تلتئم الخميس المقبل، الجلسة العلنية أمام محكمة باريس الإدارية، المسؤولة عن مناقشة دعوى الأسير المعتقل "جورج عبدالله"، والتي رفعها ضد الحكومة الفرنسية، لرفضها عبر وزير داخليتها "جيرالد دارمانان"، التوقيع على قرار عدلي يقضي بترحيل الأسير"عبدالله" إلى بلده لبنان.
وتعدّ قضية "جورج عبدالله"، من أكثر القضايا التي تؤكد على كذب ادعاءات فرنسا، بأنها بلد احترام وحماية حقوق الإنسان، وأنها الدولة السيّدة والحرّة والمستقلّة. فالولايات المتحدة الامريكية هي من أصرّت على الدولة الفرنسية، الإبقاء على "عبدالله"، رغم أنه نظرياً قد أفرج عنه منذ 19 عاماً (2003).
فـ"عبدالله" من أقدم المناضلين، الذين سارعوا في تلبية خيار المقاومة والعمل الثوري، من أجل تحرير فلسطين ولبنان، وحماية حقوق شعبي البلدين. فكان من المناضلين الذين جابوا دول العالم، من أجل القيام بعمليات ثأر وانتقام نوعية، ضد كل من يمثل كيان الاحتلال الإسرائيلي أو داعمته أمريكا.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة جورج عبد الله النضالية؟
_ من مواليد 2 نيسان للعام 1951، في بلدة القبيات شمالي لبنان.
_ هو السجين السياسي في سجن "لانيميزان" الفرنسي، صاحب أطول مدة حكم في أوروبا، بتهمة قتل الضابط الأمريكي "تشارلز آر راي" والسكرتير الثاني في السفارة الإسرائيلية "ياكوف باريسمانتوف" (المتهم بأنه مدير محطة الموساد في فرنسا).
_ انضم إلى الفصائل الثورية المسلحة اللبنانية، التي تشكلت بعد انفصال "وديع حداد" عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إثر إلغاء العمليات الخارجية. وبعد وفاة "حداد"، تولى "عبدالله" قيادة التنظيم، وأشرف على العديد من العمليات في فرنسا.
_ في العام 1984، كان "عبد الله يقود" سيارته إلى مدينة ليون قادما من سويسرا، عندما أوقفته الشرطة الفرنسية بالصدفة. حيث تم العثور بحوزته على جواز سفر جزائري مزور، ليتم اعتقاله لهذا السبب. وقد اكتشفت الشرطة هويته الحقيقية، على إثر مداهمتها لشقته، حيث تم العثور على عدة بنادق.
_ في العام 1987، حُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل " راي" و" سيمانتوف"، وكذلك لتورطه في محاولة اغتيال القنصل الأمريكي في ستراسبورغ حينها "روبرت أوم".
_ في العام 1999 ، أكمل عبد الله الحد الأدنى من عقوبة السجن المؤبد، لكن العديد من طلبات الإفراج المشروط رُفضت. لكن في العام 2003، منحته المحكمة الإفراج المشروط، إلا أنّ وزارة الخارجية الأمريكية اعترضت على قرار المحكمة. ما دفع بوزير العدل الفرنسي حينذاك "دومينيك بيربن" الى تقديم استئناف ضد الإفراج.
_ في 10 كانون الثاني من العام 2013، تم الحكم بالإفراج المشروط عنه أيضاً، بعد نجاح دعوى الاستئناف من قبل غرفة الأحكام الصادرة في باريس، بشرط صدور أمر بترحيله من فرنسا. لكن سرعان ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية وقتئذ "فيكتوريا نولاند"، اعتراض حكومتها على إطلاق السراح.
وفي 14 كانون الثاني 2013، أي الموعد المقرر لعودة عبد الله إلى لبنان، رفض وزير الداخلية الفرنسي "مانويل فالس" التوقيع على ورقة الإدارية لترحيل عبد الله. ونتيجة لرفض "فالس"، انعقدت إجراءات المحاكمة في 15 كانون الثاني 2013، قدم خلالها المدعي العام استئنافًا ثانيًا ضد إطلاق السراح.
ومنذ ذلك الحين، يعيش الأسير عبد الله اعتقالاً تعسفياً، في ظل صمت فرنسي ودولي على ذلك.
_ رغم سجنه، يواكب عبد الله كل قضايا النضال، التي تجري في فلسطين ولبنان، وقد شارك في توجيه العديد من الرسائل التضامنية، ومن خلال المشاركة في إضرابات الطعام التي يجريها الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي.
الكاتب: غرفة التحرير