هل يغتنم ابن سلمان الفرصة ام سيواصل المراوغة!

محمد ابن سلمان

لعل من أبرز الأحداث التي حصلت في المنطقة خلال العام الجاري هو الاعلان عن الهدنة في اليمن وتوقف العدوان السعودي المتواصل منذ 8 سنوات على هذا البلد الشقيق والجار، مع كل ما ارتكبه النظام السعودي من جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب بحق الشعب اليمني الذي دفعته الحاجة للدفاع عن نفسه وتطوير قدراته العسكرية والامنية وتسديد الضربات القاسية الى الجيش السعودي ومن معه من مرتزقة الداخل والخارج.

وارتفعت قدرات اليمن حتى وجه ضربات عديدة الى العمق السعودي والاماراتي موجهاً إنذارات أبعد من الرياض وابو ظبي وصلت صداها الى كيان العدو الاسرائيلي، مع الإعلان المتكرر لقائد أنصار في اليمن السيد عبد الملك بدر الحوثي ان أنصار الله هم جزء من محور المقاومة وضمن أي معركة كبرى قد تحصل لتحرير فلسطين.

كل ذلك دفع النظام السعودي وعلى رأسه صاحب القرار الفعلي فيه ولي العهد محمد بن سلمان للتفكير جديا بـ"النزول عن الشجرة" التي صعد إليها يوم قرر شن العدوان الظالم على اليمن بحجج واهية، وراح ابن سلمان يبحث فعليا عن أسباب تبرر له التراجع بعد فشل العدوان في تحقيق أي أهداف وبعد تراكم الخسائر والانكسارات السعودية امام الشعب اليمني، فكان الاتفاق مع ايران برعاية صينية فرصة للقول إن الهدف هو "تصفير المشاكل" والتوجه نحو التنمية الاقتصادية وتفعيل الدور السياحي وغيرها من الشعارات التي تندرج ضمنا في مخطط 2030 ومشاريع "نيوم".

وحول هذا الموضوع، قالت الكاتبة اليمنية حسينة الشريف في حديث لموقع الخنادق إن "النظام السعودي بعد ان لمس الفشل الذريع من العدوان على اليمن والهزائم التي باتت تنزل بقواته، ناهيك عن عدم تقديم مرتزقته في اليمن أي منفعة له، وإدراكه ان الاماراتيين ومن خلفه الاميركيين والصهاينة يستنزفونه لبيعه السلاح وإغراقه اكثر في المستنقع اليمني، بعد كل ذلك أدرك ابن سلمان بضرورة وقف العدوان"، ولفتت الى ان "السعودي لم يتوقف عن العدوان بسبب نخوته او مروته وإنما بسبب ضعفه وفشله وخسارته امام أبطال الجيش واللجان الشعبي ورجال الله في اليمن".

ولفتت الشريف الى ان "الشعب اليمني ورجال الله حاضرون في ساحات وميادين القتال ليوجهوا للنظام السعودي رسالة على قاعدة: وإن عدتم عدنا.."، وتابعت "اليمن يرسل رسائل التحذير لجارة السوء السعودية بصفتها قائدة تحالف الشر لدول العدوان على اليمن، ان تأخذ تحذير قائد الثورة بعين الاعتبار قبل فوات الأوان ونقول لها ناصحين: يا جارة السوء لا احد في العالم يجهل ان عاصفتكم شنت على اساس إعادة شرعية هاربة ثم اسيرة لديكم ضد شعب اختار قيادته بكامل إرادته"، واضافت ان "عاصفتكم ادعت انها لقطع المدّ الفارسي وبعد تسع سنوات هزائم ذهبتم الى طهران طالبين إعادة فتح سفارتها في الرياض لخروجكم من ورطتكم في اليمن، فقالت طهران قرار صنعاء في صنعاء، وجئتم صاغرين إلى هنا وفاوضتم وتزلفتم لوقف القتال".

وأكدت الكاتبة اليمنية ان "النظام السعودي يحاول التفلت من الالتزامات المفروضة عليه وهو يراوغ"، وتابعت "لكن يجب على السعوديين ان يعلموا ان كل يوم مراوغة يزيدنا قوة واستعدادا وعتادا وعدة وعليهم ان يفهموا رسائل اليمن واخرها مناورة قوات الدعم والإسناد التي تعتبر مناورة من أهم وأبرز المهام التدريبية الحية التي تجسد مدى جهوزية قواتنا الباسلة وتعكس مستواها المتطور وانها تعد في كل المقاييس العسكرية إنجازا متميزا ومواكبا لمقتضيات الحرية والاستقلال وتأتي مصداقا لتحذيرات قائد الثورة للعدو بالرحيل قبل أن يخرج مجبرا".

وبالسياق، من المفيد الاشارة لما قاله وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي لقوى العدوان: لا نقبل بسياسات المرواغة والأكاذيب.. صناعاتنا العسكرية بتطورها المستمر كفلت لنا أن نضع حسابات استراتيجية جديدة أبعد وأخطر مما يضعه العدوان في حساباته ومن لفّ لفيفهم.. وفي بنك أهدافنا وضعنا تصورات بعيدة ومؤثرة ستجعل عواصم العدوان تشكو وتصرخ.. وكل يوم يمر في حساباتنا العسكرية يعني المزيد من التطوير العسكري التحشيد والاستعداد العالي الذي يكفل لنا الريادة والسيادة.. والخداع السياسي والمكر المتلوّن أساليب نرصدها ونكشفها فلا مكان للمتاجرة أو التلاعب بها لأننا سندفنها في مهدها.

ونصح العاطفي قوى العدوان قائلا: "اغتنموا الفرصة التي منحها لكم قائد الثورة وعودوا إلى صوابكم قبل أن تتضاعف أثمان مواقفكم المتذبذبة فإنّا لكم من الناصحين".





روزنامة المحور