شهدت العلاقات السورية الإيرانية خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً على غير صعيد، رغم الجهود الضخمة التي بذلتها الولايات المتحدة والدول الغربية منذ بدء الحرب على سوريا لضرب هذا التحالف العميق. فالتعاون العسكري الذي أثبت فعاليته واستطاع تحقيق إنجازات ضخمة غيّرت مسار المشروع الذي كان يُحضّر له في المنطقة، عملت الدولتان على استكماله على غير مستويات، كالسياسية والأمنية والدفاعية واهمها الاقتصادية، والتي كانت في صلب مشروع "ضرورة النهوض" وافشال خطة "عزل سوريا" وضربها اقتصادياً. الأمر الذي سمح بالتالي بحدوث مشهد التدفق العربي والأجنبي الأخير في محاولة تقديم أوراق اعتماد جديدة بغية المشاركة في إعادة الاعمار بعدما كانت الدعوات قبل الحرب وأثنائها بضرورة مقاطعة دمشق.
قبل سنوات، أشار الرئيس السوري بشار الأسد إلى ان "مَن سيساهم في إعادة إعمار سوريا هي الدول التي وقفت إلى جانبها، وأن مَن سيُعيد إعمار سوريا هم السوريون أنفسهم". فإيران التي كانت أول الدول التي استجابت لدعوة الشعب السوري بالمساعدة في وجه وقف المشروع الوهابي الإرهابي، عززت طيلة الفترات الماضية سبل التعاون الاقتصادي مع دمشق حيث جرى توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بالتزامن مع تطور نظام الدفع المالي، بين إيران والدول الأوروبية، كما تم الكشف عن سلسلة مشاريع هامة بينهما تحدث عنها رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة حينها، كيوان كاشفي، منها انشاء مركز إيراني تجاري في سوريا وتأسيس شركة نقل مشتركة بين إيران والعراق وسوريا تعمل على نقل البضائع من طهران على دمشق.
في السياق، افتتح اليوم الاثنين، معرض المنتجات الإيرانية الثاني في دمشق، في مدينة المعارض، حيث تشارك فيه 164 شركة صناعية وتجارية إلى جانب 70 شخصاً من جهات حكومية وقطاع خاص.
كما يرافق هذا المعرض عقد اجتماعات اللجنة التجارية المشتركة واللجنة الصناعية المشتركة وملتقى الفرص الاستثمارية ولقاءات رسمية بين الوفد الإيراني وعدد من الوزارات والجهات السورية. حيث يشكل هذا المعرض أيضاً والفعاليات المرافقة له فرصةً للقاء رجال الأعمال السوريين والإيرانيين لبحث سبل لتعزيز التعاون المشترك.
والمعرض الذي يقام على مساحة 4590 متراً مربعاً سيشهد عرض العديد من المجموعات السلعية التي تشمل مواد الإنشاء والبناء والتصاميم المعمارية والمعدات الطبية ومعدات النفط والغاز والبتروكيمياويات والأدوات الزراعية إضافة إلى الأغذية والمنسوجات والسيارات وغيرها.
وزير الصناعة والمناجم والتجارة الايراني سيد رضا فاطمي آمين أكد "أن هناك إمكانيات كبيرة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيران...ستكون لدينا خلال الزيارة إلى سورية مقترحات جيدة تناسب إمكانيات وظروف البلدين وتشكل منعطفا مهما بالنسبة للعلاقات الثنائية".
من جهته، أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل أن "زيارة الوفد الايراني تأتي في إطار استمرار التواصل والتنسيق بين الجانبين لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات مع التركيز بشكل رئيسي على الجانب الاقتصادي في المجالات التجارية والصناعية والاستثمارية". موضحاً إلى ان " الزيارة ستشهد لقاءات مهمة على مستوى الفعاليات الرسمية وأيضا افتتاح معرض المنتجات الإيرانية الثاني في دمشق بمشاركة 164 شركة إيرانية من مختلف القطاعات تنقل معها خبرات وقدرات كبيرة تتمتع بها إيران في مجالات متنوعة تحتاجها سورية".
الكاتب: غرفة التحرير