الجمعة 09 نيسان , 2021 09:06

حرب السفن: إستهداف إسرائيلي لمباحثات فيينا

سفينة تحترق

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التوتر بين الجمهورية الإسلامية و"إسرائيل"، فبعد عمليات الاغتيال ضد علماء ذرة إيرانيين والهجمات السايبيرية، يأتي اليوم دور "حرب السفن" بين كِلا الطرفين، وبالأخص ضرب ناقلات النفط الإيرانية لمنع وصول النفط الخام إلى الدول التي تدعمها مثل سوريا، لبنان والعراق.

وقد أفادت وكالة تسنيم الإيرانية أن سفينة "إيران ساويز" قد تعرضت لحادث يوم الثلاثاء الفائت في البحر الأحمر، نتيجة انفجار لألغام لاصقة بهيكل السفينة، وبحسب الوكالة، فإن السفينة كانت تتولى مهمة اسناد قوات الكوماندوس الإيرانية العاملة في حماية السفن التجارية الايرانية خلال السنوات الماضية.

هذه الهجمات هي ليست الأولى من نوعها، ففي منتصف شهر آذار المنصرم تعرضت سفينة "شهر كورد" التجارية الإيرانية لهجوم مشابه، وذلك بعد ضربتين لسفن إسرائيلية كان آخرها سفينة "إم في هيليوس راي" وهي ناقلة سيارات، المملوكة من قبل رجل الأعمال الإسرائيلي "رامي أونغار" الذي يُعرف بقربه من مجتمع المخابرات الإسرائيلية، والمتجهة من ميناء الدمام في السعودية إلى سنغافورة.

وفي الوقت الذي لم يتبنى فيه أي من الطرفين مسؤوليته عن الأحداث، وجه الكيان الإسرائيلي على لسان وزير الحرب "بني غايتس" أصابع الاتهام إلى إيران حيث قال إن "هذا تقدير أولي في ضوء القرب (من إيران) والمسار والسياق الذي وقع فيه الحادث". هذه التقديرات ما لبثت أن تحولت إلى تأكيدات نتج عنها قصف لمواقع إيرانية على الأراضي السورية حسب الإسرائيليين، فيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤول أمريكي بأن السلطات الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة بأنها استهدفت السفينة الإيرانية "ساويز" وأن ذلك كان انتقاماً لضربات إيرانية سابقة لسفن إسرائيلية، في مقابل ذلك، لم تتهم ايران أي جهة، واكتفت بالتأكيد على أنها ستتابع التحقيق في هذه القضية حتى معرفة الفاعل.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تسريبات مفادها أن كيان الاحتلال قد استهدف 12 سفينة إيرانية منذ العام 2019. هذه التسريبات أثارت استياء الجانب الإسرائيلي الذي كان يعمل على إزالة الأدلة التي من الممكن أن تضعه موضع الاتهام، لكن الإدارة الأمريكية الجديدة استغلت الموقف لإرباك الكيان وإجبار جيشه على وقف هجماته البحرية في محاولة منها لإنجاح المفاوضات النووية مع الجمهورية الإسلامية. في هذا السياق، قالت المتحدثة باسم البنتاغون "جيسيكا ماكنولتي" أن وزارة الدفاع الأمريكية على علم بما وصفته "الهجوم" على السفينة "ساويز"، كما أكدت على أن القوات الأميركية لم تشارك في الحادث.

وفي محاولة لتطويق إيران والخليج الفارسي، تسعى سلطات الاحتلال إلى بناء تحالف أمني دفاعي مع دول الخليج المطبعة والقريبة من الحدود الإيرانية، وأشارت تقارير أجنبية نقلًا عن وسائل إعلام عبرية إلى تحرك لغواصة إسرائيلية باتجاه المنطقة. من جهتها حذرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على لسان المتحدث باسم خارجيتها "سعيد خطيب زاده" من "تجاوز الخطوط الحمر". وفي مؤتمر صحفي له قال خطيب زاده "يدرك الجميع ما يعنيه الخليج الفارسي بالنسبة لإيران"، وأضاف "يدرك الجميع سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران في مجال الأمن والدفاع الوطني، ويعرفون جيداً الى أي حد سيكون الخطر مرتفعاً في حال أرادوا تجاوز الخطوط الحمر لإيران".

وبناءً على ما تقدم يمكن القول بأن هذه "التحرشات" الإسرائيلية هي بمثابة إطلاق نار على المفاوضات الحالية بشأن البرنامج النووي، في ظل الرفض التام للكيان، وادعاءه بأن هذا الاتفاق النووي هو "خدعة إيرانية" للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور