يستعرض هذا المقال الذي نشره موقع "طهران تايمز" باللغة الإنكليزية، وترجمه موقع الخنادق، ما وصفه بالحصار المفروض على لبنان. مسلطاً الضوء على أنه في ظل العدوان الإسرائيلي الواسع على لبنان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتهديدات المستمرة باستهداف المرافق الحيوية، تحاول وسائل إعلام معادية لحزب الله بشكل لافت في تسليط الضوء على مطار بيروت الدولي، الذي يعتبر منفذاً أساسياً يعتمد عليه لبنان اقتصادياً وسياسياً وسياحياً، بزعم أنه تحت سيطرة حزب الله. كما أظهر المقال، بعض ما تقوم به الإدارة الأمريكية من خطوات تشارك من خلالها في محاولة حصار لبنان. مذكراً ومحذراً واشنطن من حقبة الثمانينيات، التي خرجت فيه القوات الأمريكية من لبنان، تحت ضربات رجال وقادة في المقاومة، الذين استشهد العديد منهم، لكن لديهم خلفاء حاضرين للمواجهة، إذا ما قرر الرئيس الأميركي الجديد الانخراط مباشرة في الحرب الحالية.
النص المترجم:
إن تبرير أي عدوان على المطار هو في حد ذاته دعاية عدائية، تروج لها وسائل إعلام مفلسة أخلاقياً، دون أدنى مسؤولية إنسانية.
ويبدو أنهم يحملون شعلة لصب الزيت على نار الفتنة.
هذه الأسطورة الملفقة ليست جديدة، حيث ادعى بنيامين نتنياهو سابقاً من على منصة الأمم المتحدة أن حزب الله يستخدمه "لتخزين الصواريخ والمتفجرات".
في تقرير استفزازي بتاريخ 23 حزيران / يونيو 2024، نقلت صحيفة التلغراف عن قوات الاحتلال الإسرائيلي زعمها في بيان أن "استراتيجية حزب الله لإخفاء الأسلحة والعمل من الأحياء المدنية تنبع من نواياه في استدراج جيش الدفاع الإسرائيلي لاستهداف هذه المناطق المدنية في أوقات التصعيد ... إذا استهدف حزب الله المدنيين الإسرائيليين من هذه المواقع، فلن يكون أمام جيش الدفاع الإسرائيلي خيار سوى الرد، مما قد يعرض المدنيين اللبنانيين للخطر، مما يتسبب في غضب دولي تجاه جيش الدفاع الإسرائيلي".
وفي انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية، قام الملحق العسكري في السفارة الأميركية في بيروت بجولة في المطار للتأكد من عدم وجود حزب الله.
كما أمرت السفارة بمنع الخطوط الجوية العراقية من نقل المساعدات إلى لبنان ما لم يتم فحصها في الأردن.
كما هددت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية بعدم نقل الجرحى من لبنان لتلقي العلاج في الخارج تحت طائلة العقوبات، علماً أن السفارة الأميركية تتلقى يومياً بيانات عن المسافرين من وإلى بيروت من اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA).
ومن المخالفات الأخرى التي ارتكبتها السفارة فتح طريق خاص مجاور لقاعدة حامات الجوية التابعة للجيش اللبناني بحجة الاستعداد لإجلاء المواطنين الأميركيين إذا تطلبت التطورات ذلك، علماً أن خطة الإجلاء الأساسية تقضي باستخدام ميناء جونيه.
ومن الجدير بالذكر أن قاعدة حامات الجوية تم بناؤها عام 1976 بجهود مباشرة من الرئيس بشير الجميل (حليف إسرائيل) لتكون مطاراً خاصاً للمناطق الموالية لإسرائيل. في عام 2011، قامت السفارة الأميركية بتمويل توسيع القاعدة، بإضافة المزيد من الحظائر ذات السعة الكبيرة وتجهيزها برادارات وأجهزة مراقبة حديثة.
ويزعم بعض المحللين أن مطارات لبنان العسكرية ليست مهمة للجيش الأميركي لأنها صغيرة نسبيا مقارنة بقواعده العسكرية في سوريا (قاعدة التنف)، والعراق (قاعدة عين الأسد)، والأردن، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتركيا، والخليج. لكن من يعرف مدى القلق الذي يسببه حزب الله يدرك مدى حرص واشنطن على احتلال حتى أمتار قليلة في أي منطقة لبنانية، خاصة إذا كانت بعيدة عن مناطق مؤيدة لحزب الله.
في صباح 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983، فجرت شاحنة مرسيدس صفراء محملة بخمسة أطنان من مادة تي إن تي شديدة الانفجار مقر مشاة البحرية بالقرب من مطار بيروت، مما أدى إلى تدميره ومقتل 241 أميركيا، بينهم 220 من مشاة البحرية. وبعد دقائق، تم تفجير مقر المظليين الفرنسيين في الرملة البيضاء، مما أدى إلى مقتل 58 منهم.
في السابع من شباط / فبراير 1984، تم نقل قوات المارينز من قواعدهم في مطار بيروت إلى السفينة الحربية يو إس إس نيوجيرسي، التي قصفت مناطق عديدة في لبنان رداً على ذلك. لكن العمليات البطولية استمرت حتى أعلن الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان الانسحاب النهائي من لبنان في السادس والعشرين من شباط / فبراير 1984.
وبعد سنوات قليلة، اتضح أن الخلايا الأولى لحزب الله ـ التي أنشئت حديثاً بإمكانيات متواضعة ـ كانت وراء ذلك، وتحديداً الشهيد عماد مغنية، والشهيد السيد فؤاد شكر، والشهيد السيد مصطفى بدر الدين، والشهيد إبراهيم عقيل، وغيرهم كثيرون.
ومن هنا، فإذا قرر الرئيس الأميركي الجديد الانخراط مباشرة في الحرب الحالية، أي عدم الاعتماد فقط على وكيله "إسرائيل"، فإن الآلاف ينتظرونه، ومن بينهم خلفاء الشهداء المذكورين وحراس نهج السيد نصر الله المقاوم.
المصدر: طهران تايمز - Tehran times
الكاتب: غرفة التحرير