في اليوم الخمسين للعدوان الصهيوني على لبنان، يستمر العدو لليوم الحادي عشر في وضعية الانكفاء والتجحفل ضمن مناطق دفاعية بدأ بتنظيمها على طول الحافة الامامية من خلال رفع الجهد الهندسي التأميني الذي يتخلله رفع سواتر في مناطق تجمع السرايا والكتائب وبناء خيم وبيوت جاهزة لإيواء الجنود بعدما بدأ الطقس الشتوي يحل في ظل أجواء ماطرة وباردة.
وفيما يبدو أن الوقفة التعبوية التي بدأها العدو منذ 1-11-2024 قد طالت زمنياً في مناطق عمليات الفرق 146 (المحور الاول) والفرقة 91 (المحور الثالث) والفرقة 210 (المحور الخامس).
يبقى النشاط مستمراً ولو بشكل محدود في مناطق عمليات الفرقتين 98 (المحور الرابع) و36 (المحور الثاني) لأهداف ترتبط بإمكانية تحول المناورة البرية إلى عملية برية واسعة والتي يرجح أن يكون هذين المحورين مناطق العمليات الرئيسية فيها.
ويركز العدو على إبقاء قوات كافية بمستوى كتيبة في المحورين الرابع والثاني تمهيداً لعمليات مستقبلية متوقعة.
المحور الثاني (منطقة مسؤولية وعمليات الفرقة 36):
شهد هذا المحور أعلى نسبة تركيز للعمليات، والعدد الأكبر من الهجمات على القوات المتجحفلة، و يُشير ذلك إلى أهميته التكتيكية ووجود فرص أكثر للاشتباك فيه، باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات وقد قامت المقاومة بالتعامل مع تجمعات العدو القريبة من مارون الراس وأفيفيم، باستخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة وأسراب المسيرات الانقضاضية. ويبدو أن هذا التركيز الواضح منذ 4 أيام على استهداف القوات المتجحفلة، في المحور الثاني (منطقة عمليات الفرقة 36) يشير إلى تركيز المقاومة على إعاقة تحركات العدو في هذه المنطقة.
المحور الرابع (منطقة مسؤولية وعمليات الفرقة 98):
تتميز منطقة عمليات الفرقة 98 بنشاط استخباري استطلاعي مؤثر للمقاومة في الاماكن التي دخل اليها العدو خارج الحدود بمئات الامتار والتي يصر فيها على الاحتفاظ بقواته في وضع الاختباء بشكل سري. ويشهد هذا المحور يقظة استطلاعية عالية من المقاومة التي استندت بعد ظهر أمس إلى معلومات استخبارية ميدانية من مرتفع ساري في كفركلا حيث نجحت مجموعات المقاومة بالتعامل معها بالأسلحة المناسبة وتسببت بعد ظهر أمس الاثنين 11-11-2024 بمقتل جنديين من لواء 35 المظلي على الاقل وجرح سبعة بعد استهداف مبنى كانت تتحصن فيه فصيلة من اللواء المذكور. هذا العدد من الاصابات بضربة واحدة يعتبر استهدافًا نقطويًا لقوات متحصنة في موقع "دفاعي" غير مجهز مما رفع عدد إصابات العدو.
المحاور الأول، الثالث، والخامس: شهدت هذه المحاور عمليات أقل وبشكل رئيسي ضربات صاروخية، مما يُشير إلى دورها الثانوي حالياً في هذه الجولة من العمليات.
العمق التكتيكي (المناطق القريبة من الحدود): تركزت العمليات في هذا العمق على استهداف التجمعات العسكرية باستخدام الصواريخ والقذائف المدفعية والمسيّرات، مما يُشير إلى القدرة على الرد السريع والاشتباك المباشر.
العمق التعبوي (منطقة عمليات خيبر): استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات في العمق يُظهر القدرة على توجيه ضربات مؤثرة بعيدة مدى، وتعطيل القدرات اللوجستية والقيادية للعدو. إن استخدام اسراب المسيّرات الانقضاضية والصواريخ بعيدة المدى يُعزز هذا التقييم.
ملاحظات واستنتاجات:
- معظم العمليات تركزت على المحور الثاني ثم الرابع.
- شكلت الضربات الصاروخية الجزء الأكبر من العمليات، مستهدفةً تجمعات عسكرية، مستوطنات، وقواعد عسكرية في العمق. يُشير هذا إلى اعتماد كبير على الصواريخ كوسيلة رئيسية للضغط وإلحاق الضرر.
- استُخدمت المسيّرات الانقضاضية لاستهداف تجمعات عسكرية وقواعد لوجستية في العمق التكتيكي وفي العمق التعبوي (منطقة عمليات خيبر)، مما يُظهر تطوراً مطرداً في القدرات التشغيلية والتكتيكية.
- استُخدمت القذائف المدفعية في استهداف تجمعات عسكرية قريبة من الحدود، مما يُشير إلى دورها الأساسي في الاشتباك المباشر أو التعرض غير المباشر في دعم العمليات الأخرى.
- استُخدم صاروخ موجّه لاستهداف منزل يتحصن فيه جنود العدو، مما يعكس وجود قدرات استخبارية ميدانية دقيقة للاستهداف وإيقاع الأذى بالعدو حيث قتل في هذه العملية جنديان وجرح سبعة آخرين من اللواء المظلي 35 الذي يعرف بلواء النخبة في الفرقة 98.
- العمليات في العمق التعبوي استهدفت بشكل رئيسي مراكز قيادة وتحكم وقواعد عسكرية ومستوطنات حيوية، مما يشير إلى استراتيجية تتجاوز مجرد استهداف التجمعات العسكرية المؤقتة.
الكاتب: غرفة التحرير