تشهد الساحة الإيرانية حراكاً سياسياً نشطاً وتنافساً بين الأحزاب والقوى السياسية لتسمية مرشحيها للانتخابات الرئاسية في دورتها ال13، المزمع عقدها في 18 حزيران المقبل، ويخوضها مرشحون من التيارين الأصولي والإصلاحي وعدد من المستقلين.
التيار الأصولي
مصادر مقربة من التيار الأصولي أعلنت عن نيته ترشيح رئيس السلطة القضائية السيد إبراهيم رئيسي لخوض الاستحقاق، وأنه "يمثل أولويته الأولى للترشح".
إضافة ل9 مرشحين آخرين قد طُرحت أسماؤهم للغاية نفسها، ولا يزال التيار يجري مفاوضات معهم للوصول إلى النتيجة النهائية، وهم:
أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، القائد السابق لمقر"خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري سعيد محمد، أمين سر مجلس الامن القومي الأسبق سعيد جليلي، وزير الدفاع السابق حسين دهقان، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون السابق عزة الله ضرغامي، مساعد قائد قوة القدس رستم قاسمي، الوزير السابق علي نيكزاد، وعضو مجلس الشورى أمير حسين قاضي.
التيار الإصلاحي
يستمر التيار الإصلاحي في دراسة أسماء مرشحيه، ويتصدر وزير الخارجية محمد جواد ظريف القائمة، رغم ان ظريف نفسه كان قد استبعد هذا الأمر، وقد تؤثر الأحداث الأخيرة حول تسريب تسجيل له، على قرار ترشحه، مع استمرار التيارالاصلاحي بالتمسك به والتشاور معه.
في المقابل يُطرح اسم علي لاريجاني (معتدل)، كشخصية تنال دعم التيار لخوص الانتخابات، مع محاولة مجموعة من حزب كوادر البناء، تقديم لاريجاني كخيار توافقي للإصلاحيين.
ومن بين الأسماء المطروحة أيضاً: عضو البرلمان العاشر ومرشح عام 2003 محمد رضا عارف، النائب السابق لرئيس مجلس الشورى الإسلامي مسعود بزشكيان، محسن هاشمي نجل الراحل الشيخ هاشمي رفسنجاني.
وعن التيار المعتدل إسحاق جهانغيري، وهو من المقربين من الرئيس حسن روحاني، وهو واحد من الشخصيات المطروحة.
ووفق استطلاع رأي أجرته مؤسسة جامعية إيرانية حول الشخصيات الأكثر شعبية في الانتخابات الرئاسية، جاءت النتائج على النحو التالي:
-إبراهيم رئيسي عن التيار الأصولي هو الأكثر شعبية، سيحصل على 42%
- محمد باقر قاليباف سيحصل على 23%
ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى أقل من 50%، مع تأكيد 47% من الناخبين بأنهم سيشاركون في الانتخابات.
الخطوات الإجرائية للانتخابات
تفتح وزارة الداخلية الإيرانية الأبواب أمام الشخصيات التي تنوي الترشح لمدة 5 أيام، ابتداء من 11 أيار الحالي إلى 15 منه.
يقوم مجلس صيانة الدستور في إتمام الخطوة التالية عبر البت بأهلية المرشحين وفق المادة 115 من الدستور، ويعلن عن أسماءهم في 26 و27 من الشهر الحالي، ويتوقع أن يكون عددهم بالعشرات.
يبدأ المرشحون بحملاتهم الدعائية، لمدة 20 يوماً، من 28 أيار إلى 16 حزيران المقبل، بعدها تدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي، الذي يُمنع فيها المرشحون من الادلاء بأي تصريح.
الانتخابات والمفاوضات النووية
يبدو ان المفاوضات بين إيران ودول 4+1 بشأن عودة واشنطن الى الاتفاق النووي التي تنعقد بفيينا، تترك تأثيرها على الانتخابات الرئاسية في إيران، وقالت صحف أجنبية إن: "واشنطن لا تزال غير متأكدة من أنها إذا أبرمت اتفاقاً مع الحكومة الإيرانية الحالية، فستتاح للتيار المناصر للحكومة الحالية فرصة للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فالأميركيون يمارسون تضييع الوقت في المضي قدمًا في المفاوضات الى ما بعد تحديد نتيجة الانتخابات في إيران، والتوصل إلى تحليل أكثر دقة".
وكان السيد علي الخامنئي قد دعا يوم الاثنين، الناخبين الإيرانيين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات، وقال ان: "تشويه الانتخابات ومسؤولي الانتخابات أمر خاطئ، فهي فرصة مهمة للبلاد، وهي تتم بطريقة نزيهة وشفافة، ويجب حث الشعب على المشاركة فيها، وعدم تثبيط عزيمتهم اتجاهها".
وأضاف، انه لا يمكن لأحد تهديد إيران وتعريض مصالحها إلى الخطر إذا شارك المواطنون بقوة في الانتخابات.
الكاتب: غرفة التحرير