تسبّب تنامي القدرات الصاروخية لدى حركة حماس بحالة من القلق الإسرائيلية، وتزداد بُعيد كل مواجهة بين الطرفين، وبات الأمر موضع تساؤلات بين الأوساط العسكرية والمستوطنين ايضاً، الذين يجدون أنفسهم في آخر سلّم أولويات حكومة الاحتلال. فكيف ومتى استطاعت حماس تطوير قدراتها العسكرية؟ لا سيما أن الطائرات الاستطلاعية للاحتلال لا تغادر أجواء القطاع المحاصر براً وجواً وبحراً، والمُلاحق استخباراتياً وأمنياً على مدار الساعة!
تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من انتاج الحركة لمنظمات تقنية عسكرية قادرة على إطلاق مئات الصواريخ دفعة واحدة، بإمكانها ان تشل مفاصل رئيسية مهمة في "إسرائيل"، خاصة انها تصيب أهدافها بدقة، مما يشكّل تهديداً لمنظومة القبّة الحديدية.
تقول السلطة العسكرية الإسرائيلية أن لدى حماس ما يقارب 15 ألف صاروخ بأحجام مختلفة ومديات متفاوتة، إضافة إلى حوالي 1000 صاروخ بعيد المدى بإمكانه أن يصل إلى تل أبيب وحيفا.
غير ان التقارير الإسرائيلية راحت أبعد من ذلك، وحسمت قدرة الحركة على تطوير القدرات الصاروخية بشكل نوعي وكمي، وقد برز ذلك باستخدام حماس لطائرة مسيّرة، في مواجهات عام 2019، بمقدورها ان تحمل رأسًا حربيًا مضادًا للدبابات، في تحدٍ واضح للقبة الحديدية.
هذا التطور المفاجئ قد يكون أحد الأسباب غير المعلنة التي تدفع كيان الاحتلال للضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، في كل مرة عندما تشتد وتيرة المواجهات، على اعتبار أن "توسيع بقعة الزيت" من خلال القذائف الصاروخية الفلسطينية يعني أن تصل على أماكن جديدة من "إسرائيل"، خاصة بعدما اثبتت حماس انها قادرة على إمطار الكيان بمئات الصواريخ والقنابل كما حدث في مواجهات عام 2019، فرغم ان المواجهات لم تستمر سوى 36 ساعة إلا أن الحركة قامت برمي حوالي 700 قذيفة صاروخية، وحوالي 50 صاروخًا وقذيفة هاون في مواجهات عام 2021 خلال يومين فقط، بعد إعلانها ان الفصائل " تُبقي اليد على الزّناد، وتهيّئ صواريخها لتكون مستعدّة لاستهداف معاقل العدوّ ومنشآته العسكرية والحيوية"، وهذا يعني ان أي مواجهة قادمة ستبدأ من هذا الرقم، وقد تكون كمية هذه القذائف مضاعفة، ولا تكتفي بالمعدلات الراهنة.
الصواريخ التي تمتلكها حماس
بعد ان كانت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حماس تعتمد على أنبوب معدني يُملأ بوقود مصنّع من البوتاسيوم والأسمدة، وأربعة أجنحة اتزان، ورأس حربي يحتوي على أي نوع من المتفجرات، أصبحت قيادة الجبهة الداخلية تصدر تعليماتها للمستوطنين بالنزول إلى الملاجئ بناء على تهديدات حماس وبياناتها، حتى بات السؤال الذي يُطرح: " في هذه الحالة، من حق الجمهور الإسرائيلي أن يسأل نفسه ممن يتلقى التعليمات: من حماس أم قيادة الجبهة الداخلية؟ هذا الكابوس يجب ان يتوقف؟" على حد تعبير أحد المعلقين الإسرائيليين، فما هي الصواريخ التي بحوزة حماس؟
- صاروخ R160: فلسطيني الصنع، يصل مداه إلى 160 كلم، وقد سُمي بذلك تقديراً لقائد الحركة الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2004، وقد استخدم في ضرب حيفا.
- صاروخ M302: وهو صاروخ سوري الصنع، يبلغ مداه من 90إلى 150 كلم،
وقد وصل إلى أهداف بعيدة في مدينة الخضيرة، التي تقع بين حيفا وتل أبيب، وهو ابعد هدف يطاله صاروخ فلسطيني.
-صاروخ A120: يبلغ مداه 120 كلم، تيمنًا بالشهيد رائد العطار، أعلن عنه في 7/7/2015، وأدخل في الخدمة الفعلية في المواجهات التي تشهدها فلسطين هذه الفترة حيث استهدف مدينة القدس في خطوة تحذيرية لكيان الاحتلال.
-صاروخ SH85، أعلن عنه في 7/7/2015، ودخل في الخدمة الفعلية في المواجهات التي تشهدها فلسطين هذه الفترة، حيث استهدف مطار بن غوريون، يبلغ مداه 85 كلم، وسمي كذلك تيمنًا بالشهيد محمد أبو شمالة.
-صاروخJ80: من صنع محلي فلسطيني، يبلغ مداه 80 كلم، وأطلق عليه هذا الاسم تيمناً بالقائد الشهيد أحمد الجعبري الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2012، وقد استهدف تل أبيب والخضيرة أكثر من مرة.
-صاروخ M75: سمي كذلك تيمنًا بالشهيد إبراهيم المقادمة، يبلغ مداه 75 كلم، وتم الإعلان عنه في 14/11/2013، ويعرف بصاروخ اللغز.
- صاروخ براق 70: فلسطيني الصنع، يصل مداه إلى 70 كلم، به تمكّنت الحركة من استهداف مطار بن غوريون لأول مرة.
- صاروخ فجر 5: إيراني الصنع وسمي بصاروخ المفاجأة، لان كيان الاحتلال لم يكن يتوقع امتلاك حماس لهذا النوع من الصواريخ، يحمل رأسًا متفجرا يزن 90 كلغ، ويتراوح مداه بين 68 و75 كلم، يصل إلى ضواحي القدس وتل أبيب.
-صاروخ s55: يبلغ مداه 55 كلم، وتم الإعلان عنه في 10/7/2014.
- صاروخ 107: وهو فلسطيني الصنع، مداه 40 كلم، ويطال بلدات بئر السبع التي باتت أسيرة هذا النوع من الصواريخ.
- غراد: روسي الصنع، تستخدمه الفصائل بكثرة، بعد التعديلات التي أدخلت عليه، ووصل مداه بعد مراحل تطويرية متعددة إلى أكثر من 20 كلم، ورغم حجم عياره الصغير إلا انه يقلق هذا الصاروخ بلدات عسقلان وسديروت.
- ناصر 5: فلسطيني الصنع وهو من الجيل الجديد، من سلسلة صواريخ ناصر.
- الهاون: وهي بريطانية الصنع، تعد من أقدم القذائف الصاروخية في غزة، ويصل مداها إلى 10 كلم، وتعد المناطق على تخوم قطاع غزة أهدافا لها.
-بندقية الغول: تيمنًا بالشهيد عدنان الغول، يبلغ مداها الفعال 2 كلم، وأعلن عنها في 4/8/2014
أجبرت حركة حماس الاحتلال غير مرة، على طلب وقف إطلاق النار وإعلان التهدئة بعد اطلاقها وابلاً من الصواريخ بفترة زمنية قصيرة، حدّت من مفعول القبة الحديدية التي لم تكن تتمكن من اعتراض الا ما يقارب 20% فقط، وأحدث ذلك شرخاً في القيادة العسكرية الإسرائيلية.
في هذا السياق، يبرز تصريح وزير الحرب السابق أفيغادور ليبرمان أثناء إعلان استقالته عام 2018 احتجاجًا على وقف إطلاق النار: "ما حدث بالأمس من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب... ما نفعله الآن كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير، لكننا سندفع على المدى البعيد ثمناً ونتكبد ضررا بالغاً على مستوى الأمن القومي".
اليوم وفي ذكرى يوم القدس العالمي، ومع وقوف حركات محور المقاومة جنبًا إلى جنب، وقد تعاظمت قوتها الصاروخية والدفاعية، وبعد ان اكتسبت الكثير من الخبرة خلال جولات عديدة من الحروب في المنطقة، أصبحت "إسرائيل" في مأزق حقيقي، فقرار الحرب لم يعد بيدها كما كان قبل سنوات.
الكاتب: غرفة التحرير