المتحدة مساعدة إسرائيل في رسم خرائط القدرات العسكرية لحزب الله وتحديد الأهداف للضربات الاستباقية إذا لزم الأمر.

وتستطيع واشنطن استخدام هذه القواعد بكل سرية، ونفي حصول ذلك -فيما لو كُشف -، طالما أنها لم تشارك بشكل مباشر علني بأي عمل عسكري ضد حزب الله.

_الاستفادة من الوجود العسكري والاستخباراتي لدول حليفة لها في لبنان: بحيث تستفيد الولايات المتحدة من ترتيبات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حلفائها الأوروبيين ومن دول أعضاء حلف الناتو، مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، للحصول على معلومات استخباراتية بشرية قيمة، وللعمل كقناة لتبادل المعلومات حول أنشطة حزب الله معها.

_الاستخبارات البشرية (HUMINT): في حين أن استخبارات SIGINT وGEOINT لا تقدر بثمن، تظل الاستخبارات البشرية (HUMINT) أداة رئيسية في الاستخبارات. فيمكن للولايات المتحدة استخدام شراكاتها مع قوات الأمن اللبنانية لجمع المعلومات البشرية عن أنشطة حزب الله.

_الاستفادة من أبراج المراقبة البريطانية (36 برجا)على الحدود السورية اللبنانية من أجل مراقبة خطوط إمداد حزب الله، والحد من قدرته على إعادة إمداد قواته في جنوب لبنان.

_العمليات الخاصة: لا يمكن نفي إمكانية استخدام الولايات المتحدة لقواعد الجيش اللبناني لتسهيل العمليات الخاصة عبر الدعم اللوجستي، بهدف تحييد الأصول العسكرية للمقاومة. فهذه العمليات، التي قد تنفذها قوات خاصة أميركية أو عملاء الموساد، يمكن أن تستهدف مستودعات الصواريخ ومراكز القيادة والبنية الأساسية الحيوية الأخرى لحزب الله. ولا يتطلب الأمر أي مشاركة أو حتى علم من قبل القوات المسلحة اللبنانية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور