الثلاثاء 27 نيسان , 2021 06:17

هل يدفع الاحتلال لتطيير الانتخابات الفلسطينية بالعدوان على غزة ؟

لا شك ان "الانتفاضة الرمضانية" لأهالي القدس المحتلة بوجه ممارسات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين، خطفت الأنظار وأكدت ان القدس هي نقطة الصراع الأساسية بين محورين:

-الأول هو محور المقاومة الذي يمتد من القدس وفلسطين الى ايران مرورا بسوريا ولبنان والعراق واليمن وصولاً الى باكستان وافغانستان، مع ما يضمه من شعوب إسلامية وعربية في إفريقيا وشمالها وحتى في دول الخليج التي تلهث أنظمتها نحو التطبيع وإسترضاء أعداء الأمة.

-والمحور الثاني الذي ينطلق من الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الاسرائيلي ومن جدار الفصل العنصري والمستوطنات والحصار على أهل غزة وصولا الى البيت الأبيض "الراعي الاكبر" لهذا المحور بكل ما فيه من أدوات من حكومات الخليج وغيرها من الأنظمة والإدارات في آسيا وإفريقيا وأوروبا والغرب.

أهل القدس أكدوا للأعداء أنهم حاضرون للدفاع عن المقدسات لا فرق في ذلك بين مسلمين ومسيحيين، فأبناء المدينة المقدسة نزلوا من كل الطوائف دفاعًا عن أرضها وحرمتها وتاريخها بمواجهة ممارسات الاحتلال في البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى، وقد ساند القدس وأهلها كل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وحتى في دول الشتات لا سيما في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وكانت المقاومة بكل فصائلها على الموعد في دعم المقدسيين حيث تدعو الحاجة.

إلا ان كل ذلك لا يمنع الاحتلال الاسرائيلي ان يحاول -كما عادته- الالتفاف على الانتصارات الفلسطينية التي تتحقق في الميدان، خاصة ان فلسطين تنتظر بعد أقل من شهر من الآن إجراء الانتخابات التشريعية العامة بكل محافظاتها من قطاع غزة المحاصر الى القدس والضفة المحتلتين، والاحتلال سبق أن أعلن انه يرفض إجراء الانتخابات بالتحديد في القدس المحتلة وارتفعت الاصوات في الداخل الاسرائيلي بضرورة منعها في المدينة، لان ذلك سيعني الاعتراف بأنها فلسطينية ويضرب كل المشاريع التي عمل عليها كيان الاحتلال وبالأخص "صفقة القرن" وما حاولوا تثبيته خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة للكيان وأصدر القرار بنقل السفارة الاميركية الى هناك.

وتطرح تساؤلات هل سيسعى الاحتلال الاسرائيلي الى تطيير الانتخابات الفلسطينية من بوابة الاحتجاجات التي جرت في القدس المحتلة؟ وهل سيتذرع بالانتصار الفلسطيني في القدس لمنع إجرائها في الأراضي المحتلة سواء في الضفة الغربية وبالتحديد في القدس المحتلة؟ وهل سيعمد الاحتلال الى تفجير الاوضاع عسكريا وأمنيا عبر البدء بعدوان ما على قطاع غزة لتحقيق اكثر من هدف بضربة واحدة؟ ولكن لو أقدم كيان الاحتلال على ذلك فأي تبعات سترد عليه جراء عداونه؟ أم أن الاحتلال سيكتفي بالضغط على السلطة الفلسطينية للوصول الى هدفه بتطيير الانتخابات؟

ان الاحتلال لو عمد الى فتح النار على غزة والبدء بعدوان قد يحاول من خلال ذلك تنفيس الاحتقان في الداخل الاسرائيلي جراء ما حصل في القدس وتراجعه امام انتفاضة المقدسيين، وامام صواريخ المقاومة في غزة التي تؤرقه، كما ان الفلسطينيين استأنفوا إطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات في غلاف غزة، ما يزيد من الضغط على القيادة الاسرائيلية المربكة، خاصة بعد الصاروخ الذي أطلق باتجاه "مفاعيل ديمونا" وهز هيبة كيان الاحتلال. 

كما ان الاحتلال قد يفكر بتحقيق هدف تطيير الانتخابات الفلسطينية عبر العدوان على غزة، خاصة ان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر المسمى بالـ"الكابنيت" سمح "بالرد العسكري في حال استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة"، بينما ردت حماس انها "لم تتلقى أي رسائل تهديد من أي طرف أو جهة معينة بشأن إطلاق الصواريخ من القطاع"، وأكدت ان "التهديدات من قبل الاحتلال الاسرائيلي لن تخيف الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وبالإطار، برزت معلومات ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أرسل القيادي في حركة فتح حسين الشيخ الى قطر للتشاور مع قيادة حماس، بشأن "شرح صعوبة إجراء الانتخابات لتمهيد الإعلان عن تأجيلها"، مع ترويج الاعلام الاسرائيلي ان عباس سيعلن عن تأجيل الانتخابات متذرعا بالموقف الاسرائيلي من الانتخابات بالقدس المحتلة، علما ان حماس سبق ان أعلنت أنها ترفض تأجيل الانتخابات، وأكدت "انها لن تكون جزءا من قرار التأجيل"، وأبدت "الجاهزية للتفكير والاتفاق على إجراءات لفرضها بالقدس"، ودعت "للالتزام بمسار العملية الانتخابية وما تم الاتفاق عليه في القاهرة".

هذه التساؤلات ستجد الأجوبة الشافية عنها خلال الأيام المقبلة وما قد تحمله من تطورات عسكرية أو سياسية، في ظل موقف حماس وقوى فلسطينية متمسكة بإجراء الانتخابات في موعدها  المحدد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور