تحديات العلاقة بين أمريكا والكيان المؤقت

نتنياهو وبايدن

يدرك الكيان المؤقت بشكل واضح المتغيّرات الحاصلة في العالم ويعلم جيداً انه يبني استراتيجياته وسياساته في عالم من عدم اليقين، واصبح واضحاً لديه ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد تفرض سيطرتها لوحدها في غرب اسيا، مع وجود منافسين اقتصاديين كالصين والاتحاد الاوروبي وتواجد عسكري مماثل لروسيا ومحور المقاومة الذي بات حاضر بقوة ويفرض المعادلات. وبذلك يدرك الكيان المؤقت انه لا يوجد حل سحري لمعالجة وازالة المخاطر الناشئة نتيجة توتر العلاقة بين الطرفين، وهذا أمر غير مسبوق لناحية الدرجة والشكل. وعليه تقوم حكومة العدو الاسرائيلي بموائمة نفسها مع المتغيرات بشرط عدم التغيير بالأهداف الاساسية والتعاطي مع التطورات من خلال معالجة كل مشكلة بشكل منفرد وبحسب حجم الخطر وبما تقتضيه الحاجة وبالاستناد على الركائز الاساسية للعلاقة بين الطرفين ودون الخروج عن قواعد التصرف المعتمدة.

إلى ذلك،  أكدت الولايات المتحدة وفي أكثر من موقف ومحطة ومفصل أن الجانب الأمني لا نقاش فيه بين الطرفين كون ذلك مرتبط بمصالحها القومية، والدعم والمساعدات مستمرة، والاسرائيلي يدرك ذلك جيداً ولكنه يحاول ويسعى للضغط عليها للتجاوب مع مخططاته ويقدم الدلائل والمبررات لتوجيه ضربة لايران ولا يكف رئيس حكومة العدو الاسرائيلي عن التأكيد على ان تل ابيب لن تعترف باي اتفاق مما يمكننا القول ان الكيان المؤقت لم يعد مؤثر في المحادثات بشكل اساسي ، ... كما لا تدعم الولايات المتحدة الامريكية اي عملية عسكرية وهو ما يلاحظ خلال التطورات الاخيرة مع لبنان، وحتى في معارك غزة واخيراً في الضفة الغربية في معركة جنين فرضت الولايات المتحدة الامريكية شروطاً على الكيان المؤقت ووافقت على العملية بناءً على رؤيتها ومصالحها تحت عنوان محاربة الارهاب والسير بمعالجة مقدمات الانفجار المؤجل في الضفة والذي يستعر يوماً بعد يوم ويمكن ان يصبح تحدياً اساسياً لا يمكن السيطرة عليه. وفي هذا السياق يجري العمل على حله ليس فقط باتجاه الفلسطيني من خلال مكافحة المقاومة واعادة تثبيت دور السلطة الفلسطينية كذلك الامر يشمل الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يعربدون ويوسعون الاستيطان ما يعتبره الامريكي عملاً مرفوضاً ويصنف عمل المستوطنين بالإرهابي وسبب اساسي في التوتر شأنه شان اعمال المقاومة الفلسطينية، كما يضغط الامريكي ويقول له انه لا يمكن تدمير حل الدولتين رغم عدم وجود افق له، كون الوقائع على الارض تغيرت بمخطط  واضح ومستمر من قبل الاسرائيلي ليس في الضفة بل في الجولان ايضاً، وذلك لمنع اي مفاوضات مستقبلية. ولكن الامريكي يعتبر ان حل الدولتين يجب ان يبقى كمنارة امل غير حقيقية للفلسطينيين يمكن من خلالها تخديرهم وتأجيل الانفجار، الا ان الاسرائيلي يرفض ذلك حيث يحاول أتباع القومية الدينية والحريديم الموجودين في الحكومة تسريع ضم الضفة ما يتطلب تدمير السلطة الفلسطينية، وعلى ما يبدو ان نتنياهو يدرك تنامي فعل المقاومة في الضفة وانه لا مفر من استمرار الاستثمار بالسلطة الفلسطينية ولكن مع التأكيد على عدم اقامة دولة فلسطينية. هذا الامر سوف يخفف جزء من الاحتقان الحالي الى حد ما مع الامريكي، كون المطلوب تأجيل الانفجار، وقد أكد رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه لا يمكن السماح بانهيار السلطة الفلسطينية ولا نريد ان تنهار ونحن مستعدون لمساعدتها من الناحية الاقتصادية في المقابل نحن اليوم نستعد لمرحلة ما بعد عباس وسوف نعمل على قطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين بدولة مستقلة لهم.

ولكن ذلك ليس الاشكال الوحيد، فمن الامور المطلوب معالجتها لرأب الصدع الحاصل بين الطرفين حالياً وقف التعديلات القضائية، والتي هي موضوع انقسام سياسي واجتماعي حاد في الكيان المؤقت، حيث يضغط الامريكي لمنعها مؤكدة ان ذلك يضرب منظومة القيم المشتركة بين الطرفين والتي تعتبر من اساسيات العلاقة هذا دون اغفال ان الامريكي يدرك جيدا ان الازمة الحالية في الكيان المؤقت تعزز الخلافات بين قبائل اسرائيل وسوف تزيد من الصراع التي سوف تؤدي الى نهايته المحتومة، وعلى ما يبدو ان ايجاد تسوية بين الحكومة والمعارضة امر لا مفر منه ولكن سيكون ذلك على حساب اهداف نتنياهو وحكومته والعكس يعني مزيد من الشرخ والتوتر وتحول الحرب الاهلية الحالية بدون دماء الى منحى اخر اكثر عنفًا.

أما فيما يخص المتغيرات في الاتجاهات والمزاج العام والخطاب السياسي في الولايات المتحدة الامريكية والكيان المؤقت، فبحسب رأي الخبراء من الطرفين سوف تكون تأثيراته على المدى البعيد. ويشير تامير هايمان، مسؤول شعبة أمان سابقاً ومركز دراسات الامن القومي حالياً، أنه بعيداً عن الأزمات الظاهرة بين الولايات المتحدة واسرائيل فان المشاكل الحقيقية تكمن في مكان آخر، حيث تقترب اسرائيل من الاتجاه الديني وتنأى الولايات المتحدة بنفسها عنه، في حين أن المجتمع الصهيوني أصبح أكثر تحفظاً وأكثر تقليدية،  لقد أصبح المجتمع الأمريكي أقل تديناً وأكثر ليبرالية وأكثر تعددية، كما تم تعزيز الحركة الديمقراطية في الولايات المتحدة، حيث يشير العدد المتزايد من التقدميين في الحزب الديمقراطي والجامعات إلى القوة المتنامية للحركة، والعديد من النخبة القادمة في الولايات المتحدة تنتمي إلى هذا التيار وهو أحد المكونات المركزية للتيار النقدي تجاه سياسات الكيان المؤقت مع استمرار اعتقال المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل ما يعتبرونه احتلالاً.

ما هي أبرز وآخر الآراء والتصريحات بالإضافة إلى تقييم التهديد وتأثيراته، في هذه المادة لمركز دراسات غرب آسيا.

للاطلاع على المادة الكاملة إضغط هنا.


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا




روزنامة المحور