السبت 17 نيسان , 2021 10:24

هل نجحت زيارة الحريري الى روسيا!

أكد الكرملين خلال زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو، على موقفه المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله، فهل نجحت الزيارة؟

مع كل أزمة يشهدها لبنان تتجه أنظار اللبنانيين نحو استجرار الدعم الدولي لا سيما من القوى الأكثر "حضوراً" على الساحة اللبنانية، وتأتي في الطليعة الولايات المتحدة، فرنسا وروسيا التي كانت الوجهة الأخيرة للرئيس الملكف بتشكيل الحكومة سعد الحريري.

الزيارة حملت بُعدين: الأول اقتصادي، والثاني سياسي، فالحريري أولاً بحاجة لمشاريع اقتصادية تساهم في إنقاذ الوضع الاجتماعي والاقتصادي في لبنان ليفتتح بها عهد حكومته، ويظهر فيها بصورة الفاتح المنقذ لشعبه، ومن ثم يفتح الباب للاستثمار في إعادة إعمار سوريا من البوابة الروسية لانقاذ مؤسساته المالية المنهارة وإعادة إنعاشها، إضافة الى ترميم الشرخ الحاصل بين قيادة تيار المستقبل وقاعدته الشعبية، وثانياً من أجل كسب مظلّة روسية يستطيع بها إعادة "كسب الود" السعودي بعد فتور العلاقة بين الحريري وولي العهد محمد بن سلمان، وكانت من أبرز صورها امتناع الأخير عن مباركة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.

إذن بعد جولة على العديد من عواصم العالم حط الحريري في روسيا، غير أن الزيارة لم تتوّج بلقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم الاكتفاء بإجراء اتصال هاتفي من مقر إقامة الحرير في قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية.

مستشار الحريري جورج شعبان أوضح أن ذلك لم يكن إلا بسبب الاجراءات الوقائية من فايروس كورونا التي يتّبعها الكرملين، مشدّداً على انه قد جرى استقبال الحريري بصفته "رئيس حكومة لبنان".

مصادر أعادت سبب ذلك إلى نية روسيا الحفاظ على العلاقة "المريحة والودية" مع لبنان، وكانت ستستقبل أي رئيس مكلف على أنه رئيس حكومة فعلي إذا ما تمّ التوافق عليه رئيساً مكلفاً بموجب استشارات نيابية.

وكان لافتاً محاولة الاشارة إلى مدة الاتصال الذي استمر لخمسين دقيقة كترويج لفكرة التقارب بين الرجلين كما جاء في البيان الرسمي عن مكتب الحريري، والذي تابع أيضاً أن الاتصال قد تطرّق للأزمة الحكومية في لبنان، وآفاق التعاون بين بيروت وموسكو في مجال مكافحة جائحة كورونا، وإمكانية تزويد روسيا للبنان باللقاح اللازم.

من جهته، أفاد الكرملين في بيان بأن: "الحريري أطلع بوتين على تطورات الوضع الداخلي في لبنان، كما على الإجراءات المبدئية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة وتخطّي الأزمة الاقتصادية"، وقد جرى التأكيد من قبل الجانب الروسي على موقفه المبدئي في دعم سيادة لبنان واستقلاله.

كما التقى الحريري رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مقر رئاسة الوزراء الروسية، شرح خلاله الحريري صعوبة الوضع في تشكيل الحكومة من الإختصاصيين حتى يتم القيام باصلاحات جيدة والتي من جهتها ستفتح الباب أمام الشركات الروسية للاستثمار بشكل أوسع في لبنان.

وفي السياق ذاته، دعت روسيا بقية الأفرقاء اللبنانيين إلى زيارتها للبحث بتشكيل الحكومة على رأسهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي سيزور موسكو نهاية الشهر الحالي.

تختلف القراءة المحلية لأبعاد زيارة الحريري إلى موسكو، فمنهم من اعتبرها شخصية لكسب دعم روسيا له، ومنهم من اعتبرها كوةً في جدار الأزمة اللبنانية، وهي انجاز على طريق الحل، لكن الثابت في الأمر أن موسكو لن تدعم أي رئيس حكومة لا يحظى بتوافق دولي، فهل أعطت موسكو الحريري ما أراده من الزيارة؟ وهل كانت واشنطن راضية عن الزيارة؟ ألم يختار الحريري التوقيت غير المناسب للزيارة في ظل التوتر والاشتباك السياسي والإعلامي الراهن بين موسكو وواشنطن على خلفية قضية أوكرانيا والقرم؟


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور