"إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسنا"، واحدة من كثير العبارات التي حدّد فيها الكاتب والمفكر اللبناني الدكتور سماح إدريس مسار نهجه في حياته وخاصة العملية والمهنية التي كرّسها في خدمة القضية الفلسطينية ومناصرتها ونشر الوعي بضرورة مواجهة كافة أشكال تطبيع العلاقات أو التسويات السياسية مع الكيان الإسرائيلي في العالم العربي وخاصة ما يسمى "اتفاقية أوسلو".
وقد فارق الدكتور إدريس الحياة ليل أمس في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام الحالي بعد صراع في الفترة الأخيرة مع مرض السرطان.
فما هي أبرز نشاطاته؟
_ ولد سماح سهيل ادريس في بيروت في العام 1961، والدته الكاتبة والمترجمة اللبنانية عايدة مطرجي.
_ حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة "كولومبيا" في نيويورك في الولايات المتحدة الامريكية في دراسات الشرق الأوسط عام 1991، ثم حصل على الماجيستير من الجامعة الأميركية في بيروت في الأدب العربي، وكذلك درجة البكالوريوس من الجامعة نفسها في الاقتصاد.
_ترأس ادريس هيئة تحرير مجلة "الآدب" الورقيّة التي أسسها والده الروائي والكاتب سهيل ادريس، وذلك بدءا من العام 1992 إلى العام 2012،
_ ثم رئيسا لتحريرها بعد أن تحولت إلى مجلة إلكترونية منذ العام 2015
_ كان رئيس نادي الساحة الثقافي (2000 ـ 2004)
_ وعضو مؤسّس في "حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان" منذ العام 2002
_ كتب عشرات المقالات في السياسة، بالإضافة الى تأليف كنب في النقد الأدبي وإحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال، وأربع روايات للناشئة، كما ترجم العديد من المقالات و4 كتب.
وخلال عمله التطوعي في الحملة كان متتبعاً لكل أشكال تمرير التطبيع، المباشر وغير المباشر، مع الكيان الإسرائيلي في الاعمال الأدبية والفنية، فقد سعى الى إدارة حملة واسعة لمقاطع عرض فيلم The Post للمخرج الأمريكي Steven Spielberg في صالات السينما في لبنان عام 2018 بعد التأكد من أن الشركة المنتجة للفيلم هي شركة إسرائيلية، وكان موضوع عرض هذا الفيلم قد اثار موجة من الانقسام في الآراء ووجهات النظر اللبنانية، بين من يعتبر العرض تطبيعاً مباشراً وبين من يدعي انه "حرية".
كما كان الدكتور إدريس صاحب رؤية في التعامل مع الاعمال التطبيعية من خلال اقتراح إنشاء زاوية خاصة من الورش التوعوية والنقدية لهذه الاعمال عند كل الأحزاب اللبنانية.
ووصلت أصداء مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية الى أطراف العالم العربي والى داخل فلسطين حيث بعث له الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) أحمد سعدات من داخل معتقله في سجون الاحتلال برسالة دعم ومساندة أثناء فترة تلقي دكتور سماح العلاج من مرضه.
الكاتب: غرفة التحرير