نصرةً للقدس وتأكيداً على موقفهم المبدئي حيال القضية الفلسطينية، خرج اليمنيون مباركين إنجازات الشعب الفلسطيني في صد العدوان الإسرائيلي على غزة، في مسيرات ملأت الساحات الست. ولأن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأمة أكبر بكثير من الوقفات التضامنية والشجب، أعلن مجلس التلاحم القبلي عن فتح معسكرات التدريب لأبناء القبائل بما اعتبره "التضامن الحقيقي مع فلسطين". وهذا ما أشار إليه ممثل حركة الجهاد في اليمن: "لو أتيح للسيد عبد الملك أن يقاتل في فلسطين لأخذ سلاحه وقاتل هناك ومن ورائه هذا الشعب اليمني العظيم".
بعيد زيارة مكتب الجهاد الإسلامي في صنعاء، معزين ومهنئين، أعلنت القبائل اليمنية على لسان رئيس مجلس التلاحم القبلي، ضيف الله رسام التعبئة العامة القبلية لنصرة فلسطين. وقال رسام في حديث لموقع "الخنــادق" أن اليمنيين اليوم "أكثر وعياً وادراكاً لحجم المسؤولية وحجم الخطر الذي يداهم الأمة نتيجة تقصيرها في التحرك إلى جانب إخواننا الفلسطينيين". مشيراً إلى انهم مستعدين "لتحمل مسؤولية القيام ونصرة القضية الفلسطينية كقضية رئيسية غير مبالين بردود الأفعال سواء من الصهيونية والأميركية او الخليجيين لكننا. اليوم نقدم وثيقة العهد للإخوان في الفصائل الفلسطينية للقيام بكل ما يكلفنا ذلك من أثمان وتضحيات".
وعن الزخم القبلي والاقدام الواسع للالتحاق بمعسكرات التدريب، يشدد رسام على انه "اذا تحركت القبائل لن تستطيع دوائر الدولة في صنعاء استيعاب المجندين في هذا الباب لان كل القبائل يشعرون بالمسؤولية امام إخواننا المحاصرين في غزة والضفة الغربية ومقدساتنا التي تنتهك".
وأكد رسام على ان الدور الذي يلعبه الشعب اليمني لا يقتصر على الرجال بل النساء ايضاً اللواتي يدفعن بأولادهن وأزواجهن للمبادرة في القتال ان كان على الجبهات والتصدي للعدوان او لنصرة القضية الفلسطينية. لافتاً إلى ان الحديث يشمل مختلف القبائل اليمنية ولا يقتصر على منطقة معينة.
يتموضع اليمن في صلب الصراع الدولي نظراً لأهمية موقعه الجغرافي أولاً، والحرب التي أنتجت حركة "انصار الله" كقوّة أمر واقع مؤيّدة ومناصرة وتدين بالولاء لفلسطين في قلب محور التطبيع العربي، مع إعلان قائد الحركة، السيد عبدالملك الحوثي اليمن جزءاً من المعادلة الإقليمية التي أعلن عنها أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2021. في حين ان زخم التطوير والتدريب العسكري الذي بدأت به الحركة منذ الأيام الأولى للحرب، حافظ على مستوياته. اذ انه لا زال مستمراً بأحد جوانبه في إحدى الدول العربية.
من جهته، أكّد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشّاط، تأييد اليمن، قيادة وحكومة وشعباً، لكل الخيارات التي تتخذها قيادة المقاومة الفلسطينية "لردع العدو الصهيوني"، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف "مساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة ودعمها بالمال والسلاح ومقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية".
وأدان البيان الختامي لمسيرة "ثأر الأحرار" صمت المجتمع الدولي إزاء ما ارتكبه كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، معتبرين ان الولايات المتحدة شريكاً أساسياً لإسرائيل في العدوان. وإذ شجب البيان "حالة النظام العربي الرسمي البائس والمخزي"، مؤكّداً على أن "الشعب اليمني سيبقى في حالة استنفار شعبيّاً وعسكريّاً وفي جهوزية عالية في أي مرحلة من مراحل الصراع للمشاركة الفعلية والمباشرة"، داعيًا "شعوب الأمة لأن تتحمل المسؤولية وتتحرك بكل قوة لدعم حركات المقاومة الفلسطينية ونصرة فلسطين والقدس".