قبل أقل من 24 يوم على انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من العراق، تتصاعد عمليات تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، بما يوحي عن علاقة مترابطة بين الحدثين. فخلال فجر اليوم الاثنين، استطاعت قوات الأمنية العراقية بمساعدة من قوات البيشمركة الكردية، من تحرير قرية لهيبان، التي استطاع مسلحو تنظيم داعش من السيطرة عليها مساء الامس. وقد استطاعت القوات العراقية من تحقيق ذلك، على الرغم من أن الإرهابين قاموا بتفخيخ بعض المنازل بواسطة العبوات ناسفة.
وقد بدأ هجوم داعش نهار السبت، حيث قاموا بإضرام النيران في بعض منازل القرية، وتشابكوا مع أهالي القرية الذين قاوموهم وصمدوا ساعات، قبل أن يغادروا القرية الاحد. وبالتزامن مع الهجوم على هذه القرية، قتل عناصر من داعش 4جنود من البيشمركة ومدني وأصابوا 6 آخرين، خلال هجوم منفصل شنوه ضد قرية "قره سالم" في شمال العراق.
وفي حادث آخر حصل في إقليم كردستان أيضاً، لقي ما لا يقل عن عشرة أشخاص مصرعهم في هجوم نسب إلى داعش، استهدف قرية "خجيجه" التي تقع في جنوب مدينة أربيل عاصمة الإقليم. وتوزع الضحايا الى 3 مدنيين و7 من مقاتلي البيشمركة.
أبعاد وملاحظات لافتة وخطيرة
يعض النظر من أن هذه المنطقة قد شن فيها العديد من هجمات التنظيم سابقاً، إلا أن سيطرة مسلحي داعش على قرية تقع بالقرب من طريق سريع رئيسي، يربط مدينة أربيل بمدينة كركوك، يعد أمراً نادر الحدوث. خاصة وأن هؤلاء المسلحين ينتهجون أسلوب الكر والفر، عبر هجمات ليلية ضد مواقع البيشمركة، ويتجنبون البقاء على الأرض لفترة طويلة.
ما يدل على استراتيجية جديدة للتنظيم، ربما تتوضح في الأيام المقبلة، لا سيما مع اقتراب الموعد النهائي لانسحاب القوات الامريكية القتالية من العراق. وستقوم هذه الاستراتيجية بتركيز الهجمات ضد مناطق الكردية تجديداً، من أجل دفع السلطات العراقية وسلطات الإقليم، للمطالبة بوقف انسحاب العسكريين الامريكيين من العراق، أو تمديد بقائهم في القواعد التابعة للإقليم، بحجة عدم قدرة القوات المحلية على تحقيق الامن ومواجهة حوالي 10 آلاف عنصر للتنظيم.
ويظهر ذلك بوضوح من خلال بيان التنديد اذي أصدره رئيس الإقليم" نيجيرفان البرزاني"، الذي دعا إلى أوسع تنسيق بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة بدعم من التحالف الدولي. داعياً الأطراف كافة، الى "العمل معا لمواجهة الإرهاب واستعادة السلام والاستقرار في البلاد"، ما يشكل مقدمة لتصريحات من جهات أخرى قد تصدر بعد استمرار وتصاعد هذه الهجمات. كما يظهر ذلك أيضاً من خلال بيان وزارة الخارجية الأميركية، التي اعلنت فيه التأكيد على الالتزام بتقديم الدعم (المزعوم) للقوات العراقية والبيشمركة ضد داعش. مضيفةً التعبير عن قلقها البالغ من تصاعد هجمات داعش في العراق!!!
الكاتب: غرفة التحرير