في العام 2000، أشعل اقتحام رئيس وزراء الاحتلال اليميني أرائيل شارون للمسجد الأقصى شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واليوم تُذكّر الأحداث في حيّ الشيخ جرّاج بدور أعضاء الكنيست وخاصة اليمين المتطرف بأجواء اجتماع عوامل انتفاضة ثالثة.
فمع عودة التهويد الى "الشيخ جرّاح" وإقدام قوات الاحتلال على هدم المنازل الفلسطينية وإخراج الأهالي منها، يقتحم عضو الكنيست إيمتار بن غفير (يميني متطرّف) الحي ويفتتح مكتبه داخله للمرة الثانية، كما يحشد مئات المستوطنين المتطرفين لاقتحام الحي أيضاً والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وسط تصدّي شعبي واسع أدى الى الاشتباك المباشر، وأعاد "الشيخ جراّح" الى واجهة القضايا الفلسطينية التي يمكن أن تؤدي الى معركة "سيف القدس" الجديدة.
بن غفير: اضطهاد الفلسطينيين والتطرّف
شارك بن غفير وارتبط اسمه في كل الأحزاب اليهودية المتطرفة بدءا من "موليدت"، الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين من المناطق التي احتلها الكيان الإسرائيلي عام 1948، مرورا بحزب "كاخ" المصنف إرهابيا بحسب "القانون الإسرائيلي"، وصولا إلى حزب "الصهيونية الدينية" الذي أدخله إلى الكنيست في إبريل/نيسان 2021.
درس بن غفير القانون وحصل على شهادة مزاولة المحاماة، فاستثمرها في التحريض ضد الشعب الفلسطيني، وبرز كـ "مدافع عن عناصر اليمين المتشدد والمستوطنين المتهمين بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين سواء القتل أو سلب الأراضي. وكذلك يقف بن غفير في المحاكم من أجل "الدفاع" عن فرض الأحكام العالية بحق الفلسطينيين الذين يقدمون على عمليات المقاومة ضد المستوطنين وجنود جيش الاحتلال.
وهو مؤسس جماعة "لاهافا" اليمينة المتطرّفة التي تنظّم مسيرات الاقتحام لباحات المسجد الأقصى والتي تطلق الشعارات المناهضة للعرب والإسلام، وكان لها الدور الكبير في أحداث هبّة العامود في نيسان الماضي قبل اندلاع معركة "سيف القدس".
غشية الاحتلال من التصعيد مع الفصائل
ومن ناحية أخرى، ينتقد الاعلام العبري ممارسات و"غطرست" بن غفير في "الشيخ جرّاح" غشية من إشعال مواجهة جديدة – قد لا يتحمّلها كيان الاحتلال لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي - مع فصائل المقاومة في غزة أو مواجهة تتوحّد خلالها الجبهات الفلسطينية من كل المناطق. ويشير الاعلام العبري الى أن "العناصر اليمينية تفرض أجندتها في حي الشيخ جراح، ممثلة بعضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير، الذي يجر الدولة بأسرها لمواجهة أخرى غير ضرورية... بن غفير بسلوكه الأرعن هذا، فتح عيون فلسطينيي48 للمطالبة بشروط ومطالب جديدة داخل الخط الأخضر، لأننا لم نعد أمام مسألة قانونية، بل سياسية بحتة، وجرح نازف أصبح في السنوات الأخيرة محط تركيز كبير في الحملات ضد إسرائيل".
ولا تزال المواجهة في حي الشيخ جراح الذي يحاول الاحتلال السطو على أراضيه وتهجير أهله قائمة وسط تحذيرات الفصائل من تخطي الاحتلال الخطوط الحمراء!
الكاتب: غرفة التحرير