الأربعاء 19 أيار , 2021 04:09

ضباط إسرائيليون: مهما فعلنا لن نحقق النصر هذه المرة، لقد هُزمنا

تحقق ضربات الفصائل الصاروخية أهدافها، ليس فقط من ناحية إلحاق الخسائر الفعلية على الأرض، وإنما بنجاحها بخلق حالة من الضغط النفسي، وإحداث خرق بالرأي العام الإسرائيلي حتى بات ينقلب على قياداته، ويحملها تداعيات شن هذه الحرب.

اعترافات قادة عسكريين

وزير الحرب السابق في حكومة الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، صرّح أن الهدف الاستراتيجي من الحرب على قطاع غزة هو "تحسين صورة نتنياهو أمام الجمهور"، قائلًا: "طالما أن تفويض تشكيل الحكومة مع لابيد، سيحاول نتنياهو إطالة العملية العسكرية لإفساد الأمر عليه".

وأكد ليبرمان ما تبنّاه ضبّاط سابقون ومحللون عسكريون وسياسيون ان:" المقاومة ستخرج منتصرة.. نتنياهو يتلاعب بالجيش ومن الناحية الأمنية هذه العملية برمتها غير ضرورية على الإطلاق، وحماس ستخرج فيها منتصرة".

من جهته أعرب الرئيس المكلف بتأليف حكومة الكيان يائير لابيد بقوله:" إن ما يحدث في شوارع "إسرائيل" خطر وجودي".

فيما لم يجد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غينتس حرجًا في إقراره بحجم التهديد الذي يمس أيضًا الجبهة الداخلية: "الانقسام الداخلي يهدّدنا ولا يقلّ عن الصواريخ. لا يجب أن نكسب المعركة في غزة ونخسر المعركة على الوطن"، وهذا يعني فشل هذه القيادة بالتعامل مع المواجهات، وكيفية إدارتها على كل المستويات.

ونتيجة رد الفصائل على الاعتداءات الإسرائيلية، وتصعيد هجماتها بما يتناسب مع حجم الانتهاكات بما لم تكن تتوقعه القيادة العسكرية الإسرائيلية، لفت الضابط السابق في مخابرات الاحتلال "الشاباك" جونين بن يتسحاق، إلى ان "إسرائيل" فشلت في المواجهة الحالية: "مهما فعلنا لن نحقق النصر هذه المرة، لقد هزمنا".

وعن قدرة جيش الاحتلال بتحقيق إنجاز على الأرض أكد قائد القطاع الشرقي في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال، كوبي ماروم، أن هذا الجيش "ليس لديه القدرة على هزيمة حماس، ولا يمكن القيام بذلك من الجو".

اعترافات خبراء

"حماس ألحقت بنا الهزيمة الأكبر في تاريخ المواجهة معها. لم تنجم الهزيمة من عدد صواريخها، بل من نجاحها في لسع الوعي الإسرائيلي. لقد جعلت "حماس" إسرائيل، في نظر القاطنين فيها، مكاناً غير آمن، عنيفاً، متفكِّكاً، وهذه ضربة قوية للأمة الإسرائيلية"، بهذا اعترف الصحافي الصهيوني، سفي هندلر، في معرض حديثه عن تقييم ما يجري من أحداث داخل الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقد تبع هذا التصريح العديد من الاعترافات ضمن كبار المحللين الإعلاميين والسياسيين، في برامجهم التلفزيونية التي تبث مباشرة على الهواء، وتلعب دورًا مهمًا في التأثير على الجبهة الداخلية للكيان.

فمن جهته قال المعلّق الإسرائيلي، عيران تيفينبرون: "الليلة التي ذهبت فيها "الدولة"، حدثت الليلة الماضية. لقد ذهبت، ليس لأن أحلامنا تلاشت. ليس لأننا خسرنا الحرب أو الجدل الأيديولوجي بين اليمين واليسار. لقد غادَرَتْ لأننا فقدنا القدرة على الحكم".

ومع ما يشهده الداخل الإسرائيلي من احتجاجات واسعة وانقسام بين القيادة التي تسعى لكسب نقاط سياسية، وبين المستوطنين الخائفين والمضطرين للبقاء أيام داخل الملاجئ، عبّر كبير المعلقين السياسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، بالقول  أن حركة "حماس لا تقاتل من أجل عقاراتها ولا على صواريخها، بل على الوعي.. لقد انتصرت بشكل كامل في المعركة على الوعي...سيكون للحمساويين ما يحكونه في المؤتمر الصحفي بعد وقف إطلاق النار"، مؤكدًا: "إسرائيل موجودة في متاهة: لا نية للمستوى السياسي في الانتقال لعملية برية، لا خطط لاحتلال مناطق. لا أحد يتوقع أعلاما بيضاء فوق منازل غزّة".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور