بعد ساعات من العدوان الأمريكي البريطاني المتواصل والمباشر على اليمن، نفّذ اللواء 141 مشاة التابع للقوات المسلحة اليمنية، الأمس السبت، مناورةً عسكرية تحت شعار "جاهزون لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وذلك في المنطقة العسكرية السادسة التي تضم محافظة صعدة شمالي اليمن. بما يؤكّد أن اليمنيين ماضون في دعم المقاومة الفلسطينية بكل ما يملكونه من قوة وقدرات، دون أي خشية وارتداع من الغطرسة الأمريكية والبريطانية أو الإسرائيلية، بل بفخرٍ يعجز الصديق قبل العدو عن وصفه، وبرغبة في تصعيد مشاركتهم في هذه المعركة الى مستوى المشاركة الميدانية داخل فلسطين المحتلة.
مشاركةً ميدانية سبق لقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي أن أعلن مراراً، عن استعدادهم لها، وبما يفوق الـ 50 ألف مقاتل، كما كشفت مصادر خاصة لموقع الخنادق.
وبالعودة للمناورة، فقد شارك فيها عدد من الوحدات العسكرية، مثل سلاح الجو المسير ووحدات ضد الدروع والقناصة والهندسة والمدفعية، والسلاح المدرع وقوات المشاة والاتصالات العسكرية ووحدة المهام النوعية.
ونفذت جميع الوحدات المشاركة مهامها المطلوبة منها في إطار العمليات المسندة إليهم بتمكن واقتدار كبيرين، عكسا مستوى التخطيط والتنسيق والتكامل بين هذه الوحدات، بالإضافة الى إظهار جانب من مهارات الوحدات المشاركة وقدراتهم المكتسبة من الخبرات الميدانية والدورات العسكرية الخاصة.
كما كان لافتاً تخصيص أحد أهداف المناورة، بالسيطرة على مستوطنة افتراضية في الكيان المؤقت، والقيام بأسر جنود للاحتلال فيها قبل تفجيرها. وهو ما يبعث برسالة واضحة للإسرائيليين، بأن عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين الأول / أكتوبر 2023، لن تكون وحيدة بالرغم مما تبعها من عدوان لا إنساني على قطاع غزة، بل سيكون لهذه العملية ما يتبعها عل أيدي المقاومين اليمنيين أيضاً.
فكيف قرأها الإسرائيليون؟
وقد لقيت المناورة اليمنية اهتماماً كبيراً، لدى الأوساط الإسرائيلية وخاصةً الإعلامية منها، حيث تلقف خبراؤها ومحللوها، أغلب الرسائل التي أرادت القوات المسلحة اليمنية إيصالها، وأهمها الاستعداد والجهوزية لتنفيذ نسخة جديدة خاصةٍ بهم، من عملية طوفان الأقصى.
ففي مقال تقريري حول المناورة لـ"ليئور بن آري" في موقع "صحيفة يديعوت أحرنوت"، تحت عنوان: " الحوثيون "يحتلون المستوطنات الإسرائيلية"؛ هجمات اليمن مستمرة". اعتبرت بن آري أن نشر مشاهد التمرين يهدف إلى إظهار من أسمتهم "الحوثيون" قوتهم واستعدادهم للمواجهة العسكرية. مضيفةً بأن "الحوثيون" بالرغم هجمات اليومين الماضيين، يكررون ويؤكدون أن ذلك لن يمنعهم من دعم الفلسطينيين، وأنهم معنيون بمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، التي "يزعمون" بأنها فشلت في ضرب مواقع مهمة لهم.
أمّا موقع "ماكو – Mako"، فقد ركّز على مشاهد الغارة التدريبية على مستوطنة إسرائيلية، وعلى مشاهد اقتحام المقاومين اليمنيين للمباني التي تحمل علامة نجمة داود، وقيامهم بتمزيق صورة نتنياهو من على الحائط والدوس عليها، ومن ثم القيام بأسر عدد من الحريديم، وهم يصرخون عليهم بالعبرية "قوموا، هيا". كما لفتت كاتب المقال غنام إبراهيم المشاهد التي أظهرت الطائرات بدون طيار وهي تسقط قنابل على مركبة ودبابة ترفع العلم الإسرائيلي، وكذلك على مركبة أخرى مماثلة ترفع العلم الأمريكي.
وأمّا موقع "0404" الإخباري، فقد علّق على المناورات بالقول: "قد يبدو الأمر مسليا، ولكن مثل هذه التدريبات بالضبط قد تم تنفيذها من قبل حماس والجهاد الإسلامي قبل الهجوم الإرهابي النازي في 7 أكتوبر".