الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، خَبِر الميدان العسكري والجهادي منذ بداية شبابه حين التحق بالصفوف الأمامية للمقاومة، وأكسبها من رؤيته وتخطيطه ما أصقل عملها على كافة المستويات. الا ان الشخصية الأمنية التي تمتع بها هذا القائد تجعل حياته وتعبه "صدقة سر" كما عبّر الأمين العام لحزب الله عنه في يوم تأبينه شهيداً في 14 شباط من العام 2008، ويجعل كل المعلومات عنه وعن طبيعية مهامه داخل الحزب لا يمكن معرفة سوى القليل منهم بعد الشهادة.
الشخصية الأمنية
وعن هذه الشخصية الأمنية يروي الباحث السياسي الدكتور بلال اللقيس في حديث خاص مع موقع "الخنـادق" أنه في الكثير من الأحيان كان الحاج عماد يقوم باللقاءات مع الإخوة ولا يعرفون أن الشخص الموجود هو القائد عماد مغنية. وفي إقليم التفاح مثلا في جبل صافي، يأتي الحاج عماد إنما لا يتعرّف عليه المجاهدون، ومن أحد الطرائف التي حصلت أنهم طلبوا منه أن يخرج من أحد اللقاءات، لأنهم "يريدون إكمال عملهم"، وكان القائد بدوره يتفاعل معهم بإيجابية ويخرج.
حرصه على اكمال الجاهدين لدراستهم الجامعية
ومن ناحية أخرى إهتم بها الحاج عماد في بنية حزب الله البشرية كانت بناء الكادر وتعلّمه. ويتابع الدكتور اللقيس أن ما قام به الحاج عماد من هذه الناحية شكلّ ثورة على مستوى الرؤية التنظيمية والجهادية. وحتى في أوجّ مواجهة حزب الله لكيان الاحتلال في التسعينيات، وصولا الى العام 2006، وإذ بالقائد مغنية يتخذ قراراً بأن على الشباب المجاهدين استكمال دراستهم الأكاديمية، ولو على حساب العمل من حيث تخصيص الوقت.
وكان الحاج عماد يريد من كل المجاهدين اللذين شاركوا في الميدان العسكري في البدايات ولم تُتح لهم فرصة أن ينهوا تخصصهم الجامعي، واضطروا بسبب المعارك والمواجهات التوقّف عند السنة الأولى أو الثانية...أو حتى توقفوا عند الشهادة الثانوية، الحاج عماد كان يصر على أن يستكملوا السنوات، وينالوا الشهادات العلمية بدرجاتها.
العلم الشرط المُتمم للعسكر
كان الحاج عماد من النموذج الذي يعتقد أن المقاومة في الصراع مع الكيان الإسرائيلي وغيره من المشاريع في المنطقة، تحتاج الى اللياقة الايمانية والأخلاقية أولاً – وهي الشرط الأساس – ثانياً - وهي الشرط المُتمِّم – العلم والمعارف على كافة المستويات، فكان يعتبر ذلك واجباً أثّر في القرارات التنظيمية داخل حزب الله، لدرجة أن بعض المسؤولين في لقاءاتهم مع السيد حسن نصر الله كانوا - من الباب المزاح – "يشتكون" للسيد أن الحاج عماد "أفرغ" البنية التنظيمية وجعل جميع الشباب في الجامعات، الا ان القائد مغنية كان مصراً ومدافعاً عن هذه الرؤية، وقد أكمل حزب الله هذا المسار بعد استشهاده حيث أكّد السيد نصر الله أن "إخوة عماد مغنية سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده"
الكاتب: غرفة التحرير