ما زالت السلطة الفلسطينية مصرة على التنسيق الأمني مع كيان الاحتلال، على الرغم من تصاعد العدوان الإسرائيلي على المقدسيين والمسجد الأقصى من جهة، وعلى قطاع غزة من جهة أخرى، فالسلطة تحافظ على الاتصال بين أجهزتها الأمنية وأجهزة أمن الكيان، من تحت الطاولة ومن فوقها، ضد المقاومين ومنفذي العمليات البطولية. آخر عمليات التنسيق كان عبر مساعدة "جهاز الشاباك" في اعتقال منفذ عملية الزعترة البطولية "منتصر شلبي".
أما على الصعيد السياسي، فإنها تكتفي بالإدانات وتحميل الكيان الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تداعيات حربها المفتوحة على القدس ومواطنيها الفلسطينيين"، مشددة على أهمية الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي الذي دعت إليه السلطة الفلسطينية.
اما حركة حماس، فقد أعلنت من خلال رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية"، أن معادلة ربط غزة بالقدس لن تتغير، مؤكداً أن القدس رسخت ميزان قوة جديد سياسيًا وجماهيريًا وميدانيًا على المستوى الداخلي والخارجي. وشدد هنية على أن قرار الحركة هو الاستمرار ما لم يوقف كيان الاحتلال، كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى المبارك.
بالتزامن وجهت حركة الجهاد الإسلامي بياناً، أكدت فيه على قرار الرد على الاعتداءات الٍاسرائيلية في القدس، واستنكرت فيه الأنظمة التي تطبع مع الاحتلال، لأن صمت هذه الأنظمة التطبيعية، يساعد الاحتلال في التمادي باعتداءاته. ودعت الحركة إلى تصعيد الانتفاضة، وتوسيع الغضب الشعبي الفلسطيني في كل مكان، لمؤازرة المقدسيين عبر الاشتباك مع قوى الاحتلال عند كل نقاط التماس والمواجهة. كما انتقدت الجهاد الصمت المريب للمنظمات الدولية التي تبرر جرائم الإسرائيليين.
الردود الخارجية
أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد واكبت التطورات الفلسطينية من خلال تصريحات المسؤولين فيها، وأبرز هذه التصريحات هي تغريدتين لحساب الإمام السيد علي الخامنئي على تويتر، حيث نشر الحساب مقتطفات جاءت في كلمة الإمام خلال يوم القدس، و التي قال فيها:" الفلسطينيون، سواء في غزة أم في القدس أم في الضفة الغربية وسواء كانوا في أراضي 1948 أو في المخيمات، يشكلون بأجمعهم جسداً واحداً، وينبغي أن يتجهوا إلى استراتيجية التلاحم، بحيث يدافع كلّ قطاع عن القطاعات الأخرى، وأن يستفيدوا حينَ الضغطِ على تلك القطاعات من كل ما لديهم من مُعدّات". ثم بعد تطور الأحداث، ورد فصائل المقاومة بقصف الصواريخ، قام الحساب بنشر تغريدة أخرى جاء فيها:” إنّ مجاهدات الفلسطينيين والدماء الطاهرة لشهداء المقاومة استطاعت أن تُضاعف مئات المرات القدرة الذاتية للجهاد الفلسطيني. إنّ الشابّ الفلسطيني كان يدافع عن نفسه يوماً بالحجارة، واليوم فإنه يردّ على العدوّ بإطلاق الصواريخ الدّقيقة".
وفي تغريدة أخرى اليوم قال السيد الخامنئي: سلام على أحرار العرب وأهل فلسطين وأهل القدس المقاومين والمرابطين في الاقصى. بالإضافة إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مؤكداً له بأن إيران لن تتخلى عن واجبها تجاه القدس والمسجد الأقصى. من ناحية أخرى أفادت الخارجية الإيرانية، أنها رفعت تطورات القدس إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما اليمن، فبارك الناطق باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام، عملية الرد العسكري والصاروخي للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. مشددا في بيانه على دعم المقاومين في مواجهتهم للاحتلال، ومؤكداً بأن هذا هو السبيل الصحيح والخيار العملي الفعال لردع الكيان.
وأدانت العديد من الدول الاعتداءات الإسرائيلية على القدس، عبر بيانات مسؤوليها الرسميين مثل: تركيا، مصر، الأردن، الجزائر، وإندونيسيا.
كما تضامنت العديد من شعوب الدول العربية والإسلامية، رغم صمت حكوماتهم مثل: السودان وموريتانيا وسريلانكا.
وكان لافتاً بيان نواب في الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنوا فيه عن ذعرهم من عنف هجمة القوات الاسرائيلية على المسجد الأقصى، واستمرار الهجمات العنيفة على الشعب الفلسطيني خلال شهر رمضان المبارك. وصدر هذا البيان المشترك حول القدس، عن أعضاء مجلس النواب: إلهان عمر، رشيدة طليب، واندريه كارسون وغيرهم.
وأكّدوا أن ما يجري من أحداث حالياً يتزامن مع خطط الحكومة الإسرائيلية بطرد الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. ووصفوا هذه الخطوة بأنها انتهاك مباشر للقانون الدولي ومعاهدة جنيف والحقوق الانسانية الأساسية.
ودعا البيان الولايات المتحدة لاتخاذ موقف لحماية الحقوق المدنية للفلسطينيين وحماية الأرواح، واصفا التقديمات الأمريكية السابقة على هذا الصعيد، بأنه مجرد وعود كلامية حول دولة فلسطينية بينما تستمر مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات والتهجير القسري.
الكاتب: غرفة التحرير