في كلمة للأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة خلال حفل تأبين في العاصمة الايرانية طهران لمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد قائد قوة القدس قاسم سليماني عبّر نخالة عن التقدير الكبير لدور اللواء سليماني في صقل إمكانات المقاومة الفلسطينية، حيث أكّد " ان الصواريخ التي ضربت الكيان الصهيوني وتل أبيب أول مرة كان هو شخصياً من أشرف على إيصالها للمقاومين في فلسطين".
أما عن بصمات الشهيد اللواء التي لا تزال حاضرة في الميدان حتى بعد شهادته، فقد ظهرت في قول نخالة "ان السلاح الذي هدّدت فيه المقاومة الاحتلال للإفراج عن الأسير هشام أبو هواش كان قد وصل الى يدها بفضل الشهيد سليماني"، و" أن هناك أسلحة أخرى كثيرة ومتنوعة من التي أوصلها الحاج قاسم لفلسطين ما زالت تفعل فعلها في كل المعارك".
فيما قد بدا الامتنان لجهود الشهيد القائد سليماني واضحاً في تصريحات الأمين العام نخالة حين قال "إنني أشهد أمام الله والتاريخ والأمة في ذكرى رحيله أنه كان الفلسطيني الأول والإسلامي الأول الذي كان يقف حاملاً هم فلسطين، وهم القدس".
كما عبّر بكل فخر عن اعتزازه بالجمهورية الإسلامية التي لم تتغير ولم تتبدل منذ ثورتها، بما يؤكد على العلاقة الوطيدة والثابتة بين إيران وحركة الجهاد الاسلامي كما سائر الفصائل الفلسطينية، ويوصل رسالة للاحتلال أن محور المقاومة متماسك الأطراف والجبهات، وان إيران، التي تربطها أيضاً علاقة ايديولوجية مع القضية الفلسطينية والقدس، لا يمكن اقصاؤها عن دورها الداعم لحركات المقاومة، لا العقوبات الاقتصادية ولا الحصار ولا حتى المفاوضات السياسية.
الشهيد سليماني وحماس
وبدورها تعبّر حركة حماس من خلال تصريحات قيادتها عن الفضل الكبير للشهيد سليماني في رسم الخطة الدفاعية لأنفاق غزّة وجعلها سلاحاً فعّالاً كاسراً للحصار الذي يفرضه الاحتلال على الشعب والمقاومة. وكذلك يشير القيادي في الحركة محمود الزهار، إلى بصمات للحاج قاسم في حمل همّ فلسطين على كافة المستويات، حيث قال: "لقد كان الحاج قاسم أوّل من دعم الحكومة الفلسطينية في غزة عام 2006، عندما ذهبنا إليه وقلنا له إن العالم فرض علينا حصاراً، ولا نستطيع دفْع رواتب الموظّفين في القطاع، فأجاب سليماني: كونوا مطمئنّين، أموال الرواتب تنتظركم على باب الطائرة".
وتؤكد حركة الجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية جميعاً ان الشهيد اللواء قاسم سليماني الذي "كان على رأس مجاهدي فلسطين مدافعاً عن القدس وعن فلسطين وعن شعب فلسطين"، لا يزال حاضراً بينهم حيث تُقام في قطاع غزّة، فمهرجانات التأبين لذكرى الاستشهاد تحضرها الحشود من القيادات السياسية والعسكرية للفصائل بالإضافة الى الجماهير الشعبية تعبيراً عن "الوفاء لمن قدّم الدعم لفلسطين بالمال والسلاح"، وتمسكاً بالخيارات والثوابت الذي مضى عليها الحاج قاسم وكرّس حياته خدمةً لها، ويؤكد وجود قاعدة شعبية صارت أكثر إيماناً بخيار المقاومة، وان نصر وعزاء المحور واحد.
وفي شوارع غزّة تُرفع صور الحاج القاسم لحفظ ذكره واسمه، كما تحضر صوره أيضا في المسيرات العسكرية للأجنحة العسكرية للفصائل لا سيما سرايا القدس وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى بعد معركة سيف القدس في أيار الماضي، وكأن النّصر يُهدى للشهيد.
الكاتب: غرفة التحرير